حسنا فعل حزب الله ويا ليته فعل أكثر
ـ تنطلق جوقة سياسية إعلامية لتحميل حزب الله مسؤولية تعطيل الحكومة، بعدما تمّ لشهور مضت تحميل التيار الوطني الحر هذه المسؤولية، لأنّ المعادلة رُسمت بطريقة خاطئة منذ البداية، فبدا أنّ التسليم بشروط فريق الرابع عشر من آذار الذي تصرّف كفريق وقبول نيله مجموعاً يعادل ضعف ما هو معروض على فريق الثامن من آذار الذي لم يتصرف كفريق رغم أنّ الفريقين جاءا بحصيلة نيابية متساوية في الإنتخابات الأخيرة.
ـ تمسك رئيس الجمهورية بتمثيل الفريق الدرزي الذي يشكل ثلث تمثيل طائفته كأقلية وازنة مقابل عدم حصر التمثيل بالأكثرية أسوة بما جرى في التمثيل المسيحي، وتمسك حزب الله بتمثيل الفريق السني الذي يشكل ثلث وزن ناخبي ونواب طائفته كأقلية وازنة مقابل عدم حصر التمثيل بالأكثرية، وحسناً فعلا وسقف المرتجى تجميل الحاصل الوزاري الذي يبقى مشوّهاً بنيل فريق الرابع عشر من آذار أكبر من حجمه ونيل فريق الثامن من آذار أقلّ من حجمه.
ـ تخلى فريق الثامن من آذار عن أجمل ما عنده وهو صفته كفريق سياسي موحد يملك تمثيلاً يعادل حجم تمثيل فريق الرابع عشر من آذار وكلّ منهما عابر للطوائف ويمكنه التفاوض على تمثيله سياسياً بحجم وزاري يعادل الفريق الآخر ويختار تمثيله من ضمن الطوائف التي نال تمثيلاً نيابياً فيها وتجاهل فريق الثامن من آذار أنّ قبول أسلوب التمثيل الطائفي كان لعبة قوى الرابع عشر من آذار التفاوضية حيث أطراف هذا الفريق تملك الأكثريتين الطائفيتين في السنة والدروز وتخوض معركة حصر تمثيل طائفتها بها، تاركين تمثيل الشيعة لثنائي حركة أمل وحزب الله، وجعل المعركة حول حجم تمثيل القوات اللبنانية مسيحياً ليخرجوا رابحين.
ـ التصعيد الطائفي هو بديل الإنقسام السياسي على أساس الثامن والرابع عشر من آذار وهو إنقسام حقيقي صار الجميع يتبرأ منه وكأنه لعنة وهو نعمة تحول دون المتاريس الطائفية، وهذا معنى أنّ الحكومة الجديدة عندما يكتمل عقدها لن تكون حكومة وحدة وطنية بل حكومة فدراليات طائفية ويكون المستبعد الوحيد عنها هم غير الطائفيين وتفتقد للتمثيل السياسي الذي يتيح في يوم ما العودة للعبة الديمقراطية بموالاة ومعارضة…
التعليق السياسي