ماذا من وراء زيارة نتنياهو لعُمان؟

عمر عبد القادر غندور

زيارة رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو الى العاصمة العُمانية واجتماعه إلى السلطان قابوس لم يكن مفاجئاً، لأنّ هذه الزيارة ما كانت لتتمّ لو لم تُعبّدها سنوات من الاتصال والتشاور.

وبقدر ما كانت هذه الزيارة في زمانها وتوقيتها خارج المتوقع، لم يُعلن عن مضمون ما دار فيها رغم احتلالها صدارة الأخبار؟ واللافت في هذه الزيارة غياب التسريبات والتلميحات حتى عن الصحافة الأجنبية، وثمة أسئلة عدة:

هل بدء تطبيقات الحصار الأميركي على إيران؟

هل السلطنة التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع جارتها الجمهورية الإسلامية، بصدد طرح مبادرة ما؟

هل تودّ السلطنة أن تساهم أكثر في موضوع الصراع العربي الفلسطيني؟ وهل من صلة بين زيارة مسؤول فلسطيني إلى عُمان سبقت زيارة نتنياهو؟

وهل طُلب من عُمان القيام بمسعى لإصلاح ذات البين بين السلطة الفلسطينية و»إسرائيل» لتفعيل «صفقة القرن» المترنّحة؟

التعليق المقتضب الوحيد الذي صدر من طهران على الزيارة هو «من وجهة نظرنا لا ينبغي للدول الإسلامية ان تفسح للكيان الصهيوني الغاصب وبضغط من البيت الأبيض التحرك لإثارة فتن ومشاكل جديدة في المنطقة».

لذلك نحن نظنّ أنّ الزيارة ذات طابع «إسرائيلي» عربي رجعي، وبالأمس قالت صحيفة «الوطن» العُمانية انّ المواقف السياسية تجاه القضية الفلسطينية نرى ضرورة تغليب لغة الحوار كخيار واحد!

والواضح أنّ تسارع التطبيع الخليجي خاصة بات يستدعي تحركات كالتي نراها في زيارة نتنياهو لعُمان وتنظيم مسابقة رياضية في أبو ظبي حضرتها وزيرة الرياضة الإسرائيلية عُزف خلالها النشيد الإسرائيلي، بالاضافة الى أنشطة أخرى كثيرة لا يُعلن عنها!

إذاً نحن نعيش مرحلة جديدة من مظاهر «صفقة القرن» التي يمكن أن تكون لها ملاحق مع دول تسمّى إسلامية، على أنقاض منظمة العالم الإسلامي الوهمية والجامعة العربية، المتوفاة أصلاً، تمهيداً لقيام «ناتو» نُحجم عن تسميته بالناتو الصهيوني… في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية نصيرة القضية الفلسطينية.

نتنياهو لم يخف سعادته من سقوط الحُرم في العلاقات بين العرب والصهاينة، وقال امام مجلس وزراء العدو: «لم أستطع إخفاء شعوري بالاعتزاز والفخر وأنا أسمع عزف النشيد الإسرائيلي مرتين في أبو ظبي في يوم واحد»!

رحم الله الشاعر السوري الكبير نزار قباني يوم قال:

بِعت القدس.. بِعت الله.. بِعت تراب أمواتك

كأن حراب صهيون لم تُجهض شقيقاتك

ولم تهدم مساجدنا ولم تحرق

ولا راياتها ارتفعت على أشلاء راياتك

كأن جميع من صُلبوا في حيفا ويافا وبئر السبع

ليسوا من سلالتك..

تغوص القدس في دمها

وأنت صريع شهواتك.

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى