موسكو: دول غربية تعارض إرسال مساعدات إلى المناطق المحرّرة
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف أن بعض الدول الغربية تقف ضد إرسال مساعدات إلى المناطق المحررة من الإرهاب في سورية داعياً المجتمع الدولي إلى المساهمة في عملية إعادة الإعمار فيها.
وقال غاتيلوف في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء أمس: «نحن نعتبر أنه لا بد من تنشيط الجهود لمساعدة سورية في دخول مرحلة إعادة الإعمار ما بعد الأزمة ونحاول إقناع جميع شركائنا بذلك وخاصة الغربيين».
وأكد غاتيلوف أن روسيا ستواصل إيلاء الاهتمام الكبير لتقديم المساعدات لسورية، مشدداً على ضرورة بذل جهود جماعية من قبل المجتمع الدولي لإيجاد حل للأزمة فيها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد الأربعاء الماضي في كلمته أمام المؤتمر العالمي السادس للمغتربين الروس أن «روسيا ستواصل مساهمتها في حل الأزمة في سورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 والقرارات الصادرة عن اجتماعات أستانا ومؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي».
على صعيد آخر، أكدّت مجلة كونترا، أن الكيان الصهيوني لم يشن هجوماً واحداً على سورية منذ تسلم دمشق صواريخ «إس-300»، بعد تحطم الطائرة الروسية «إيل 20»، أثناء غارة صهيونية على اللاذقية أيلول المنصرم.
وقالت المجلة الألمانية، إنه منذ تم إسقاط الدفاع الجوي السوري عن طريق الخطأ طائرة «إيل 20» الروسية التي تلطت خلفها القاذفات الصهيونية أثناء إغارتها على أهداف في مدينة اللاذقية السورية، لم تجرؤ «إسرائيل» على القيام بعملية عسكرية واحدة مستقلة في سورية، على الرغم من تصريحها مرارًا وتكرارًا أن ظهور أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات «إس- 300» في المنطقة، لن يوقفها عن قصف سورية!
وتابعت: مع ذلك، منذ وقوع حادث طائرة «إيل 20» الروسية، لم تنبس وسائل الإعلام الصهيونية بذكر واحدة من هذه الهجمات التي اعتادت تل أبيب على تكرارها دورياً، وقامت بتغطية مثل هذه الأحداث من قبل بالتفصيل.
وفي الوقت نفسه، ووفقا لمجلة كونترا، فإن الحديث عن حقيقة استمرار سلاح الجو الإسرائيلي في مهاجمة سورية، وتوقف وسائل الإعلام ببساطة عن الكتابة وتصوير التقارير عن هذه الهجمات، يمكن استبعاده عملياً.
ومع ذلك، ادعت السلطات الصهيونية أنها نفذت هجمات مماثلة ضد أهداف في سورية، ولكن فقط بعد إبلاغ روسيا مسبقاً.
وفي سياق التوتر القائم على الحدود السورية التركية، بعد اعتداءات المدفعية التركية على قرى سورية بحجة وجود مقاتلين من «قسد»، كشفت «قوات سورية الديمقراطية» أن التحالف الدولي بدأ بتسيير دوريات على طول الحدود السورية التركية بهدف تخفيف التوتر في المنطقة بعد تهديدات أنقرة ضد المقاتلين الأكراد.
وأوضح مدير المكتب الإعلامي بـ»قوات سورية الديمقراطية» قسد، ذات الغالبية الكردية ، مصطفى بالي، أن «التحالف الدولي، سينظم تسيير دوريات مراقبة على الحدود بين شمال سورية وجنوب تركيا، لتخفيف حدة التوتر وكبح الاعتداءات التركية»، وفق قوله.
وفي حديث لإحدى الوكالات الأجنبية، ذكر متحدث باسم التحالف الدولي، أن عسكريي التحالف يزورون المنطقة بصورة منتظمة وأنه لم يتم أي تعزيز لدورياته هناك.
وتوعّدت أنقرة مراراً بشن هجوم عبر الحدود مع سورية شرق نهر الفرات، إذا لم يضمن العسكريون الأميركيون انسحاب مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها تركيا جناحاً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا باعتباره «تنظيماً إرهابياً».
إلى ذلك، أعادت القوات السورية، أمس، افتتاح ممر مورك الإنساني شمال مدينة حماة.
وقال مصدر، إن الجهات المختصة السورية، وبالتنسيق مع مركز المصالحة الروسي، أعادت، صباح أمس، افتتاح ممر برّي قرب مدينة مورك شمال حماة يربط مناطق سيطرة المجموعات المسلحة مع مناطق سيطرة الجيش.
وأوضح أن حركة كثيفة للسيارات الشاحنة شهدها الممر الإنساني في طريقي الذهاب والإياب عقب افتتاحه مباشرة.
ونقل عن مصدر عسكري سوري أن افتتاح الممر الإنساني جاء بالتنسيق مع الجانب الروسي لإعادة الحركة التجارية والسماح بتدفق الشاحنات المحملة بالبضائع والسلع الزراعية والمصنعة على طرفيه، داخلاً وخارجاً.
وبين المصدر أنه في الأيام القليلة المقبلة سيتم السماح بعبور المدنيين عبر الممر بعد استكمال كافة التجهيزات اللوجستية.
وقبل شهرين من الآن، أغلقت السلطات السورية ممري مورك وقلعة المضيق الإنسانيين بريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، بعد قيام المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسيطر على جانبه الشمالي بتفجير عدد من الجسور المؤدية إليه.
جاء ذلك بعد تصاعد الحديث عن عملية عسكرية مرتقبة كان من المرجح أن يقوم الجيش السوري بإطلاقها لاجتثاث تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المحظور في روسيا الذي يسيطر على أكثر من 70 في المئة من أراضي محافظة إدلب وريفها.
وشهد الممر قبيل إغلاقه بأسابيع، عمليات تسلل كثيفة للمسلحين ضمن صفوف المدنيين الخارجين من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة بريف إدلب، باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.
وتنتشر في ريف حماة الشمالي فصائل عدة مبايعة لـ»هيئة تحرير الشام» جبهة النصرة ومن أبرزها «جيش العزة» الذي يسيطر على قــرى وبلــدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين والزكاة والأربعين، والذي يضمّ في صفوفه مقاتلين من الشيشان وأوزبكستان.