رئيسة مؤسّسات الإمام الصدر تحاضر عن المجتمع والإنسان في غرفة طرابلس

حاضرت رئيسة «مؤسسات الإمام موسى الصدر» رباب الصدر، في القاعة الزجاجية في غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال، بعنوان «المجتمع والإنسان»، بدعوة من «الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة».

بداية، تحدثت الدكتورة عائشة يكن، فتناولت «مسيرة السيدة الصدر التي تحتل مكانة كبيرة، وهي قامة امرأة بحجم وطن». وتناولت رئيسة «الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة» ناريمان الجمل دور رباب الصدر في مؤسسات «الإمام موسى الصدر».

ورأت الصدر أنه «يجب تدريب الإنسان على الإيمان بالقيم وممارستها في مجتمعه. الإنسان الفرد والإنسان الجماعة والمجتمع، الإنسان الثقافة والتربية والعلم، الرجل والمرأة والأسرة، المحروم والعامل والمقاوم، الأرض والوطن والكون، وغير هذا، كل هذا ما حدده الإمام الصدر دورا له يهدف لبناء الإنسان النموذج، إنسان الله الذي يريده للعرب والمسلمين والعالم».

وأشارت إلى أنّ «تفاوت الكفاءات تساعد في أن يستثمر كل فرد واعتمادا على كفاءاته مسخرات الطبيعة لصالح مجتمعه وتطوير وسائل العيش وتجهيزالمعرفة للارتقاء بالمجتمع والأفراد بخط سليم مستقيم، وهذا لا يكون إلا ضمن منظومة أخلاقية توازن ما بين المادة المتوفرة وإمكانات الإنتاج والغايات المتوخاة للنهوض، وإن لم يكن هذا محكوماً بما في تراث المجتمع من خلقيات، فيعني أن يسيطر الفساد على كل ما هناك من مرافق وتنحل العرى في البنية العامة، بحيث نرى الانحطاط والتخلف يتحكم بسلوكيات الناس، بينما تصل منتجات التكنولوجيا الى ما يدهش، وهذا التباعد بين خلقيات الأفراد بشكل عام في الوقت الذي تتوفر طاقات العلم بيد مجموعة صغيرة تتصرف بالأقدار دون وازع خلقي مما يحدث تزلزلا ينعكس على مجتمعات أخرى فيتهدم البنيان الذي يراه الإمام الصدر متوحدا، ويقول: الإنسانية تعيش بوجود واحد، يتفاعل بمختلف أجزائه بعضها مع بعض، وكلما ارتقت ثقافة الإنسان وازدادت معرفته، تجلت هذه الحقيقة وازدادت وضوحا».

وقالت: «هذا الوجود الواحد، كان الإمام الصدر يعمل لتحقيقه أولاً في لبنان ليكون لبنان هو النموذج الذي يمكن أن يحتذى من قبل جماعات أخرى، وقد قدم لوحدة هذا الوجود منظومة فكرية تقوم على قاعدة من الإيمان بالقيم، وبالتالي وضعها ضمن دائرة من الممارسة لتوجهات مندرجات هذا الإيمان وموجبات روحيته وروحانيته. وفي متابعتنا لكلمات وخطب الإمام السيد موسى الصدر، نرى أنه أولاً، يشرع بنظرته إلى الكون ونظامه وسيره ضمن خط دقيق وحركة مستقيمة وترابط ما بين مفرداتها من أرض وأجواء ومناخات ووتائر، وهذا ما يعتبره الإمام الصدر صورة للعدل الإلهي تمثل بتنظيم حركة الكون، وعلى الإنسان المهيأ لأن يكون خليفة الله في الأرض، لان يلحظ العدل في حركة الكون ويبني عليها حركته وقوانينها في المجتمع ليكون عادلا في سيره ومحددا في مساره».

أضافت: «وبعد وضع هذه الأسس في قواعد البنى الاجتماعية على مفاهيم وروح العدل ننتقل مع الإمام الصدر إلى الأسس المفترضة في التشكيل الذهني للانسان. وإذ هي أربعة: أن يكون ذا إرادة وحرية قرار، انه موجود كوني يسير ضمن أنظمة الكون وقوانينه، انه فرد في مجتمع يتفاعل معه وينفعل به وانه مخلوق لله. وهذه العناصر مجتمعة هي التي تعطي الإنسان صفاته ومميزاته التي بها تصح نسبة الإنسانية لكل فرد بشري يفكر ويعمل بقلب سليم، وبها يصبح مؤهلا لخلافة الله في الأرض وما عليه هنا إلا أن يشرع بإقامة البنيان المجتمعي الذي يتعامل في مجمل مكوناته».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى