أردوغان يقتنص الفرصة
ـ ليس بالضرورة أن يكون أحد قد نصب فخاً لولي العهد السعودي على طريقة الحديث عن فخ ابريل غلاسبي لصدام حسين بالإيحاء الأميركي بالموافقة على غزو الكويت، ولا يهمّ انْ كان التورّط السعودي أو العراقي وقتها شكلا فرصة للتربّص أو جزءاً من خطة توريط، كما ليس مهماً أن يكون الرئيس التركي رجب أردوغان جزءاً من الخطة على ضفة المستفيدين.
ـ المهم أنّ أردوغان المدرك لخسارته في سورية وحتمية خروج قواته منها وحتمية التسليم بنهاية الحرب عليها بانتصار الرئيس السوري والجيش السوري وعودة وحدة سورية في ظلهما لا يتحمّل الخروج بخسارة بهذا الحجم دون صيد ثمين يغطي عليها.
ـ يدفع أردوغان بقضية التحقيق بمقتل جمال الخاشقجي بصفتها الضالة التي ينتظرها والطريدة التي يتربّص للإنقضاض عليها، وهو يريد لها أن تتحوّل إلى قضية دولية تنتهي بهزيمة ولي العهد السعودي وتنحيته ربما أو ملاحقته قضائياً، والأهمّ أن تصل لنهاية زعامة المملكة في العالمين العربي والإسلامي فيتربّع على الكرسي الذي شغلته الرياض طويلاً ويدخل بعلاقته مع موسكو واشنطن على خط ردّ الاعتبار لصيغة تفاوضية جديدة حول القضية الفلسطينية على قاعدة إعلان وفاة صفقة القرن مع سقوط ابن سلمان ومشروعه.
ـ ليس بوارد تركيا كما ظنّ البعض البحث عن صفقة مالية أو صفقة سياسية صغيرة انها قضية تعويض خسائر الحرب الكبرى وهذا معنى القول إنّ السعودية بفشلها في تنفيذ موجبات تعهّدها بجلب الفلطسينيين لبازار بيع القدس قد حوّلها إلى الغنيمة التي يجري تقاسم تركتها من حلف الخاسرين في الحرب وبعض الغنائم المضافة لحلف الرابحين كشرط لتمرير الخريطة الجديدة ونصيب من عائداتها.
التعليق السياسي