الأسد: موسكو بذلت جهوداً كبيرة لتحييد التدخلات الخارجية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن المسؤولين الروس وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين يبذلون الجهود الكبيرة لتحييد التدخلات الخارجية بالشأن السوري.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الأسد، أمس، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين اللذين يزوران سورية.
وذكرت الرئاسة السورية، عبر حسابها على تطبيق «تلغرام»، أن «لافرنتييف وضع الرئيس الأسد، في صورة مباحثات القمة الرباعية التي عقدت مؤخراً في إسطنبول جمعت زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا ، والجهود التي تبذلها موسكو مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية بغية تذليل العقبات التي تقف أمام إحراز تقدم في المسار السياسي يساهم في إنهاء الحرب على سورية».
وقالت الرئاسة السورية إن الرئيس الأسد «أشاد بالجهود الكبيرة التي يبذلها المسؤولون الروس وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين من أجل تحييد التدخلات الخارجية بالشأن السوري بما يساهم في مساعدة السوريين على تقرير مستقبلهم بأنفسهم وفق ما تقتضيه مصالح الشعب السوري».
وأضافت الرئاسة السورية أن «اللقاء تطرّق أيضاً إلى موضوع تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي، حيث كان هناك اتفاق على مواصلة العمل المشترك بين روسيا وسورية من أجل إزالة العوائق التي ما زالت تقف في وجه تشكيل هذه اللجنة».
وتعمل روسيا إلى جانب شركائها الرئيسيين في إطار صيغة أستانا تركيا وإيران والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية على تشكيل لجنة دستورية مشتركة بين الأطراف السورية تهدف إلى وضع رؤية لإصلاح دستوري في سورية.
وأكد لافرينتييف، في تصريحات سابقة، أن اللجنة الدستورية السورية هي الاتجاه الوحيد للخروج من الأزمة السورية، وأن الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا تبذل كل الجهود اللازمة لتشكيل اللجنة وبدء عملها.
نصيحة المقداد لبيدرسون
إلى ذلك، نصح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، المبعوث الأممي الجديد، «غير بيدرسون» بالابتعاد عن أساليب مَن سبقه، وأعلن أن دمشق ستتعاون معه كما تعاونت مع المبعوثين الخاصين السابقين.
ونقلت جريدة الوطن عن المقداد أمس، قوله: «إن سورية، وكما تعاونت مع المبعوثين الخاصين السابقين، ستتعاون مع بيدرسون، بشرط أن يبتعد عن أساليب مَن سبقه، وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سورية، وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه، وأن يدافع عن المثل والقيم العليا التي يتبنّاها ميثاق الأمم المتحدة من أجل حرية الشعوب في إطار مكافحة الإرهاب».
وعيّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء الماضي، الدبلوماسي النرويجي، غير بيدرسون، مبعوثاً خاصاً إلى سورية، خلفاً لستيفان دي ميستورا الذي يترك منصبه أخر الشهر الحالي.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أعلنت الخميس الماضي، عن ترحيب بلادها بقرار الأمين العام للأمم المتحدة، تعيين بيدرسون، مبعوثاً خاصاً له إلى سورية.
وشغل بيدرسون، مناصب دبلوماسية عدّة، كان آخرها، سفيراً لبلاده لدى الصين منذ 2017، وممثلاً دائماً لها لدى الأمم المتحدة منذ 2012 حتى 2017.
كما عمل بيدرسون منسقاً أممياً خاصاً في لبنان 2007 2008 ومبعوثاً شخصياً للأمين العام إلى جنوب لبنان 2005 2007 . وعمل مديراً لدائرة آسيا والمحيط الهادئ في قسم الشؤون السياسية في الخارجية النرويجية.
كما كان بيدرسون، في عام 1993 ضمن الفريق النرويجي لمفاوضات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني.
ميدانياً، أفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية باستشهاد 15 شخصاً جراء ضربات جديدة لطيران التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة على بلدة هجين في محافظة دير الزور شرق سورية.
وأوضحت «سانا»، نقلاً عن مصادر أهلية وإعلامية، أن قوات التحالف نفذ عمليات قصف هي الأعنف منذ شهور على الأحياء السكنية في هجين شرق مدينة دير الزور بنحو 110 كيلومتراً، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء كانوا موجودين في المنازل القريبة من مسجد خالد بن الوليد في المدينة بالإضافة إلى جرح آخرين.
من جانبه، أكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، أن «14 مدنياً بينهم 5 أطفال و5 نساء استشهدوا في غارات لطائرات التحالف الدولي على بلدات هجين والسوسة والشفعة»، الواقعة في محافظة دير الزور شرق سورية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات».
وأضاف عبد الرحمن أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع «بسبب وجود جرحى بحالات خطرة»، كما أوضح أن «9 عناصر من تنظيم داعش قتلوا في قصف لطائرات التحالف على مناطق أخرى من الجيب نفسه».
وأعلن عبد الرحمن أيضاً أن «القصف مستمر واشتد بعد الهجوم الفاشل للتنظيم على قاعدة البحرة» التابعة لقوات التحالف، وغير البعيدة عن الجيب الذي يسيطر عليه المسلحون.
وسبق أن أعلنت دمشق أن التحالف الدولي قصف بلدة هجين 3 مرات على الأقل في أكتوبر الماضي باستخدام القنابل المحتوية على الفوسفور الأبيض المحظور دولياً.
وتقود الولايات المتحدة في سورية قوات التحالف الدولي بزعم محاربة «داعش» منذ صيف عام 2014 دون أي دعوة أو موافقة من قبل السلطات السورية، التي تتهم الجيش الأميركي وحلفاءه بانتهاك سيادة الدولة وارتكاب مجازر متكرّرة بحق المدنيين الأبرياء.
وتؤكد دمشق أن الضربات الجوية للتحالف على المواقع في سورية أسفرت عن استشهاد مئات المدنيين، مطالبة الأمم المتحدة بالتدخل لإنهاء وجوده في سورية.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمّكنت بقايا تنظيم «داعش»، المصنف إرهابياً على المستوى الدولي، جراء هجمات مكثفة أطلقتها يوم 10 أكتوبر، من توسيع مساحات سيطرتها شرق الفرات على حساب المجموعات الكردية الناشطة في المنطقة تحت مظلة «قوات سورية الديمقراطية» بدعم ورعاية الولايات المتحدة.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية الشهر الماضي أن تلكؤ الأميركيين والقوات المتحالفة معها أدى إلى السيطرة الكاملة للإرهابيين على شريط من الأراضي على طول الجانب الشرقي من نهر الفرات يمتد لـ20 كيلومتراً بين بلدتي هجين والسوسة، وذلك تزامناً مع أنباء عن احتجاز عناصر «داعش» حوالي 700 شخص من السكان المحليين كرهائن.
«الركبان» والمساعدات
على صعيد آخر، أكدت الحكومة الأردنية أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان جرى من أراضٍ سورية وليس عبر الأردن واصفة ذلك بالانتصار الكبير للمملكة بعد عام كامل من المفاوضات المضنية.
وقالت الناطقة الإعلامية باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، في تصريح لوكالة «سبوتنيك»، تعليقاً على إيصال المساعدات إلى مخيم الركبان للاجئين السوريين، إن «الدخول جرى من الجانب السوري» ، مضيفة: «هذا عملياً انتصار كبير للأردن بعد سنة من المفاوضات حول موضوع الركبان».
وتابعت غنيمات أن «موقف الأردن يتمثل في أن الركبان تجمع سكاني سوري، على أرض سورية، وقبل سنة عندما حصلت أزمة الركبان قال الأردن إن مسؤولية تزويد المخيم بالضروريات الأساسية يجب أن تكون من الداخل السوري، وبقي مصراً على هذا الموقف».
وأكدت غنيمات أن «ما حدث اليوم هو أن الأمم المتحدة بدأت تقوم بمهامها من الداخل السوري».
وسبق أن قال أبو عبد الله، عضو المجلس المدني الذي يدير المخيم وينسق وصول القافلة الإنسانية مع الأمم المتحدة، «إن المساعدات الأممية وصلت، السبت، إلى مخيم الركبان».
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن شرطتها العسكرية قامت بتأمين طريق القافلة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من دمشق إلى مخيم الركبان.
وتتألف القافلة من 100 مركبة، من شاحنات وسيارات إسعاف وسيارات مدرعة مرافقة، ويصل حجم المساعدات الإنسانية إلى 450 طناً من المواد الغذائية والأدوية والسلع الأساسية.
وتم إيصال مساعدات الأمم المتحدة إلى مخيم الركبان لأول مرة في يناير 2018 عبر الأردن.