عراقجي لـ«العالم»: فشل المحادثات النووية خطر على الجميع

أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي «أنّ فشل المحادثات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 سيشكل خطراً على الجميع».

وقال: «من البديهي أنّ الاتفاق النووي سيكون لصالح الطرفين والمنطقة، وهذا ما يدركه الجميع ولا أحد يرغب في العودة إلى ظروف ما قبل اتفاق جنيف، لأنّ هذا الأمر سيكون سيناريو خطير للجميع، لذلك نحن جادون ونرى هذه الجدية لدى الطرف المقابل للتوصل إلى اتفاق».

وأضاف: «إنّ اجتماع مسقط حول المحادثات النووية في العاصمة العمانية مسقط والذي سيستمر يومين، سيكون اجتماعاً مصيرياً للغاية»، لافتاً إلى «أنّ هذه الجولة من المحادثات بين وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري ومنسقة الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، ستكون مصيرية للغاية بحيث ستحدّد إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل هذا التاريخ أم لا».

وأعرب عراقجي عن أمله في «أن تكون هذه الجولة من المحادثات ناجحة نظراً إلى حسن النوايا لدى الأصدقاء العمانيين والإمكانيات والتسهيلات التي وفرها الجانب العماني لهذه المحادثات».

وكشف «أنّ هناك قضيتين لم يتمكن أحد حتى الآن من التوصل إلى حل في شأنهما ، وهما عملية التخصيب وكيفية إلغاء الحظر، ونأمل أن تكون محادثات مسقط من هذه الناحية مباحثات ناجحة وأن نصل إلى اتفاق».

وأعلن عراقجي عدم التطرق إلى قضايا أخرى حول «داعش» والتهديدات التي تواجهها المنطقة خلال هذه الجولة من المحادثات، وقال: «جميعنا عازمون في شكل حاسم على عدم التطرق إلى أي قضية خلال المحادثات ما عدا القضية النووية».

وحول قضية التخصيب، قال عراقجي: «لقد حصل في السابق اتفاق بين الطرفين على أن تبقى عملية التخصيب مستمرة في إيران، إلا أنّ القضية المطروحة وقيد المناقشة التي لم نصل في شانها إلى حل هي النسبة والكمية والفترة الزمنية التي نصل خلالها إلى التخصيب الصناعي الذي هو هدفنا النهائي، وذلك ما نأمل أن نتوصل إلى حل في شأنه خلال اجتماع مسقط».

وقال عراقجي:»الموضوع الآخر هو كيفية إلغاء الحظر ومن البديهي أن تلغى جميع العقوبات في إطار اتفاق نهائي، إلا أنّ أسلوب تنفيذ هذا العمل هو قيد النقاش ونحن لا زلنا نعتقد بإلغاء جميع العقوبات ونرفض إبقاء أي حظر».

ورداً على سؤال في شأن طلب الطرف الآخر من إيران قبول البرتوكول الإضافي بغية توسيع نطاق عمليات التفتيش، أجاب: «نحن من حيث المبدأ ليست لدينا مشكلة في إجراء مزيد من عمليات التفتيش لبرنامجنا النووي لأنه ليس لدينا ما نخفيه، جميع منشآتنا وأجهزتنا والمواد المستخدمة سلمية، وعلى هذا الأساس لا نعارض مزيداً من عمليات التفتيش والمراقبة، إلا أنّ لدينا مشكلة وهواجس في شأن استغلال هذه العمليات».

وحول احتمال تمديد المحادثات، قال عراقجي: «لم نتطرق حتى الآن إلى هذا الموضوع ولا زلنا نأمل أن تنتهي المحادثات في موعدها المقرر، ولا نرغب في أن نركز على تمديد الفترة لأنّ هناك حظوظاً للتوصل إلى اتفاق».

وشدّد على «أنّ العالم حالياً قد تعرّف أكثر على سلوك إيران وقد تبدّدت تلك الصورة التي رسموها عن إيران باعتبارها تشكل تهديداً على السلام والأمن الدوليين، وقد أصبحت الظروف حالياً بالنسبة إلى إيران أفضل بكثير من السابق وستصبح هذه الصورة أفضل في المستقبل».

ولفت إلى «أنّ الاستراتيجية الدفاعية والأمنية لإيران قد بنيت في إطار الأسلحة التقليدية، ولن نسعى أبداً وراء أسلحة الدمار الشامل، ولو كانت إيران تسعى وراء التهرب النووي أو إنتاج القنبلة النووية لكانت أنتجتها في السنوات الماضية»، مشيراً إلى «أننا سنبذل جهدنا في الاتفاق النهائي بأن نبني الثقة مع المجتمع الدولي ومع كل من لديه هاجس تجاه سلمية برنامجنا النووي».

وأشار عراقجي إلى اهمية الدور الإيراني في المنطقة، وقال: «العالم قد وصل إلى هذه النتيجة كما أنّ أحداً لا يمكن أن يتجاهل الدور الإيراني في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، ونحن أيضاً نسعى وراء ذلك وقد أثبتنا هذا الموضوع في قضية المواجهة مع داعش والمساعدة على صون السيادة العراقية والسورية واللبنانية وبقية القضايا الإقليمية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى