أشياء نهزّها باستمرار
دارين حوماني
أبي يبصق سعاله الشّديد
قبل الموت بقليل
أمّي تمسك القطّ بقسوة
وترميه فوق الصخور البعيدة
لا يمكن دائماً
إخفاء أحزاننا العميقة..
يا لهذه القرية
إنها تتثاءب طوال النهار
ويبدو الله قريباً
قبل الأوان..
حفرة شديدة الظلام
تلك الخسارات المتتالية
أولئك الذين لا يتدحرجون في الذاكرة
الذين لا يمكن أن نحيا بدونهم
يتركوننا لأسباب مؤلمة
أفكارنا.. أحلامنا
ولأننا نهزّ باستمرار
أحزاننا الشديدة..
لم أحبّ الكلام يوماً
لكني حين كنت أتسكّع في بلادي
بلاد الإسلام
شعرتُ أني أريد أن أقول الكثير
عن هذا السجن الكبير..
صديقتي تشرب الكحول كثيراً
وحين تهذي
كانت تدعوني معها
لنرى العالم جميلاً
على غير حقيقته..
اندفاعات في العروق
ماتت مع الوقت
والآن في انتظار أن تتوقف الحياة
يا له من حزن شديد
انتظار ذلك..
قلبي
أشياء ينبغي أخذها في الحسبان
حين تكلّمه بقسوة..
قلبي
أطفال يهزّون أرجوحة
وسط السّماء الزرقاء..
قلبي
آثار أقدام
تقول إنها لم تكن جادّة كثيراً
حين ركلته بشدّة
فارتجفت بذوره خوفاً..
أمام الجنود المهزومين
صلّت روحي
أولئك الذين كانوا يريدون لنا
عالماً أفضل..
مكتبتي العظيمة..
صخرة تهزّ الذاكرة
وضحكٌ حزين
أشباح أطفال يتمدّدون فوقها
يفتحون أكواز الرمّان
بعروقهم الصغيرة
وهم يفتحون صندوق الحياة
بآمالهم الكبيرة..
عندما رفعت الغطاء عن وجه الأرض
إذ بإلهٍ حزين
يدخل في العروق
إلهٌ واضح التفاصيل
وقتلة يؤلّفون الروايات عنه..
إلهي إلهكم إلههم
أساطير منفّرة
أفكار مرعبة
عقول ضيّقة
وهو يريد أن يزنّر وجه الأرض
ويعود بسلام
قد أدمت قلبه
التي كان اسمها الإنسانية..
رائحة الغرفة القديمة
تُوسّد خديّها عيون أطفال
ينامون سبعتهم على الأرض
يتوشوشون بفرح تام
سوياً في الظلام
الحب الذي بدأ هناك
أطبقت عليه أصابع غليظة
انعكاسات هذا العالم الملعون.