توفيق الإمام: وزارة الثقافة تتطلّع دائماً إلى تمتين العلاقات الثقافية بين البلدين واستمرارها
رانيا مشوِّح
علاقات وطيدة امتدت لعقود من الزمن توجتها عقود من الحبّ، هي الحضن الذي يضمّ العدد الأكبر من السوريين في العالم كما يضمّها السوريين في قلوبهم ثقافة وإبداعاً. بلاد السامبا التي وقفت إلى جانب بلاد الشمس فذرفت عطاء وثقافة ففاضت فنّاً ورقياً وحضوراً وجمالاً. من هنا قامت وزارة الثقافة برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد بالتعاون مع سفارة البرازيل في دمشق بإطلاق «مهرجان الأفلام البرازيلية» في دار الأسد للثقافة والفنون ـ قاعة الدراما. حضر افتتاح المهرجان عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في دمشق.
افتتح المهرجان معاون وزير الثقافة توفيق الإمام الذي استعرض من خلال كلمته تاريخ العلاقات بين سورية والبرازيل والمراحل التي مرّت بها منذ انطلاقتها عام 1945 وافتتاح أول سفارة برازيلية في سورية عام 1961، لافتاً إلى مواقف البرازيل حكومة وشعباً إلى جانب سورية في محاربتها للإرهاب.
وأضاف الإمام: «وزارة الثقافة تتطلع دائماً إلى تمتين العلاقات الثقافية بين البلدين واستمرارها لما فيها مصلحة البلدين، كما أن الشكر الجزيل يمتد إلى الجانب البرازيلي لإقامة هذا المهرجان.
كما تحدث القائم بأعمال السفارة البرازيلية في دمشق فابيو بتيلوكا، وقال: «المهرجان يضمن عرض أفلام متميزة أنجزتها مجموعة شابة ولكنها معروفة جيداً من قبل الفنانين والمخرجين البرازيليين وتتنوّع موضوعاتها بين التراجيديا والكوميديا وجميعها مفعم بالدراما والابتسامة وبخيبات الأمل والعواطف والكثير من متعة الاستكشاف. فالسينما البرازيلية ليست مجهولة في سورية، حيث شاركت في «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» عام 2010 عندما فاز فيلم برازيلي بجائزة أفضل إخراج، كما أن أيام المهرجان المقبلة ستشهد تقديم أحدث إنتاجات السينما البرازيلية التي فاز بعضها بجوائز محلية عالمية قيمة.
الجدير بالذكر أن الفيلم البرازيلي الطويل «جواو المايسترو» افتتح مهرجان الأفلام البرازيلية الأول، حيث يجسّد الفيلم القصة الحقيقية المؤثرة لأحد عازفي البيانو الكلاسيكيين البرازيليين جواو كارلوس مارتينيز حيث يروي على مدى 117 دقيقة تفاصيل صعوده نحو الشهرة العالمية رغم صراعه الطويل مع المرض وقدرته على تجاوز كل مآسيه لتكريس نفسه قائداً للأوركسترا مؤدياً مئات العروض في أشهر المسارح.
الفيلم الذي أخرجه ماورو ليما يبدأ مع مارتينيز الطفل وهو يتعلم العزف على البيانو وشغفه بالموسيقى وزهده بكرة القدم كحال أقرانه من أطفال البرازيل ليكرّس حالة من الانتصار لمصلحة هذا الشغف عبر قصة واقعية تؤكد أنه مهما كان الطريق صعباً فإن خلف الشغف سعادة لا تنتهي.
وتستمر العروض السينمائية في المهرجان يومياً حتى السابع عشر من الشهر الحالي في صالة كندي دمر.