الرفيق لويس حداد
قرأت للرفيق فؤاد جورج على احد مواقع التواصل الاجتماعي النداء التالي:
«تحية،
اتمنى من الرفيقات والرفقاء أن يتصلوا بعائلة الرفيق لويس حداد 926744/09 في غزير للاطمئنان على صحته. واذا امكن زيارته لأن وضعه الصحي حرج وهو الآن على الأوكسجين. ارجو أن لا ننسى صخرتنا في كسروان التي صمدت تحت نير التسلط الانعزالي ايام الإقتتال وهذا المدماك الذي لم ينقطع عن عمله النظامي ممثلا حركة النهضة في منطقته ولمدة قريبة يعمل لكسب اعضاء جدد للحزب.
اتمنى ان تكون لنا صفات الشعوب الراقية التي تقدر امكانياتها العاملة والمضحية وليس كالشعوب الغبية التي تفعل بعظماءها مثلما يفعل الأولاد بالعابهم».
كنت عرفت الرفيق لويس حداد عبر شقيقته تريز، زميلتي في بنكو دي روما. كانت تريز تنبض بالحياة، تملك طلّة بهية، ذكية ومواظبة على عملها.
وكان شقيقها الرفيق لويس يتصل بي كلما زار شقيقته.
لم يكن الافتراق الاداري في تلك الفترة في ستينات القرن الماضي يحول دون تعاطينا القومي الاجتماعي الصادق. كنت اقرأ فيه الرفيق الحي بمناقب النهضة، عقائدي، صادق، عصامي وكان يبادلني المودة، وطالما رغب الي ان ازورهم في بلدتهم غزير.
كانت علاقتي بتريز تغمرها المودة والتقدير لشخصيتها القوية، وتعاطيها الصادق. عندما علمت برحيلها حزنت كما لو اني اخسرها الآن، وقد كنت ابتعدت عنها في العام 1968 عندما ابلغني المصرف عن صرفي من العمل بعد ان كان صدر القرار بسجني لمدة سنتين بسبب العمل لحزب منحل، قضيت منها 4 اشهر ونصف بعد ان كان شملنا قانون العفو الصادر بحق الرفقاء الذين شاركوا في الثورة الانقلابية .
الا اني التقيت الرفيق لويس في اكثر من مناسبة حزبية، ودائماً كنت اشعر بروابط المحبة تشدني إليه، مرتاحاً الى نفسيته القومية الاجتماعية والى صدقه في التعاطي.
الى الرفيق لويس،
صدق الرفيق فؤاد جورج عندما وصفك بالصخرة. كنت حقيقة صخرة قومية اجتماعية في محيط انعزالي لم يقو على صلابتك ولم يتمكن ان يخفي صوتك في كل مناسبة قومية اجتماعية.
اذكرك الآن بكثير من الحب، واستعيد الى ذاكرتي شقيقتك العزيزة الراحلة تريز، واتذكر بفخر الرفيق الشهيد الصحافي الياس شلالا الذي سقط اغتيالاً في بلدته غزير، في سنوات الحرب البشاعة. ولا انسى ايضاً الرفيق الفنان بيار سيف بحضوره اللافت في غزير، ناظراً للاذاعة او مذيعاً.