إزاحة الستار عن النصب التذكاري للاستقلال في اليرزة واحتفالات وتهاني وإشادات بإنجازات الجيش وتضحياته
أقيمت أمس احتفالات في بيروت والمناطق والثكن العسكرية، بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال التي تصادف اليوم.
وفي هذا السياق، أقيم في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري للاستقلال، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعدد من قادة الأجهزة الامنية والضباط.
وأزاح عون وبري والحريري الستار عن النصب التذكاري.
ثم ألقى قائد الجيش كلمة قال فيها «في مثل هذه الأيام من عام 1943، هبّ اللبنانيون ثائرين، مؤكدين العزم والارادة على العيش أحرارا، فكان نضالهم في سبيل هدفهم، وكان لهم ما أرادوا. في هذه المناسبة العزيزة، نؤدي فيها واجب الوفاء لأبطال ما استكانوا ولا خضعوا لمحتل، لأحرار رفضوا الذل والظلم بشجاعة وصانوا الحق والعدل بقوة، رافعين اسم لبنان عاليا ليبقى قلعة للحرية والسلام، مساحة للحوار والتفاعل الحضاري، منارة إشعاع وتسامح انساني».
أضاف « وبقدر ما تبعث فينا هذه الذكرى مشاعر الفخر والاعتزاز بأمجادنا ومآثرنا، بقدر ما تستوقفنا لاستقراء التاريخ واستخلاص العبر. صحيح أن الاستقلال جاء تتويجاً لملاحم تاريخية امتدت عبر أجيال متعاقبة، إلاّ أن الأهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة، في معارك قد يكون بعضها سلمياً، وبعضها الآخر دموياً، ليتجسد الاستقلال واقعاً».
وتابع «على عاتق عهدكم مسؤوليات جسام ملقاة، ليس أقلها استكمال المهمات الوطنية، فمسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة، ومع كل الضغوط التي عرفتها، نجحت في بلورة نموذج مجتمعي متطور. ولذلك، وجب علينا أن نحمي المكاسب وأن نرتقي بها، على رأسها الدولة بمؤسساتها، باعتبارها الضامن الوحيد لاستمرارية المجتمع وتماسكه، وأمنه الذي نجحت القوى العسكرية والأمنية في إرسائه آملاً في استثماره في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية، حفاظاً على ما تحقق من انجازات ومكاسب».
وقال «الاستقلال الحقيقي يحقق معناه وغرضه في مواصلة الجهود، مؤمنين أن ما تحقق، ليس سوى خطوات أولى، تزيدنا ثقة وتفاؤلاً واصراراً على الاستمرار في مسيرة بناء المؤسسة وتحديثها، التي بدأت ولن تتوقف بفضل دعمكم، بخطوات من خارج المألوف تصلح لأن تكون مثالا يحتذى به في سائر المؤسسات. وهنا لا يسعني إلاّ التأكيد أن الخطوات الإيجابية التي قطعناها وجدت انعكاسها وامتدادها في ما بذل من جهود مكثفة، وما تحقق من نجاحات مشهود لها على المستوى الخارجي، فنلنا الثقة والتقدير والاعجاب، ودعماً لا محدوداً في المجالات كافة».
وتوجه إلى اللبنانيين بالقول «إن إيماننا راسخ في إرادتكم التي ما أخلفت وعداً، فشرفتمونا بثقتكم الغالية مزكين خطواتنا بقناعة ووفاء لا يشوبه شك أو تردد، فكنتم شهداء أساسيين في الانتصارات».
وتوجه إلى العسكريين بالقول «في رحلة الـ 75 عاماً من عمر الوطن ما خذلتموه يوماً، حريصون دوما على تلبية النداء متى دعا الواجب. أوفياء لقسمكم ولرفاق حملوا قدرهم بحجم مساحة أرضنا، وأحلام شعبنا، وشغف كرامتنا، فاستحقوا الشهادة مسجلين أسماءهم في سجل الخلود. شعبكم اليوم يتطلع اليكم بفخر وإباء، بعدما دحرتم الإرهاب في وجهه العسكري ودمرتم البنية التحتية لخلاياه الأمنية، في الوقت الذي بقيت قبلة أعينكم الحدود الجنوبية حيث العدو الأساسي. انتصارات تفرض علينا مزيداً من اليقظة في ظل التطورات الإقليمية بتداعياتها الداخلية، في موازاة تحررنا من أعباء الماضي الثقيل في مسيرة النهوض بالمؤسسة، مستقبلكم ومستقبل اولادكم».
بعد ذلك، قدم إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء درعا تذكارية، وأقيم عرض عسكري، وحفل كوكتيل بالمناسبة.
وللمناسبة وجه قائد الجيش أمر اليوم إلى العسكريين وقال فيه «أيها العسكريون نحتفل اليوم بعيد الاستقلال هذا العام في يوبيله الماسي، وفي هذه الذكرى المجيدة أكثر من درس وعبرة، إذ إن صمود لبنان في وجه العواصف والمحن طوال تلك الحقبة المديدة من الزمن، يثبت بشكل قاطع أن بزوغ فجر الاستقلال في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام 1943، لم يكن وليد تقاطع ظروف إقليمية ودولية مؤاتية فحسب، بل هو في جوهره ثمرة نضال اللبنانيين في وجه الاحتلالات والوصايات الأجنبية، وفعل إيمانهم الراسخ بهذا الوطن وسعيهم الدؤوب إلى تحقيق هوية وطنية جامعة، فريدة في نموذجها الثقافي والحضاري الرائد. كذلك فإن جيشكم الذي نشأ من رحم الاستقلال، أثبت على امتداد مسيرته ولا يزال، إنه جدير بالحفاظ على هذه الأمانة، فلم يبخل لحظة في بذل قوافل الشهداء والجرحى على مذبح الوطن، دفاعا عن وحدته وسيادته وسلامة أراضيه».
وأضاف «أيها العسكريون، إن التاريخ محطات، وبعض المحطات تاريخ بحد ذاتها، واليوم تسطرون بحبر الدم والتضحية صفحات مشرقة في تاريخ لبنان المعاصر. ففي زمن التحولات والصراعات الدولية الكبرى، تثابرون على جهوزيتكم عند الحدود الجنوبية، لإحباط مخططات العدو الإسرائيلي وتهديداته، ومحاولاته وضع اليد على جزء من أرضنا وثرواتنا النفطية. فاستمروا على ما دأبتم عليه، متسلحين بحقكم المقدس في الذود عن ترابكم وشعبكم، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة الموقتة إلى جانبكم تطبيقاً للقرار 1701 ومندرجاته، ما يزيد من صمودكم وقدرتكم على مواجهة هذا العدو، وفضح خروقاته ونواياه العدوانية أمام العالم. وأعلم أنكم تواقون لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واستكمال انتشاركم فيها كما في الجزء الشمالي من بلدة الغجر المحتلة».
وتابع «أما الوجه الآخر لتضحياتكم فهو محاربة الإرهاب الذي طردتموه من أرضنا وأبعدتم خطره. واليوم تنتشرون على الحدود الشمالية والشرقية لتأمينها من تسلل أي مجموعات إرهابية وضبط عمليات التهريب والانتقال غير الشرعي. اعلموا أن ما ننعم به من استقرار أمني في الداخل هو نتيجة عملكم الدؤوب والمتواصل في ملاحقة الخلايا الإرهابية وتفكيكها والعمليات الاستباقية ضدها. لا مكان للمخلين بالأمن ولا ملاذ لهم، والجيش عازم على مطاردتهم وحماية المواطنين من شرورهم ومن آفة المخدرات التي تهدد مجتمعنا».
وأردف «أيها العسكريون، إن الحالة الضبابية التي تلف المنطقة بأسرها في ظلال تحولات كبرى مرتقبة، سيكون لها دون شك انعكاسات على بلدنا، فضلاً عن الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، ما يحتم عليكم البقاء في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة تحديات هذه المرحلة بمختلف أشكالها ووجوهها، لأنكم في ثباتكم على أداء مهماتكم بكفاءة وتفان والتزام، إنما تشكلون جسر عبور إلى مرحلة واعدة، تعود معها مؤسسات الدولة كافة إلى أداء دورها الطبيعي، وتنطلق من جديد ورشة النهوض بالوطن على جميع الصعد. كما تتوسط الأرزة علم البلاد، جيشكم يسكن قلب الوطن، لذا كونوا نبض الأمل في عروقه، أشداء في عزمكم وبطولاتكم، أقوياء بثقة شعبكم، أعزاء بإرث شهدائكم، فتثبتوا مرة أخرى، أنكم للوطن سياجه المتين، وللاستقلال حماته المخلصون».
الصرّاف
كذلك توجه وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف في بيان، بالتهنئة للبنانيين لمناسبة ذكرى الاستقلال، وحيا الجيش اللبناني منوهاً بانجازاته المتتالية.
وأمل «أن تكون الذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال، محطة للتلاقي والحوار والتضامن وتغليب الانتماء الوطني فوق كل اعتبار وانتماء آخر، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها لبنان وسط ازمات تعصف بمنطقتنا وتدور من حولنا محاولة زعزعة وحدتنا لتزرع الانقسامات في أرضنا».
تويني
وقال وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني في تصريح «في اليوبيل الـ75 لاستقلال لبنان، أذكر جميع شهداء وطننا جيشاً وشعباً رحمهم الله، فقد اعطوا كل ما لديهم بسخاء لعزة وشرف هذا الوطن. وأتذكر اندحار الجيش الإسرائيلي وانسحابه بعد هزيمته النكراء. كما أذكر السيدة فيروز وصوتها المجلجل، وهي تغني للقدس. كما أذكر أولادنا البواسل رافعي العلم اللبناني على بطاح القمم داحرين بأجسادهم الظلم والتكفير والإرهاب».
إبراهيم
بدوره، وجه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «أمر اليوم» لعسكريي المديرية العامة للأمن العام، عشية عيد الاستقلال، وجاء فيه «أيها العسكريون، إن احتفالنا بالعيد الماسي للاستقلال هذه السنة، ليس محطة نستذكرها لنطوي عاماً آخر، بل هو مناسبة تعكس بامتياز معاني الاستقلال الذي يتجسد في شتى ميادين الدولة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، نتيجة لممارسة يومية تحكمها القوانين والأنظمة على كل المستويات التي تعني شؤون إدارة الدولة ومؤسساتها. فحق اللبنانيين بالاستقلال نالوه واستعادوه بالجهد والتضحيات، وكان اعلاناً عن قدرتهم ليقرروا مصيرهم، اما التحدي فيبقى في وضع الاستقلال موضع التنفيذ الحقيقي تحت عنوان وحيد هو: بناء دولة قوية، قادرة وعادلة. فلبنان لا يعيش أبداً في التقوقع والانعزال، كما لا يستمر إطلاقاً حدوداً سائبة وأرضاً مستباحة. لذلك، لن يتحقق هذا التحدي الا بإرادة اللبنانيين وإرادتكم أنتم. فكونوا أوفياء لقسمكم، وعلى قدر الأمانة التي أودعكم إياها مواطنوكم».
وأضاف «أيها العسكريون، من حق اللبنانيين عليكم، ومن واجبكم أن تقوموا بعملكم استناداً الى القوانين وبروحية القسم الذي اديتموه، فلا تعسف باستعمال السلطة، ولا استقواء على ضعيف، ولا عنصرية أو تمييز في التعاطي الوظيفي على أي كان مهما كان لونه أو عرقه أو دينه، وكل مخالفة لهذه القيم الأساسية، التي تأسس لبنان عليها والتزم بها مع شركائه في المجتمع الدولي، ستواجه بأشد العقوبات المسلكية، ولا سقف أو حصانة لأي منكم سوى القانون، فلا الواسطة ستحمي أي مخل بواجباته، أو أي ناكث بقسمه، ولا مكان للرشوة والفساد في المديرية العامة للأمن العام، وهذا ليس شعاراً للتداول بل مسار اثبتناه بالممارسة والواقع، ومن تورط أو اشترك أو كان له ارتباط أو ضلوع بما هو مخالف للقوانين، مصيره القضاء والعدالة».
وشدد على أن « المديرية العامة للأمن العام أمام مرحلة جديدة على المستويين الأمني والإداري لتحقيق انجازات جديدة ترفع من قيمة لبنان الى حيث يستحق اللبنانيون، خصوصاً بعدما انجزنا ما انجزناه منذ العام 2012 في ميادين الأمن الاستباقي، ومكافحة الارهاب والتجسس، وكذلك في المجالات الخدماتية والادارية»، وذكر على سبيل المثال «الجوازات والاقامات البيومترية، الفوز بادارة الجودة عن استحقاق، تطوير المهارات والقدرات البشرية، انشاء الدوائر والمراكز وتأمين اللوجستية المتطورة… وهذا كان السبب الأساس للنجاح الذي تحقق، وسيتحقق المزيد منه مع تطويع عناصر جديدة ومن اختصاصات مختلفة بهدف تلبية المهمات المطلوبة التي تقع في نطاق عمل المديرية العامة للأمن العام وصلاحياتها».
وأشار إلى أنه «في موازاة ما تحقق على المستويين الأمني والإداري، يبقى هاجس الأمن العام الأساس للمرحلة المقبلة دحر الإرهاب وضرب مفاعيله وأدواته، ومكافحة خلايا العدو الإسرائيلي في كل أشكالها ومنعه من استهداف لبنان أو اعتماده حقل تجارب على حساب البشر والحجر».
وختم متوجهاً إلى العسكريين «إن نجاحاتنا لم تكن لتتحقق لولا تعبكم وسهركم وجهدكم في العمل. وأطلب منكم ان تستمروا في ما تقومون به، لأنكم تتميزون بمناقبية عالية واخلاص متفان، عندها فقط يبقى لبنان وطناً آمنا لشعبه وللمقيمين على أرضه، فتتحقق دولة السلام والأمان تحت سيادة القانون».
فاعليات وأحزاب
وأبرق رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن إلى الرؤساء عون وبري والحريري و العماد عون، مهنئا بعيد الإستقلال.
وهنأ الأمين العام لـ «التيار الاسعدي» المحامي معن الأسعد، لبنان واللبنانيين في الذكرى الـ75 للاستقلال، آملاً «أن تأتي ذكرى العام المقبل ويكون فيها لبنان مستقلاً من طبقة السياسيين الفاسدين والمرتهنين والمرتشين، التي أفلست لبنان وشلت مؤسساته وحولته إلى مزارع ميليشياوية وطائفية ومذهبية ورهنت قراره السياسي والاقتصادي للمحاور الاقليمية والدولية».
وأكد أنه «لولا وجود المؤسسة العسكرية الوطنية بامتياز لما كان للاستقلال معنى»، داعياً «اللبنانيين إلى الالتفات حول المؤسسة العسكرية ودعمها بكل الامكانات والحفاظ عليها والحؤول دون وقوعها في وحول مذهبية وطائفية».
وهنأ رئيس «حزب الوفاق الوطني» بلال تقي الدين، في بيان، «اللبنانيين في ذكرى الاستقلال. و تقدم «من الجيش اللبناني قيادةً وضباطاً ورتباءً وأفراداً بخالص التهاني، ونخصه بتحية إكبار وعرفان للتضحيات التي يبذلها في سبيل لبنان وأمنه وأمن شعبه».
وأمل «أن يحمل هذا العيد إعادة الثقة بين جميع الطوائف اللبنانية في سبيل لبنان ووحدته الوطنية وحمايته وتحصين الاستقرار الأمني والمالي»، داعياً إلى «أوسع حوار لبناني لاجتياز المرحلة الصعبة في ما يخص تأليف الحكومة».