لافروف: لإعادة سورية إلى الجامعة العربية.. والسوريون يقرّرون مستقبل بلدهم
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إعادة سورية عضواً في جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن سحب مقعدها من المنظمة خطأ فادح.
وقال لافروف في كلمة ألقاها أمس، خلال مشاركته في مؤتمر «حوار المتوسط» الدولي في العاصمة الإيطالية روما إن «جامعة الدول العربية يمكن أن تلعب دوراً هاماً جداً في دعم جهود التسوية السورية. أعتقد أن سحب تلك المنظمة لعضوية سورية كان خطأ كبيراً، ويبدو أن العالم العربي بات يعي الآن أهمية إعادة سورية إلى أسرة الدول العربية».
وأكد الوزير الروسي أن العمل على تشكيل لجنة صياغة الدستور السوري الجديد، التي أطلقتها الدول الضامنة لمسار أستانا حول التسوية السورية، أوشك على النهاية، موضحاً أن لقاء أستانا المقبل سيركز على جهود تشكيل اللجنة.
وعبر لافروف عن رفضه لفرض أطر زمنية اصطناعية وغير واقعية لتشيل اللجنة الدستورية، مشيراً إلى أن مدى فعالية اللجنة أهم من وضع مهل زمنية لتشكيلها.
وشدد لافروف على أن الأطراف التي تصر على ضرورة أن يحدد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية سيتفان دي ميستورا مواعيد معينة لتشكيل اللجنة «تسعى إلى تقويض عملية أستانا الرامية إلى التسوية السورية والعودة إلى منطق تغيير النظام».
وأكد لافروف أن الأزمة السورية يمكن حلها على أساس القانون الدولي، معتبراً أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي ينص على ضرورة إيجاد حل للصراع من خلال حوار سوري داخلي وتوافق بين الحكومة والمعارضة، يشكل قاعدة متينة للتسوية.
ونفى لافروف مجدداً أن تكون موسكو تدعم أي شخصية سياسية على الساحة السورية، ومن بينها الرئيس الحالي بشار الأسد، إذ هي متمسكة بمبدأ أن تحديد مصير البلاد في يد السوريين حصراً، كما قال.
وفي تعليقه على معارضة الولايات المتحدة الوجود الإيراني في سورية، قال لافروف إن واشنطن سبق وبررت وجودها العسكري في هذا البلد بالحرب على تنظيم «داعش»، فيما جاء في تصريحاتها الأخيرة أنه من غير الممكن هزيمة «داعش» في ظل سلطة الرئيس السوري بشار الأسد والوجود الإيراني هناك.
ووصف لافروف الموقف الأميركي هذا بـ»الغريب للغاية»، معتبراً أن الوجود الإيراني لا يعرقل محاربة الإرهاب في البلاد، خاصة أنه شرعي إذ جاء بطلب من الحكومة السورية.
وكان لافروف أكد مواصلة العمل للقضاء على الإرهاب في سورية وعودة المهجرين السوريين إلى ديارهم.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي إنزو ميلانيزي أمس، أن الدول الضامنة لعملية أستانا «روسيا وإيران وتركيا» تؤكد مواصلة العمل للقضاء على الإرهاب وعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم وأن روسيا تبذل الجهود كافة لتشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي طبقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
وأشار لافروف إلى أن اجتماع أستانا المقبل سيكون يومي الـ 28 والـ 29 من الشهر الحالي.
وحول عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكد لافروف أن على المنظمة عدم تحمل مسؤوليات غير تلك المنوطة بها لأن هذا يخرج عن إطار تفويض الهيئات متعددة الأطراف التي تعمل على أساس المواثيق والتفويضات الممنوحة لها والتي يجب أن تلتزم بها تماما.
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق رفضها تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن سورية مشيرة إلى أنه يناقض أحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال لافروف خلال أعمال المنتدى الرابع لحوار المتوسط في روما: لا يمكن ضمان الاستقرار في منطقة المتوسط دون حل المشاكل الرئيسية كالقضية الفلسطينية بناء على قرارات الأمم المتحدة.. وأضاف: نريد الحفاظ على سيادة سورية واستقرارها.. والشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بحث أول أمس، مع سفير سورية لدى روسيا الدكتور رياض حداد التحضيرات الجارية لعقد اجتماع أستانا المقبل حول الأزمة في سورية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «جرى خلال اللقاء تبادل شامل للآراء حول تطور الوضع في الجمهورية السورية وحولها بما في ذلك في سياق الاجتماع الدولي الحادي عشر المقبل والذي سيعقد في صيغة أستانا حول سورية في 28 و 29 من تشرين الثاني الحالي».
وكان وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف أعلن قبل أيام أن اجتماع استانا المقبل سيعقد يومي الـ 28 والـ 29 من الشهر الجاري.
واستضافت العاصمة الكازاخية أستانا منذ كانون الثاني عام 2017 تسعة اجتماعات حول الأزمة في سورية كان آخرها في الرابع عشر والخامس عشر من أيار الماضي وأكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً فيما عقد الاجتماع العاشر فى مدينة سوتشي الروسية أواخر تموز الماضي.
وفي سياق متصل، أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن الولايات المتحدة حولت الحدود السورية العراقية إلى «مختبر للإرهاب»، وهي تعقد صفقات مع الإرهابيين لتقاسم النفط من الآبار الواقعة على الحدود.
وأشار صويلو في كلمته في الندوة الثالثة للأمن التي تنظمها أكاديمية الشرطة بولاية أنطاليا جنوب تركيا، إلى أن قرابة 94 من ضحايا الإرهاب، مواطنون في الدول الواقعة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا والدول الأفريقية الواقعة تحت الصحراء الكبرى.
وأضاف: «تركيا تحتل المركز التاسع في لائحة الدول العشر الأكثر تضررا من الهجرة، والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات والمقاتلين الأجانب الإرهابيين، بسبب موقعها الجغرافي».
واستعرض صويلو، الصعوبات والتحديات التي تتعرض لها بلاده، وقال: «تركيا تستضيف على أراضيها 3 ملايين و591 ألف سوري… قوات الأمن التركية ضبطت 234 ألفاً و443 مهاجراً منذ مطلع العام الحالي فقط».
ميدانياً، ردت وحدات من الجيش السوري على اعتداء مجموعات إرهابية بالقذائف الصاروخية على مدينة صوران شمال مدينة حماة بنحو 18 كم.
وأفاد مصدر في حماة بأنه في خرق جديد لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب أطلقت مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم «حراس الدين» المنضوي تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة التكفيري صواريخ عدة سقطت في محيط مدينة صوران ما تسبب بأضرار مادية.
وبين المصدر أن وحدات الجيش العاملة بالريف الشمالي ردت على مصادر إطلاق القذائف برمايات مدفعية وصليات صاروخية دمرت خلالها عدداً من منصات الإطلاق وأوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين.
وتعاملت وحدات الجيش أول أمس مع محاولات تسلل مجموعات إرهابية باتجاه نقاط عسكرية تحمي المدنيين في محيط بلدات لحايا ومعركبة والجبين والمغير ومعسكر بريديج في ريف حماة الشمالي بالوسائط النارية المناسبة وأجبرت الإرهابيين على الفرار بعد إيقاع إصابات مؤكدة في صفوفهم.
وتواصل التنظيمات الإرهابية التي ينضوي معظمها تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المنتشرة في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي المتاخم لمحافظة إدلب خرق اتفاق منطقة تخفيف التوتر في إدلب عبر اعتداءاتها وهجماتها على مواقع الجيش ونقاطه والقرى الآمنة في المنطقة منزوعة السلاح ومحيطها.