بري عن الحكومة: ليس لدينا إلا الدعاء
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن «الحل الأمثل لأزمة النازحين السوريين هو في عودتهم الى المناطق الآمنة في بلادهم، لأن ربط هذه العودة بالتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية، يترك مجالاً للشكوك في ما خصّ بقاءهم في الدول التي هم موجودون فيها، لا سيما أن تجربة الشعب الفلسطيني لا تزال ماثلة أمامنا وقد مرت 70 سنة وحل القضية الفلسطينية لم يتحقق بعد».
وابلغ عون رئيس مجلس النواب البلجيكي سيغريد براك الذي استقبله مع الوفد النيابي المرافق بحضور النائب ياسين جابر وسفير بلجيكا هوبرت كوريمان، أن «لبنان طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة بأن يصار الى تقديم المساعدات للنازحين السوريين بعد عودتهم، لأنهم بذلك يساهمون في اعادة اعمار بلدهم وبناء منازلهم. كذلك طالب لبنان بزيادة المساعدات التي تقدم اليه للمساهمة في اعادة اعماره وتعزيز اقتصاده وتطوير البنى التحتية فيه».
وأكد رئيس الجمهورية رداً على اسئلة الوفد النيابي البلجيكي، ان «لبنان استعاد استقراره منذ عامين وترسخ أمنه بعد دحر الجيش اللبناني والقوى الامنية المجموعات الإرهابية في جرود البقاع والقضاء على الخلايا الإرهابية النائمة، لكنه واجه ازمة اقتصادية نتيجة تراكمات السنوات الماضية والأزمة العالمية، اضافة الى اقفال الحدود بعد الحرب السورية، فضلاً عن المعاناة المستمرة بسبب تزايد عدد النازحين السوريين الذين اضيفوا الى اللاجئين الفلسطينيين، فأصبح العدد الاجمالي نحو مليوني نازح ولاجئ، أي نصف تعداد سكان لبنان».
واستغرب الرئيس، «المواقف الدولية التي تتجاهل ضرورة عودة النازحين السوريين»، لافتاً الى ان «ما يطلبه لبنان في هذا المجال هو فصل الحل السياسي للازمة السورية عن قضية النازحين الذين في مقدورهم العودة الى المناطق الآمنة في بلادهم، خصوصاً بعد تحقيق مصالحات شملت ايضاً الذين قاتلوا النظام».
وقال: «إن الدستور اللبناني ينص على منع توطين الفلسطينيين في لبنان»، مديناً «ما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات اسرائيلية مستمرة، اضافة الى استهداف مدينة القدس»، مؤكداً ان «السياسة التي تعتمدها اسرائيل لا تحقق سلاما بل تبقي الحروب مستمرة بأشكال مختلفة».
واكد رئيس الجمهورية ان «الحكومة المقبلة ستعطي للاصلاحات اولوية لتواكب نتائج مؤتمر «سيدر»، اضافة الى تطبيق «الخطة الاقتصادية الوطنية» التي انجزت وتنتظر ان تقرها الحكومة الجديدة لتوضع موضع التنفيذ».
وكان براك ركز على «اهمية لبنان بالنسبة الى الدول الاوروبية عموماً وبلجيكا خصوصاً، التي ترغب في تعزيز علاقاتها مع لبنان». واشار الى ان بلاده «ستصبح عضواً في مجلس الأمن ابتداء من كانون الثاني المقبل، حيث يمكن أن تساهم في دعم قضايا لبنان في المحافل الدولية».
في عين التينة
وفي عين التينة أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ونظيره البلجيكي تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين، ووقعا تمديد بروتوكول الشراكة بين مجلسي البلدين لثلاث سنوات، أي للعام 2021.
وينصّ البروتوكول على التعاون البرلماني في مجال تطوير تبادل الخبرات والمعلومات حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك في مجالي التشريع والرقابة، وكذلك في مجال تبادل الزيارات على مستوى الوفود البرلمانية والموظفين في المجلسين.
وقد عقد بري وبراك اجتماعاً بحضور الوفد البرلماني البلجيكي المرافق والنائب ياسين جابر، ووقعا بعده اتفاق التعاون بين البلدين.
وعقدا بعد ذلك مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله الرئيس بري مرحباً بالضيف، وقال: «كانت مناسبة اكدنا فيها ضرورة تدعيم التعاون الإقتصادي بين لبنان وبلجيكا، ولا سيما أن هناك علاقات إقتصادية لا بأس بها، ولكن من المفروض ان تكون معززة اكثر خصوصاً بعد تأليف الحكومة. ووقعنا اتفاقا بين البرلمانيين. هذا الاتفاق موجود منذ زمن ليس بقصير ولكن مددناه الى العام 2021 اي ثلاث سنوات. اريد ان أضيء على اهمية هذا الزائر الكريم ولأهمية بلده». كذلك شكرته للموقف الذي دعمه هو شخصياً في ما يتعلق بموضوع الاخوة الفلسطينيين وموضوع الاونروا ودعمه للحل العادل للقضية الفلسطينية الى آخر ما هناك. كانت محادثات مباشرة وصريحة جداً، وكانت غاية في الأهمية ايضاً في ما يتعلق بموضوع النزوح السوري، وسيزور دولته أحد المخيمات غداً».
ورداً على سؤال أجاب بري: «بلجيكا طالتها دائما قضية الحكومة وكانت سباقة في هذا المضمار، لكن الوضع مختلف عن لبنان، فاللامركزية القائمة في بلجيكا لا تجعل الشعب يتحمّل ما يتحمله اللبنانيون. لذلك أردّد مع فخامة رئيس الجمهورية الكلمة التي قالها انه لم يعد هناك من مجال للترف على الإطلاق. علينا أن نكون أمام حكومة ليس اليوم إنما البارحة».
واضاف: «ليس لدينا إلا أن نتفاءل بالخير، وكما قلت سابقاً علينا بالدعاء».
وشكر رئيس مجلس النواب البلجيكي الرئيس بري على الاستقبال وقال: «ندرك ان الرئيس بري قادر على حل كل المشاكل مهما بلغت تعقيداتها بطريقة متفائلة وإيجاد حلول جيدة لإعادة تطوير بلدكم، ولكن بطريقة بعيداً عن العنف وبشكل إيجابي وسياسي لجميع اللبنانيين».
في بيت الوسط
وأجرى رئيس البرلمان البلجيكي مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في «بيت الوسط»، محادثات بحضور النائب جابر والسفير البلجيكي في لبنان والوفد المرافق. وتركز البحث حول آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
وبعد اللقاء، قال براك: «أكدنا لرئيس الوزراء إرادتنا لمساعدة الحكومة اللبنانية على التعاطي مع مشكلة اللاجئين، ونأمل أن تتشكل هذه الحكومة قريباً، بما يمكنها من القيام بأسرع وقت ممكن بالإصلاحات التي أُقرت في مؤتمر باريس. ونحن سنساعد في ذلك قدر الإمكان».