الأسد لاتحاد الصحافيين العرب: تحصين المجال الإعلامي أمر أساسي لتحصين الشعوب
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس، وفد أعضاء الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب. وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام على الساحة العربية لأن الحروب الخارجية التي تشن علينا هي فكرية وإعلامية بالدرجة الأولى ووسائل الإعلام هي الحامل والناقل الفعلي للأدوات الفكرية لهذه الحروب.
وأكد الأسد أن تحصين العاملين في المجال الإعلامي هو أمر أساسي لتحصين الشعوب لأن ما يقوم به الخارج منذ عقود هو اللعب على المفاهيم وبالتالي فإن التحدي الأساسي الذي على الإعلام أن يضطلع به هو التوعية وطرح كل المعطيات أمام الجمهور من أجل أن يصبح قادراً على التحليل والربط ما يعطيه مساحة أوسع لفهم ما يجري حوله.
واعتبر الأسد أن الإعلام يجب أن يكون أول من يتصدى لمعالجة الثغرات الموجودة في المجتمعات العربية والمرتبطة بشكل أساسي بأزمة الهوية التي نعيشها في منطقتنا والتي نجح الغرب في استغلالها وتمكن عبر أدواته الإعلامية من اختراق مجتمعاتنا والتدخل في الشؤون الداخلية لدولنا.
من جهته، أكد أعضاء الوفد أن قرار الاتحاد والذي اتخذ بإجماع الدول الأعضاء بعقد اجتماعات الأمانة العامة للاتحاد في دمشق هو لإيصال رسالة للعالم بأن النقابات والاتحادات العربية تقف مع سورية في حربها ضد الإرهاب مشيدين بالوعي الذي يمتلكه الشعب السوري والذي مكّنه من الصمود في وجه هذه الحرب رغم كل الدعم الخارجي الكبير لها.
واعتبر أعضاء الوفد أن كسب المعركة الإعلامية يتطلب تغيير الخطاب واللغة الإعلامية بهدف زيادة التأثير على الجمهور وبالتالي امتلاك الأدوات لتقوية وتحصين المواطن العربي في وجه أي طروحات تأتي من الخارج وتستهدف تفتيت وتقسيم المجتمعات العربية.
إلى ذلك، دعت روسيا إلى محاسبة الجهات التي تقف وراء الهجمات الكيميائية التي نفّذت على مدار السنوات الماضية ضد السوريين، مشددة على أن القصف الأخير لمدينة حلب بمواد سامة يجب ألا يبقى دون عقاب.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته أمس: «قصف إرهابيون من تنظيم جبهة النصرة متمركزون في منطقة إدلب لخفض التوتر، في الـ24 نوفمبر أحياء سكنية في مدينة حلب وهي الخالدية والزهراء وشارع النيل، بذخائر تحتوي على مواد سامة.
وتفيد المعلومات المتوفرة بأن 73 مدنياً، غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين، نقلوا إلى المستشفى بأعراض الحالات الحادة للتسميم بمواد كيميائية، من بينها الاختناق والغثيان وتضرر المسار التنفسي العلوي، وحالة 8 من المصابين حرجة، بالإضافة إلى أن القصف ألحق أضرار مادية ملموسة».
وأشارت الوزارة إلى أن «موسكو تدين بأشدّ العبارات هذا الهجوم الذي نفّذه الإرهابيون ضد السكان المدنيين في حلب»، مضيفة: «أبلغنا مراراً المجتمع الدولي ولفتنا انتباهه بشكل متكرّر إلى محاولات المسلحين في إدلب، وبمساعدة مكثفة من الناشطين في الخوذ البيضاء، القيام باستفزازات باستخدام الأسلحة الكيميائية».. «تقول المعطيات الواردة إنه تمّ أواخر أكتوبر نقل عشرات الحاويات من المواد السامة يفترض أنها مملوءة بمادة الكلور إلى محافظة إدلب، يوم 30 أكتوبر، إلى بلدات واقعة مباشرة قرب حلب».
وأعادت الوزارة إلى الأذهان أن «حكومة الجمهورية السورية وجهت، على خلفية عمليات القصف الأخيرة التي استهدفت حلب، رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي تدعوهما فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية للتحقيق في الحادث وإرسال الخبراء إلى موقعه».
وتابعت الخارجية الروسية مشددة: «لا بد من فعل كل ما يمكن وبأسرع وقت لمحاسبة هؤلاء الذين استخدموا على مدار كل هذه السنوات المواد السامة لترهيب السوريين المسالمين والقيام بالقصف».
وأكدت أنه «لا شك في أن الهجوم الهمجي على المدنيين في حلب يستحق إدانة قاطعة ومن الضروري ألا يبقى دون عقاب»، وتوقعت أن «يرد المجتمع الدولي، الذي تحدث مراراً عن رفضه القاطع لاستخدام السلاح الكيميائي في سورية، بشكل مناسب على هذا الهجوم».
وختمت الوزارة بالقول: «ننطلق من أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية باعتبارها هيئة دولية معنية أساسية بتدقيق حالات استخدام المواد السامة ستجري تحقيقاً مهنياً في الوقت المناسب وبالتوافق الكامل مع معاهدة حظر تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام السلاح الكيميائي والذي يقضي بإتلافه».
وفي سياق متصل، وبعد يومين على مهاجمة الإرهابيين لأحياء حلب بالغازات السامة، أعادت الجيش السوري، أمس، بالتنسيق مع الجانب الروسي، فتح معبر أبو الظهور الإنساني في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، قرب الحدود الإدارية لمحافظة حلب.
قال مصدر في ريف إدلب: «إن الجيش السوري وبالتنسيق مع الجانب الروسي أعاد، فتح معبر أبو الظهور الإنساني بريف إدلب الجنوبي الشرقي أمام حركة المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية»، مشيرا إلى أنه من المقرّر استمرار المعبر في استقبال المدنيين حتى الثاني من الشهر المقبل.
وأضاف أنه تم تجهيز جميع المستلزمات الأساسية الطبية واللوجستية لتأمين خروج المدنيين، حيث من المقرر أن تخرج الدفعة الأولى من المدنيين خلال الساعات القليلة المقبلة.
وهذه هي المرة السابعة التي تقوم الدولة السورية فيها بافتتاح معبر أبو الظهور الإنساني منذ أن تمكنت قوات الجيش السوري من إعادة السيطرة على منطقة أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي مطلع العام الحالي.
على صعيد آخر، واصل «التحالف الدولي» مجازره بحق المدنيين في ريف دير الزور حيث استشهد وأصيب أمس عشرات المدنيين في غارات جديدة لطائراته الحربية على قرية أبو الحسن في الريف الجنوبي الشرقي للمدينة.
وذكرت مصادر أهلية أن طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي قصف اليوم منازل الأهالي في قرية أبو الحسن التابعة لمدينة هجين ما تسبب باستشهاد وإصابة عشرات المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال.
وأوضحت المصادر أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب الحالة الحرجة للعديد من الجرحى إضافة إلى وجود العديد من المفقودين العالقين تحت الأنقاض بسبب صعوبة الوصول إليهم نتيجة استمرار قصف طائرات التحالف.
ولفتت المصادر إلى أن غارات طيران «التحالف الدولي» المتواصلة دمّرت الكثير من منازل الأهالي والبنى التحتية نتيجة قوة تأثير الصواريخ التي تطلقها الطائرات المعتدية.
واستشهد خلال الأيام الثلاثة الماضية 45 مدنياً جلهم نساء وأطفال نتيجة غارات مماثلة على مدينة هجين وبلدة الشعفة بالريف الشرقي للمحافظة بحجة استهداف إرهابيي تنظيم «داعش».
وطالبت سورية مراراً عبر عشرات الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها طيران «التحالف الدولي» غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة واتخاذ ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها.
وتزعم واشنطن التي شكلت «التحالف الدولي» من خارج الشرعية الدولية ودون موافقة مجلس الأمن منذ آب 2014 بأنها تحارب الإرهاب الدولي في سورية في حين تؤكد الوقائع أنها تعتدي على البنية التحتية لتدميرها وترتكب المجازر بحق المدنيين.