أين شعرة معاوية يا دولة الرئيس؟
يكتبها الياس عشي
ثمة بون شاسع بين العلاقات الدولية والعلاقات الشخصية، فالأولى تحدّدها قوانين وضعية ومعاهدات واتفاقات، فيما الثانية تحدّدها قوانين خصوصية ضيقة متعارف عليها تختلف في الأزمنة والأمكنة. ويبدو أنّ دولة الرئيس سعد الحريري، التبس الأمر عليه في أثناء استقبال السفراء في قصر بعبدا بمناسبة عيد الاستقلال، وذلك في انسحابه من صفّ المهنّئين عند وصول سعادة السفير السوري علي عبد الكريم علي لتقديم واجب التهنئة.
يا دولة الرئيس. كان معاوية ابن أبي سفيان أحد دهاة العرب الثلاثة، يقول: «والله لو كان بيني وبين الناس شعرة واحدة لما قطعتها، إنْ شدّوا أرخيتُ، وإنْ أًرخَوا شددتُ». والشيرازي كان يردّد: «على النابل أن يتأنى، فالسهم متى انطلق لا يعود».
كلّ المشكلة، يا سادتي الكرام، أنّ أكثر المثقفين تخرّجوا من مدارس وجامعات لا تعلّم اللغة العربية، ولا تأبه لها! فغابت عن سلوكياتهم مثل هذه الحكم.