إلى ناصر قنديل في عيد ميلاده الستين… كيف يراه الأحرار في هذا العالم؟
مهران نزار غطروف
هو أول أوائل مَن أعلن جهاده الفكري المقاوم الأكبر، دفاعاً عن سورية العروبة والمقاومة والكرامة، في وجه حرب عالمية ثالثة مكتملة الأركان، فكان سباقاً في كشف خيوطها العنكبوتية الأميركية الصهيونية الوهابية الإخونجية التكفيرية السامة، وكان سباقاً في إعلان نهايتها قبل أن تبدأ، لأنها مهما تخفّت واستترت بشعارات وأكاذيب، فهي له ولخطه ونهجه ونور عقله مكشوفة، وجداً مكشوفة.
ناصر قنديل..
الذي أطلق أول قراءة من نوعها، في أكبر حرب مركبة عبر التاريخ المعاصر، كثيرون رأوا فيه بعداً عن الواقع والحقيقة، في حين كان خير من يعيش الواقع، ويفنّد دهاليزه، ويسبر أغوار الحقيقة. وقد أصاب وانتصر تحديه، وخسر قصارى النظر جميعاً رهاناتهم. فقد سقطت المؤامرة بعد مئة يومه العظيمة، وانتصر الحق الذي سكن فؤاده، والشعب العربي السوري الذي أحبّ، والجيش الباسل الذي شاركه القضية، ويشاركه اليوم نشوة انتصاراته، والمقاومة التي كانت أغلى انتماءاته، وأجمل أوسمته، والقائد الذي راهن على خياراته، وعلى عزيمته، فقال فيه ما قال من جميل القول وعظيمه، وكان آخرها وأجملها أنه يرى فيه جنرال القرن الحادي والعشرين، بلا منازع… وهو أكثر …
وعلى الصعيد الشخصي:
ناصر قنديل:
لا أعرفه، ولم ألتقه، ولكنه حاضر في وجداني أبداً، ودائماً، متابعاً كل إنجازاته، رجل لا يعرف إلا السير نحو الأمام، بخطى واثقة، أستاذاً مفكراً، منظراً استراتيجياً، فارساً مقداماً، مقاوماً قولاً وعملاً.
وهو منذ تسلّم رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية، أصبح على رأس قائمة قراءاتي واهتماماتي، فلا تكتمل صباحاتي إلا بمقالات ناصر قنديل، حتى بتّ أكره أيام العطل، لأني سأنتظر صباح يوم آخر مقاله الجديد.
طالما وبكل فخر وحبّ جلست طويلاً أمام شاشة حاسوبي الشخصي، أقلب صفحات موقع البناء، حالماً في اليوم الذي سأصبح أحد كتابه، إلى جانب اسمه الكبير، والحمد لله نلتُ هذا الشرف، بفضل الله، ومن ثم بفضل الكبير ناصر قنديل، والذي بكل رحابة صدر شدّ على يدي، كما الكثيرين، فهو لم يوفر جهده يوماً في دعم الشباب أمثالي، وهم تقريباً نصف كتاب البناء من الجنسين، ومن مختلف أقطار الوطن العربي، وهذا إنْ دلّ على شيء، فهو يدلّ على رؤيته الثاقبة للمستقبل، وحرصه على بث ثقافة تبني الأقلام الشابة، وليس غريباً عنه هذا العطاء…
ناصر قنديل
الأب، الأخ، الصديق، المعلم، الإعلامي، الأديب، الكاتب، الباحث، المفكر، المقاوم، في عيدك الستين:
واجب علينا أن نقدم لك الوعد والعهد، مثلاً أعلى، أن نستمر على خطاك، في الفكر والعلم والمقاومة، في سبيل رقي شعوبنا وتحرّرها، وفي سبيل قضاياها المركزية، وعلى رأسها بوصلة قضايانا فلسطين العربية.
شكراً لك من سورية الكرامة، من سورية المقاومة، من سورية الأسد، من سورية الجيش العربي السوري.
وكل عام وأنت بألف ألف خير، دم
للعطاء للألق للإشراق للحق ناصراً وقنديلا.
كاتب سوري
اللاذقية سورية – الأحد 25/11/2018