ورد وشوك
قال: تصالحتُ مع زماني فأهداني إياك، فكنت أنت من يومها عنواني. لك ما أبني وبك طابت أيامي، ورجوت الله أن تحملي لي المعاني نفسها. لا بدّ أن الخلاف يعكّر مسيرة كلّ حياة، لكنه بيننا ما وصل إلى اختلاف، فَلِمَ إذاً تسرجين خيلك تنوين الرحيل؟ إلى أين وجهتك وأنت التي أقمت فيّ؟ زرعتك في شرياني وسقيتك من دم الوريد. أتحسبين أنك على هجري تقوين؟ كنتُ وما زلت في حياتي اليقين فكيف إذاً تغادرين؟ لا بدّ أنك بقولك تمزحين لتسمعي مني من جديد أن عشقي لك لا يستكين وحنيني ما بعده حنين. فأنت من أقسمت أني لغيرك لن أكون وأنك خلقت من ضلعي وإليّ تنتمين. بادلتِني القَسَم بالقَسَم فكيف اليوم به تحنثين؟ سرّحي خيلك واستريحي أنت منّي وأنا لك المحبّ الحافظ الأمين، وإن كنت تُصرّين فأنا وجهتك ولن تضلّي الطريق… لا تهدّدي بعد اليوم بالرحيل.
بدمعة وصوت بالخفر والحنان، مجبول فضح كل ما في قلبها من ودّ مكنون. همست: معك سأمضي لتحقيق حلمي. حلم لازم مشاعري وأحاسيسي طوال عمري رفيقاً وشريكاً محباً يشاطرني فرحي وهمّي، وبصحبتك ستشرق كلّ يوم شمسي. معاً نسرد تفاصيل يومنا حين نُمسي، نكمل مشوار العمر بتفاهم يقصي عنا كل الخوف.
رشا المارديني