«حماس» تشيد برفض «فتح» لقرار أميركي في الأمم المتحدة

أشادت حركة «حماس» بموقف حركة «فتح» الرافض لمشروع قرار قدّمته واشنطن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يدين الحركة الفلسطينية المسيطرة على قطاع غزة.

ووصف نائب رئيس المكتب التنفيذي لـ«حماس»، موسى أبو مرزوق، في تغريدة نشرها أمس، على حسابه في تويتر، موقف «فتح» إزاء مشروع القرار الأميركي بأنه «مسؤول ويعبر عن مصلحة وطنية لشعب تحت الاحتلالـ«.

وثمّن أبو مرزوق جهود المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، وشكره على مساعيه «التي لم تعرف الملل ولمسها العالم أجمع».

ومن المقرّر أن يجري التصويت في الجمعية العامة على مشروع القرار الذي يدين «حماس» لإطلاقها صواريخ على الكيان الصهيوني الخميس الماضي ويحظى بدعم الدول الأوروبية.

وسبق أن طالب عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» حسين الشيخ، الجمعة الماضي، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بإسقاط المشروع، مشدداً على رفض حركته لصيغة هذه الوثيقة جملة وتفصيلا.

من جانبه، وجه المندوب الفلسطيني لدى المنظمة العالمية أيضاً انتقادات إلى مشروع القرار الأميركي قائلا إنه يستهدف الشعب الفلسطيني بأسره.

إلى ذلك، وجّهت السلطة الفلسطينية انتقادات شديدة اللهجة إلى مبعوث الإدارة الأميركية إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، على خلفية نشره مقالاً اتهم فيه رام الله بقلة الاهتمام بمصالح الفلسطينيين.

وشدّدت الخارجية الفلسطينية في بيان أصدرته أول أمس على أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الأراضي المقدسة في مقاله «المشؤوم» المنشور الجمعة الماضي في صحيفة «القدس» يثبت مرة أخرى أن مهمته تقتصر على «إعادة إنتاج واجترار ومحاولة تسويق أفكار ومفاهيم ورؤية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الخاصة بكيفية حل الصراع الفلسطيني الصهيوني».

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن مقال غرينبلات يضمّ «التباكي المذموم والمجزوء والموجّه على الاقتصاد الفلسطيني»، إلا أن الخيار الاقتصادي الوحيد الذي يروّج له «لا يعدو كونه مطالبة الفلسطينيين بالاستسلام»، مما سيزيد تبعية الاقتصاد والكفاءات والخبرات ورأس المال الفلسطيني للاقتصاد الصهيوني.

وحذرت الخارجية من أن هذا الخيار لن يؤدي إلا إلى «السلام الاقتصادي الذي اخترعه نتنياهو كشكل من أشكال التطبيع الفلسطيني والعربي مع الاحتلال وكأسلوب وباب للهروب من استحقاقات الحل السياسي للصراع وتحقيق السلام وفقاً للشرعية الدولية وقراراتها».

ووصفت الخارجية المقال بأنه «دعوة أميركية صريحة ليس فقط للأيدي العاملة الفلسطينية، وإنما أيضاً لعقول وأدمغة الفلسطينيين» لخدمة اقتصاد الكيان الصهيوني والاندماج فيه، بغية تطوير وتعميق «تكنولوجيا الاستيطان والاستعمار لوطنهم ومستقبل أبنائهم».

واتهمت الخارجية الفلسطينية غرينبلات بالانحياز المطلق لحكومة الاحتلال والاستيطان، مضيفة أن حديثه شكلي وغير جدي عن خطة السلام الشاملة المزعومة بين طرفي النزاع.

وأشارت الخارجية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي كان ولا يزال أهم سبب لتردي الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، لافتة إلى أن «الفلسطينيين قادرون على بناء اقتصادهم دون مساعدة خارجية في حال وضع حد للاحتلالـ«.

وفي مقاله، ذكر مبعوث ترامب أن «الفلسطينيين يستحقون من قيادتهم أكثر من مجرد التصريحات السياسية والمواقف التفاوضية»، مضيفاً أنه «آن الأوان للقادة الفلسطينيين أن يساعدوا شعبهم».

واتهم مبعوث ترامب القيادة الفلسطينية بالسعي إلى حرمان أبناء شعبها من الشعور بالارتياح، قائلاً إن «الوقت حان لبناء الاقتصاد الفلسطيني ومنح الفلسطينيين الفرص التي يستحقونها».

وتفاقمت العلاقات بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة منذ بداية العام الحالي حتى وصلت إلى مستوى غير مسبوق منذ عقود، على خلفية قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارة واشنطن إليها من تل أبيب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى