عشي: نطالب الدولة بأن تكون طاغية على الفاسدين والمفسدين الذين عاثوا فساداً وما شبعوا زريقة: العقيدةَ القوميةَ الاجتماعيةَ هي الأداةُ الواضحةُ والفعّالةُ لتكوينِ جبهة ضدَّ الأفكارِ الهدّامة

أحيت مديرية المنية التابعة لمنفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيس الحزب فأقامت احتفالاً بحضور عميد الإذاعة داليدا المولى، وكيل عميد الإذاعة شادي بركات، عضو هيئة منح رتبة الأمانة الياس عشي، منفذ عام طرابلس فادي الشامي وأعضاء هيئة منفذية طرابلس، عدد من أعضاء المجلس القومي، مدير مديرية المنية سمير زريقة، رئيس «لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف» جمال سكاف، وجمع من القوميين والمواطنين.

افتتاح وتعريف

استهل الاحتفال بنشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن ثم ألقى فراس صبحية كلمة تعريف، استهلها مرحباً بالحضور، ومما جاء في كلمته: اليوم وبعد ستةٍ وثمانينَ عاماً على تأسيسِ الحزب، وعلى الرَّغمِ من كلِّ ما مرَّ ويمرُّ على الأمةِ السوريّة، ما زلنا نحن ذلك الشبابَ الذي تحدّثَ عنه سعاده، الشبابَ النزيهَ البعيدَ عن مفاسدِ السياسةِ المنحطّةِ، الُموَحَّدَ العقيدة. إذ لم يكن السوريون يوماً أذلاءَ خائفين وما ارتضَوا قط الإملاءاتِ من أحد لا في مغاربِ الأرضِ ولا في مشارقِها.

وقال: إذا عقدتِ الشبيبةُ السوريةُ عزيمتَها على بذلِ كلِّ قُواها لإنقاذِ وطنِها، أتمّت ذلك فعلاً.. بهذه الروحيّةِ العاليةِ الثقةِ بالنفسِ نقومُ هنا في مديريّةِ المنية بعملِنا الحزبي غيرَ آبهينَ بنقيقِ الضفادِعِ فلن تُقعدَنا عن استمرارِنا في مسيرةِ النّهضةِ أيُّ صعوباتٍ وذبذبات. فمعلّمُنا القائلُ «ما عقدَت شبيبةُ بلادٍ ما عزيمتَها على أمرٍ إلّا وفعلَته. إنَّ الشبيبةَ العزومةَ تتغلّبُ على كلِّ المصاعبِ التي يحجُمُ الشيوخُ عن مواجهتِها بحكمتِهِم».

كلمة الطلبة

وألقت هديل علم الدين كلمة الطلبة وقالت فيها:

«تشرين، من نبض روحك كانت البداية.. بداية أمل، بداية حياة.. بداية عاصفة هزت عرش البلاد.. يوم تشارك الجميع تفاصيل الفرح، ووقفوا وقفات عزٍّ أرهبت الأعداء ونشرت الأرق.

نعم، إنه السادس عشر من تشرين الثاني يعود ككل سنة كما عهدناه شامخاً، جباراً، مناضلاً، يحمل كل معاني الانتصار والألق.

زعيمي… 86 عاماً ونسرك السوري يحلق في الفضاء، فضاء قضية، تساوي وجودنا، نسر ينشر رسالتك السرمدية، رسالتك الإيمانية بأننا قوة عظيمة، لو فعلت لغيرت وجه التاريخ.

أضافت: يطل تشرين من كل عام بزخات مطر تستقبلها وجوهنا كرذاذ حياة يعيد لنا مجدنا، في ظل مآسينا في أمة تتصارع مع ذاتها، نقف الموقف نفسه نستقبل الرصاص كما تستقبل وجوهنا قطرات المطر.

نحن نحارب من أجل قضية واضحة، فلا تستهينوا بنا، فنحن نقطة الارتكاز في العمل القومي، متسلحين بفكرنا، وعلمنا، ونهضتنا لبناء إنسان… إنسان يليق بحضارة كانت وما زالت حضارة الحرية والواجب والنظام والقوة. لذا عاهدنا أنفسنا بأن نسير في درب النضال لنحقق النصر بأيدينا بعزّ وعزم وجهاد.

كلمة المديرية

وألقى المدير سمير زريقة كلمة مديرية المنية قائلاً: «في البَدءِ كانت سورية وستبقى ما دامَ بقاءُ.. وإلى سوريانا نقول ستبقَينَ ما دامت فينا عقولٌ وقلوبٌ تنبضُ بالوجدانِ القومي، وجدانٍ تؤسّسُ له وتحميهِ العقيدةُ السوريةُ القوميّةُ الاجتماعيةُ.

اتّخذ الزعيمُ أنطون سعاده قراراً مصيريًّا بتأسيس الحزب عندما قرأَ بعد تدقيقٍ ودراسةٍ المخطّطَ لضربِ وجدانِنا القوميِّ في الصّميمِ وتفتيتِهِ وتحويلهِ إلى وجدانياتٍ متناحرة. وبعد القراءةِ أتى دورُ الفعلِ بإقامةِ جسمٍ مؤسّساتيٍّ يحمي مسيرةَ النهضة.

إنَّ ثقةَ القوميينَ الاجتماعيينَ بهذه العقيدة شرطٌ أساسيٌّ لنجاحِ المؤسّسةِ الحزبية، فإيّاكم أن تسمحوا لأيِّ عاملٍ مهما بلغت قوّتُه بزعزعةِ هذه الثقة، ولا يغيبَنَّ عن بالِكُم أنّكم تنتمونَ إلى حزبٍ يقدّمُ للعالمِ أرقى المفاهيمِ والمناقبِ والقيمِ والمثلِ العليا، حزبٍ غايتُه بناءُ إنسانٍ جديدٍ واعٍ لحقيقتِه ومُصارِعٍ من أجلِها.

وأضاف: «في الوقتِ الذي تصارعونَ فكرياً وثقافياً هنا، يصارعُ رُفقاؤُكُم في نسورِ الزوبعةِ قتالياً في الكيانِ الشاميِّ فتحيّةً لبطولاتهم العظيمة، فنحن أبناءُ ثقافةٍ مختلفةٍ عن السائدِ تُشكّلُ أساسَ الوحدةِ الاجتماعيةِ والوعيِ القوميِّ وبها نردُّ على ما يواجهُنا من تحدياتٍ مصيريّة، إذ يدخلُ فكرُنا في كلِّ معركةٍ وجوديّةٍ غايتَها ارتقاءُ المجتمعِ ونموِّه. ولأنَّ العقيدةَ القوميةَ الاجتماعيةَ هي الأداةُ الواضحةُ والفعّالةُ لتكوينِ جبهةٍ ضدَّ الأفكارِ الهدّامة، نتسلّحُ بها لنكونَ طُغاةً على المفاسد والمآرب الشخصيّة، هادفينَ إلى التّخلصِ من النزعاتِ الفرديّة والسياسةِ النفعيّة.

وخاطب زريقة القوميين في ِالمنية: «تقعُ على عاتِقِنا مسؤوليّةُ استنهاضِ هذه المدينةِ من مستنقعِ الجهلِ والظلام الاجتماعيّ الحالِك، من هنا اتّخذنا في مديريّةِ المنيه قراراً بالسّعيِ الدؤوبِ إلى تحصينِ مجتمعنا الرازحِ تحتَ ضغطِ الولاءاتِ والعصبياتِ الجُزئيةِ – التصادميةِ من عائليةٍ ومذهبيةٍ واستبدالِها بعصبيةٍ قوميّةٍ تعبّرُ عن حقيقة الأمة، وتضمنُ تأمينَ مصالحِ أبنائها، وإنّنا على ثقةٍ تامّةٍ بقدرتِنا على تحقيقِ هذا المسعى من خلال مفاهيمَ ومبادئَ وضعها سعاده لتقودَ المجهودَ القوميَّ إلى المنحى السّليمِ، وتجعلَ المنطقةَ منارةً فكريةً تشعُّ معرفةً».

وختم: أيّها الحاملون الهمَّ الوطنيَّ بشجاعةٍ قَلَّ نظيرُها، كُلُّنا تصميمٌ على السّيرِ عكسَ نهرِ التبعيّةِ والعشائريّةِ والمذهبيةِ الجارف، وكُلّنا ثقةٌ بأنّنا، وبقوّةِ إرادَتِنا، سنصبحُ نحنُ النهرَ الجارفَ وسنُعيد للمنية وجهَها الحضاريَّ المُقاومَ للاحتلالِ، الرافضَ للتقسيمِ والمتمسّكَ بوحدتِها مع عُمقِهِا السوريّ.

كلمة المنفذية

كلمة منفذية طرابلس ألقاها عضو هيئة منح رتبة الأمانة الياس عشي وجاء فيها: أولاً أرحب بكم في مناسبة يتشامخ فيها القوميون كلما لاح تشرين، وتضوعت الأرض السورية بإيقاعات المطر، ورائحة التراب، وفرحة شقائق النعمان تعربش على الروابي فتبني عرزالاً هنا، وتتلو صلاة على قبر شهيد هناك.

وسأل: كيف لي أن أختصر ستة وثمانين عاماً مضوا على تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، تلك السنوات الحافلة بالعطاء، والشهادة، والمواجهة، والتحدي، وكل أشكال الصراع، لا فرق إن كان صراعاً مع داخل مهترئ، أو مع خارج متجبر وطاغٍ ومحتل».

وأضاف: «دعونا نتساءل معاً: لمَ في أدبيات حزبنا العظيم تماهت كلمة «النهضة» مع كلمة «الحزب» وكأنهما في توأمة أبدية؟

وأضاف: «عندما أطلق سعاده مشروعه النهضوي، وأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، إنما كان يعلن المواجهة المفتوحة بينه وبين كلّ حراس البوابات العتيقة الغارقة في الفساد والترهل والانطواء، ومنذ اللحظات الأولى لمشروعه أدرك المؤسس أنّ الخوف من المواجهة يلغي الإبداع، فتصير الأرض يباباً، والعقل زنزانة، والكتاب سجناً، والعائلة عرقاً، والمدرسة معتقلاً، والدين طقساً، والمذهب طريقة، والعادات مستنقعاً، والتقاليد نفقاً، والحاكم إلهاً».

وتابع: «بين تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي واغتيال أنطون سعاده سبعة عشر عاماً، وعلى الرغم من ضيق هذه المساحة الزمنية في تاريخ الأمم، اخترق الحزب البيئات المغلقة، وأزال الكثير من الحواجز التي كانت تفصل بين متحد وآخر، بل أحياناً كثيرة في المتحد الواحد، خاصة إذا كان هذا المتحد متعدّد المذاهب والطوائف، وأعاد إلى السوريين ثقتهم بأمتهم التي ظن الكثيرون أنها ماتت، وعمل على تظهير نموذجين: نموذج الإنسان السوپرمان، ونموذج الدولة القومية التي كان يخطط لقيامها».

وأضاف: «منذ السنوات الآولى لاستقلال لبنان، وأهل الحل والربط يطالبون بالقضاء على الفساد، من دون أن يفعلوا شيئاً.. باستثناء أنهم حوّلوا الفساد إلى عنوان مثير في حملاتهم الانتخابية، وإلى مادة دسمة في نزاعات طائفية كادت، في أكثرَ من مرّة، أن تلغي لبنان، وهم لو قرأوا، المحاضرة الأولى للمؤسس سعاده، لوجدوا الطريق السليم في القضاء على الفساد. يقول سعاده: «نحن حركة مهاجمة تأتي بتعاليم جديدة، تهاجم بها المفاسد والفوضى… فإذا صرنا هذه القوة، وأصبحنا قادرين على تهديم كل القواعد الفاسدة التي منعت شعبنا عن حياة الخير والحق والجمال، أفنقول، بعد أن صرنا هذه القوة، إننا لا نحطم المفاسد حتى لا نتهم بالطغيان؟ لا بأس أن نكون طغاةً على المفاسد، لأن قضيتنا ليست إلا قضية الحق والخير والجمال».

وختم: «من على هذا المنبر القومي في المنية نطالب الدولة بأن تكون طاغية على الفاسدين والمفسدين الذين عاثوا في الأرض فساداً وما شبعوا»، ونحن القوميين لن نكون شهود زور.. لا نستطيع أن نكون شهود زور، بل لا يحق لنا أن نشارك في عيد التأسيس إذا لم نكن قادرين عل تحمل تبعات الانتماء، وما رافق الانتماء من قسم». ونحن، يارفقائي، قادرون على تحمل التبعات متحدين أقوياء ليسير بنا المؤسس إلى النصر كما وعدنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى