قالت له
قالت له: ترغب المرأة بمنح الحب صورة بعيدة عن الجسد حتى عندما تكون رغبتها تسبق رغبة الرجل والرجل يرغب بالجسد من بوابة الحب ولا يعترف بالحب إلا مفعماً بحواس الجسد. فهل هذا سرّ ما نختلف فيه معشر الرجال والنساء؟
قال لها: هذا ما نحاول أن ندّعيه.
قالت: لكنني أحسّه بصدق.
قال: نحسّ بصدق كلما تماهينا مع أعذارنا لأنها تُريحنا وليس لأنها الحقيقة.
قالت: وماذا عن أصل الكلام؟
قال لها: الرجل والمرأة مشاعر ورغبات تتداخل ويصعب الفكّ بينها كما يصعب تخيّل الحب إلا بثنائية امرأة ورجل، لأن الجسد هو الذي يمنع ثنائيات أخرى مهما تمّ الحديث عنها والتشريع لها تبقى معاكسة للطبيعة البشرية أو في أحسن أحوالها استثناء يبرر أو يدان، وكل محاولة لتوزيع النظرة الإجمالية بين الرجل والمرأة على حصص للمشاعر وأخرى للجسد يكون الافتعال لتبرير المواقف والأقوال فعندما يهبط الآخر في عيوننا يفقد الجسد شغف التفاعل أو يفقد الحضور لهفة الشوق فنختار منهما ما يناسب وهذا فعل العقل في التنميط والتوزيع.
قالت: إذن أنت تعني أننا دخلنا مرحلة الافتراق وأنا أشعر بحرارة الاشتياق؟
قال: أظنّ أنك تريدين إلقاء اللوم والشروط على شوقي وربما على ذوقي، لكن تذكّري أن الطعن في موازيني يصيبك قبل أن تصيبيني.
قالت: يا صاحب الذوق الرفيع إن أردت قبلة فقل وأنا مَن يُطيع.
قال لها: أنا أحبها مسروقة وأنت تريدينها مسلوقة.
قالت: فلتكن مشوية.
قال: وشويّة شويّة.
وتبسّما ومضيا.