بري: آمل أن تفضي مشاورات الرئيس إلى التأليف قريباً
أمل الرئيس نبيه بري أن تنتهي المشاورات والاتصالات الجارية والتي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى تأليف الحكومة قريباً. وجدّد تأكيد أننا بحاجة الى حكومة منسجمة ومتآلفة للقيام بمسؤولياتها تجاه الاستحقاقات الكثيرة التي نواجهها على الصعد كافة. وقال إنّ هناك أفكاراً عديدة تطرح على صعيد عدد أعضاء الحكومة لتوفير العناصر التي تساعد على ولادتها وتجاوز العقد التي تواجهها حتى الآن. وبشأن مزاعم إسرائيل حول الأنفاق جدّد الرئيس بري اننا ما زلنا ننتظر الإحداثيات ولم يصل إلينا شيء من هذا القبيل. وحيا الرئيس بري وطنية وحيوية أبناء الجنوب وتمسكهم بأرضهم وسيادة كل شبر منها في وجه الاعتداءات والاطماع الإسرائيلية.
وكان الرئيس بري التقى في إطار لقاء الأربعاء النيابي الوزير علي حسن خليل والنواب: قاسم هاشم، ميشال موسى، حسن فضل الله، انور الخليل، علي بزي، محمد خواجة، هادي ابو الحسن، مصطفى الحسيني، هاني قبيسي، علي عمَار، سليم عون، أمين شري، عدنان طرابلسي، فادي علامة، إبراهيم الموسوي، علي خريس، حسين جشي، زياد حواط، سامي فتفت، طارق المرعبي، علي درويش، علي المقداد، وجهاد الصمد.
وعرض الرئيس بري مع الرئيس نجيب ميقاتي للأوضاع العامة والوضع الحكومي.
وقال ميقاتي بعد الزيارة: دائماً زيارة دولة الرئيس بري تكون حافلة بالأخبار والأحداث وأهمّها اليوم الخبر الذي أطلعني عليه في ما يتعلق بإعادة ضخ النفط من العراق الى منطقة البداوي عبر مصفاة طرابلس، والنية بإعادة تشغيل المصفاة وتخزين النفط في البداوي، والرئيس بري يسعى مع الحكومة لتحقيق هذا الموضوع من أجل إصلاح هذا الخط وإعادة العمل فيه، والاتصالات مستمرة بين السلطات العراقية واللبنانية في هذا الصدد. وهذا الأمر يوفر فرص عمل وينشط الحركة الاقتصادية في طرابلس والشمال. وهذا الخبر هو بمثابة معايدة مميّزة في شهر الأعياد المجيدة، والمهمّ أن يعاود تشغيل الخط في أسرع وقت.
أما في الموضوع السياسي، فقد لاحظت لدى الرئيس بري تفاؤلاً حذراً بالمشاورات القائمة في شأن تشكيل الحكومة. حتى الآن هذا الحذر طبيعي وأطلعني على النقاط التي يتخوّف منها، ولكن كلنا أمل بالتخلي عن العناد والمكابرة الحاصلة وأن تتشكل الحكومة في أسرع وقت، لأنّ الحاجة ماسّة الى حكومة جديدة، بالنظر الى الأوضاع الراهنة لا سيما الاقتصادية والاجتماعية.
وحول ما قيل إنّ هناك إمكانية للتنازل عن اتفاقه مع الرئيس الحريري لمصلحة تمثيل شخصية سنية من فريق المعارضة؟ أجاب ميقاتي: هذا الموضوع مرهون بيد الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وهو من صلب صلاحياته. عندما التقيت الرئيس الحريري خلال الاستشارات وتطرّق معي الى موضوع تمثيل كتلتنا في الحكومة، قلت له مثلاً مفاده «إنّ كتلتنا حقل من الزهور، وله الحرية في اختيار الزهرة التي يريدها ويضعها في المكان المناسب». لا أنا قلت للرئيس المكلف عن اسم الوزير المقترح ولا عن الحقيبة الوزارية التي ستوكل إليه. رئيس الحكومة المكلف ليس مدبّر منزل بل يملك صلاحية اختيار فريق العمل الذي يريده. حتما أنا أريد المساهمة في تسهيل تشكيل الحكومة بكلّ قوة، ولكن مسألة اختيار الوزراء منوطة برئيس الحكومة المكلف.
أضاف رداً على سؤال: أنا طلبت تمثيل كتلتنا في الحكومة خاصة إذا كانت حكومة وفاق وطني، تواكب المرحلة الجدية اقتصادياً، وأنا أتمنى المساهمة في هذه النهضة الاقتصادية. ولكن لن أقبل التنازل عن حق كتلتنا، وأنا متفق مع الرئيس الحريري في هذا الموضوع.
ورداً على سؤال حول من يعرقل تشكيل الحكومة؟ أجاب: تشكيل الحكومة أشبه بخزنة تفتح بمفتاحين هما بيد الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، ولا يمكن القوطبة عليهما في هذه المسألة، لأنّ الموضوع عمل مشترك بينهما ضمن ما يريانه مناسباً. هذه المسؤولية مشتركة بين الرئيس المكلف وفخامة الرئيس، وهما سيقرّران المناسب.
وحول من يقصد بكلامه عن العناد والمكابرة؟ أجاب: العناد والمكابرة موجودان لدى كلّ فريق، وعندما يقول أحدهم أنا أريد هذا العدد من الوزراء وهذه الحقائب، فهذا يعني انّ ما يحصل لا يخدم تسهيل تشكيل الحكومة.
ولفت رداً على سؤال آخر الى انه لا يقصد سنة المعارضة فهو قصد من قال إنه لا يقبل بأقلّ من 11 وزيراً.
وسأل: هل بات وجود كتلة نيابية تمثل كلّ الطوائف علة ويجب إقصاؤها عن التمثيل لهذا السبب؟ هذا الأمر يشكل بداية علامات الساعة. شرف لي أن تكون كتلتي متنوّعة التمثيل، كما افتخر بما نلته شخصياً من نتائج في الانتخابات النيابية وما امثله في مدينة طرابلس.