ورد وشوك
أعنف الحروب وأقساها تلك التي لم يعلن مبتداها..
تباين في المواقف والأفكار تبدأ في أبسط أحوالها… وتضارب في المصالح وبلوغ الأهداف تتفاقم على إثره الخلافات باختلافاتها وأحجامها لتنسحب على مستوى الدول والأفراد والمجتمعات دوائرها التي طالما تختلف في الاتساع… فتكون صغيرة أقطارها في النزاعات الجانبية وتتسع لتشمل الجغرافية والتاريخ مستغلة علم النفس والاقتصاد… مما يعني أن للحروب أنواعاً عدة ولها أوصاف مختلفة كل يصفها من وجهة نظره ومصالحه لكن لكل حرب مهما كان حجمها قطبان عدو ظالم ومعتدى عليه مظلوم، واستمرار الحياة يقتضي تطورها مما يجعلها حرب بقاء… والبقاء فيها حتماً هو للأقوى. والقوة في عصرنا هذا صارت تترجم بامتلاك زمام المبادرة بكل ما تحتاجه من قدرات مادية هائلة يوجد بوجودها العقل المدبر والقوى المنفذة سواء كانت بشرية أو آلية جهنمية مدمرة…. هذا ما جعل شريعة الغاب تستشري من جديد وصار لزاماً على المعتدى عليه استنباط أساليب دفاعية حديثة تمكنه من قلب الموازين وتغيير لواقع أسود. ففي الغاب لو عرف الغزال أن لديه نقطة قوة في سرعته تفوق قوة الأسد في حجمه وقوته لما تلفت إلى الوراء ولما تمكّن الأسد من افتراسه… كم من إحباط داخلي وخارجي جعلنا لا نثق بأننا قادرون على النجاة وتحقيق أهدافنا في النصر وبلوغ الآمال.
رشا المارديني