صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
نتنياهو: السلطة الفلسطينية تدعو إلى تدمير «إسرائيل» وسنحاربها
استغل رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، حادث الطعن الذي حدث الاثنين الفائت في «تل أبيب»، لشنّ هجوم جديد على السلطة الفلسطينية واتهامها بالتحريض قائلاً: «إن إسرائيل ستحارب التحريض الذي تقوده السلطة وستعمل بشدة ضدها وستحارب الذين يدعون إلى تدميرها».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن وزراء اتهموا نتنياهو بتأجيج سقف الهجوم على إثر تصريحاته الأخيرة، خصوصاً مطالبته المواطنين العرب الذين يتظاهرون ضدّ «إسرائيل» وإلى جانب الدولة الفلسطينية، بالانتقال إلى السلطة الفلسطينية أو غزّة.
وقال وزير المالية يائير لابيد: «أدعو بعض السياسيين لدينا، الوزراء وأعضاء الكنيست إلى التوقف عن الحماسة غير المسؤولة، والتوقف عن الإدلاء بتصريحات مستفزّة، وإلى مساعدة الشرطة والشاباك في تخفيف التوتر».
ودعا رئيس المعارضة «الإسرائيلية» يتسحاق هرتسوغ إلى عدم التسبّب بتأجيج الأجواء بوساطة خطابات تحريضية من جانب القادة «الإسرائيليين» قائلاً: «إن رئيس الحكومة يتحمّل مسؤولية التدهور الأمني في الضفة والقدس والمدن العربية كونه لم يقرأ الخريطة جيداً، وجلس مكتوف الأيدي أمام الأحداث الأخيرة».
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن هرتسوغ قوله: «على حكومة إسرائيل استخدام الوسائل الأمنية إلى جانب خلق قناة للحوار السياسي، فالقتل في الشوارع غير محتمل وأدعو رئيس الحكومة والوزراء إلى إظهار المسؤولية القومية في هذه الأيام الصعبة والعمل لتهدئة الأجواء».
فيما شن وزير الخارجية «الإسرائيلي» اليميني المتطرّف أفيغادور ليبرمان، هجوماً حادّاً على العرب داعياً إلى طردهم، كما دعا إلى سجن النائب العربية في الكنيست حنين الزعبي، قائلاً: «إن عدم جلوس حنين الزعبي وراء قضبان السجن يعني الضعف، وآمل أن نتمكن من إلغاء المواطنة لعدد من سكان القدس الشرقية». ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن ليبرمان قوله إنه يجب دعوة قادة الجمهور العربي إلى تهدئة التوتر، معتبراً أن كل ما حدث في الأيام الأخيرة نتاج التحريض في الجانب الثاني، وهو تحريض يحثّ على عمليات كما حدث في الطيبة، التي كادت تقع فيها عملية تنكيل بيهوديّ، على حدّ زعمه.
قلق «إسرائيلي» حادّ بعد مقتل «إسرائيليين» في «تل أبيب» والضفة
قالت صحيفة «هاآرتس» العبرية إن القلق الأمني يتزايد في «إسرائيل» والضفة، بعد مقتل جندي «إسرائيلي» وشابة «إسرائيلية» في حادثي طعن وقع الأول في «تل أبيب» والثاني قرب مستوطنة «آلوني شبوت» في الضفة الغربية، إضافة إلى حوادث الدهس التي وقعت مؤخراً في القدس.
وقالت الصحيفة العبرية إن رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو قرّر خلال جلسة مشاورات خاصة عقدها أول من أمس، تعزيز قوات الأمن في أنحاء «إسرائيل» والإسراع بهدم بيوت منفذي تلك العمليات.
وكان قد تعرض الجندي الموج شيلوني، من مستوطنة «مودعين»، للطعن قرب محطة القطار في «تل أبيب» من قبل شاب فلسطيني، وأصيب الجندي بجراح بالغة توفي متأثراً بها، وعُثر على الشاب الفلسطيني نور الدين أبو حاشية في أحد المباني القريبة واعتقُل، وفي ساعات المساء هاجم شاب فلسطيني آخر المستوطنين المنتظرين عند محطة نقل الركاب قرب مستوطنة «آلون شبوت»، وهي المحطة ذاتها التي سبق واختطف منها المستوطنين الثلاثة في حزيران الماضي، ودُهست شابة «إسرائيلية» من مستوطنة «تكوع» ثُم طُعِنت.
ورحبت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بالعمليات، وقال سامي أبو زهري الناطق بلسان حماس، إن هذه العمليات تشكل رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال في القدس والأقصى.
دول عربية أوقفت التحريض على انتفاضة في القدس
كشف رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب «الإسرائيلية» الجنرال عاموس جلعاد، النقاب عن أن دولاً عربية تدخلت لوقف «التحريض» على التظاهر في القدس والمسجد الأقصى.
وفي مقابلة أجرتها معه «إذاعة الجيش الإسرائيلي»، أوضح جلعاد أن جهود الدول العربية التي تدخلت استجابة لتحرك سياسي ودبلوماسي «إسرائيلي» مكثف، أسفرت عن نتائج إيجابية، زاعماً أن مستوى التحريض قد تراجع.
وشدّد جلعاد على أن جهود الدول العربية تتكامل مع العمليات التي أقدمت عليها الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية»، لا سيما عمليات الاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى وتدمير المنازل، وغير ذلك.
وعندما طلب الصحافي الذي أجرى المقابلة مع جلعاد الكشف عن هوية الدول العربية، ردّ جلعاد بأنه لا يمكن لمسؤول «إسرائيلي» أن يقدم على أيّ خطوة تحرج الدول العربية التي تهبّ لمساعدة «إسرائيل». وشدّد على أن دول الإقليم العربية غير معنية بإشعال الأوضاع في المنطقة، وهذا ما يفسر حماستها لوقف ما يحدث.
وأوضح جلعاد أن رئيس السلطة الفلسطينية غير معنيّ أيضاً بانتقال شرارة الأحداث في القدس إلى الضفة الغربية.
حجارة المقدسيين تُخّسر «إسرائيل» ملايين الدولارات
خلال الشهور الثلاثة الماضية، ارتفعت حدة الاشتباكات العسكرية في مدينة القدس، بين قوات «إسرائيلية»، وشبان مقدسيين، وبالتحديد بعد حرق الفتى محمد أبو خضير حياً من قبل مستوطنين في المدينة.
وبحسب «الإذاعة العامة الإسرائيلية»، فإن الحجارة سلاح المقدسيين ، تسبّبت بخسائر تبلغ عشرات ملايين الشواكل خلال شهور، خصوصاً الخسائر التي تعرّض لها القطار الخفيف الذي يربط مدينة القدس من بدايتها إلى نهايتها.
ويقول الخبير الاقتصادي محمد قرش، والذي يسكن في مدينة القدس، إن خسائر القطار الخفيف في ارتفاع مستمر منذ ثلاثة شهور، بسبب تواصل إلقاء الحجارة عليه، أثناء مروره قرب الأحياء العربية في المدينة.
وقدّر قرش خسائر القطار الخفيف بنحو 30 مليون شيكل 8 مليون دولار أميركي ، ما بين تراجع في عدد ركاب القطار من جهة، والإصلاحات التي ينفّذها القائمون عليه بسبب الحجارة التي تؤدّي إلى إحداث أضرار في هيكله الخارجي.
كما تتعرّض إشارات المرور القريبة من الأحياء العربية في المدينة، إلى تكسير متواصل، من قبل شبان مقدسيين، وجدوا في الحجارة السلاح الذي يسبب أضراراً مادية للحكومة «الإسرائيلية».
وعلى رغم عدم وجود أرقام نهائية حول حصيلة الخسائر، يرى قرش أن الرقم يقترب من 40 مليون شيكل 10.8 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.