مارلين حردان لـ«البناء»: رسالتنا هادفة وسياستنا واضحة حضورنا اجتماعي وتربوي وتثقيفي بدعم وتوجيه مباشر من النائب أسعد حردان
عبير حمدان
حين نزرع الفرح نحصد المحبة فكيف إذا كان هذا الزرع مقترناً بالطفولة، التي هي زينة الأيام القادمة، معهم وبهم يكتمل البناء ولأجلهم يجب أن يكون الجهد مضاعفاً للحفاظ على القيم الاجتماعية التي تدعو إلى النهضة والوعي على أهمية تجذرنا في هذه الأرض وضرورة صمودنا في وجه أيّ طامع ومستعمر.
جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية بشخص رئيستها السيدة مارلين حردان وبرعاية وتوجيه من النائب أسعد حردان تضع في رأس أولوياتها دعم الطفولة ومنح الأطفال مساحة من الفرح والأمان، وتحفيزهم على تقبّل العطاء ليتمكّنوا من اكتساب المقدرة على العطاء، ولذلك تقوم الجمعية بسلسلة من الأنشطة التربوية والتثقيفية وتوزيع المساعدات العينية بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.
مرجعيون… حضور اجتماعي وصحي وتربوي
وفي سياق أنشطتها، زارت رئيسة الجمعية مارلين حردان على رأس عدداً من المدراس في مرجعيون والقليعة وقدّمت للتلامذة هدايا رسمية واحتفلت معهم بعرض مسرحي.
وانطلاقاً من مركز الجمعية في جديدة مرجعيون الذي يضمّ عيادات تخصصية في طب الأطفال والطب النسائي وطب الأسنان والصيدلية، ويوفر العناية الطبية لأهالي المنطقة، بدأت رئيسة الجمعية مارلين حردان وأعضاء الهيئة الإدارية الجولة. وكانت المحطة الأولى في مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في مرجعيون، حيث تمّ تقديم عرض مسرحي تثقيفي ترفيهي بعنوان «حبة محبة» من إعداد وإخراج طوني غطاس ومشاركة لافتة للممثلة القديرة آمال عفيش، وقد تفاعل الأطفال مع العرض المسرحي بشكل كبير. وكانت للسيدة حردان كلمة في نهاية العرض توجّهت فيها إلى الهيئة الإدارية في المدرسة والطلاب وقالت: «نحن نقدّر الرسالة التي تقدّمها مدرسة القلبين الأقدسين وحجم المحبة التي نراها بين الهيئة التعليمية والطلاب، أعايدكم جميعاً باسم النائب أسعد حردان وباسم جمعية نور، ونحن نفرح حين نزوركم في كلّ عام ونراكم تكبرون بكلّ نجاح، ونتمى أن تكون السنة المقبلة سنة خير عليكم جميعاً والعيد يبدأ من عندكم، ومن هنا أيضاً نتوجه بالمعايدة إلى رئيس بلدية مرجعيون وإلى أهاليكم».
بعدها جالت السيدة حردان وأعضاء الهيئة في معرض الأشغال الحرفية واليدوية الذي تقيمه المدرسة احتفاء بعيدي الميلاد ورأس السنة.
الراهبة لبيبة مبارك
يظهر مدى حضور جمعية نور بشكل جلّي في قرى المنطقة، وهذا ما أكدته الراهبة لبيبة مبارك من مدرسة القلبين الأقدسين في حديث لـ «البناء»، حيث قالت: «جمعية نور جزء من هذا النسيج الاجتماعي الذي ترينه في منطقة مرجعيون وقراها، وهم فعلاً وبالتعبير المبسّط «من أهل البيت»، فقد أصبح وجودهم تقليداً سنوياً باعثاً على الفرح، ونحن ننتظرهم في كلّ عام، خاصة أنّ المسرحية التي يقدّمونها للطلاب تربوية هادفة وفيها الكثير من العِبر، والجمعية حريصة على منح الأطفال الجو العائلي خاصة أنهم يشاركون، رئيسة وأعضاء هيئة إدارية، الأطفال ويحضرون معهم العرض المسرحي بشكل شخصي، ولا ننسى العطاء المتجسّد بالهدايا التي يقدّمونها للاطفال وبذلك هم يزرعون الفرح في قلوبهم».
القليعة.. بهجة العيد
وتابع الوفد برئاسة السيدة حردان جولته حيث شاركت تلامذة مدرسة مار جرجس القلعية احتفالهم بالأعياد وحضرت معهم العرض المسرحي، وكان لافتاً حضور طلاب المدرسة الرسمية في النشاط، وبذلك تمكّنت جمعية نور من زرع الفرح في قلوب 800 تلميذ وتلميذة من مدارس المنطقة.
وبعد نهاية العرض المسرحي توجهت السيدة حردان بكلمة معايدة للطلاب والهيئة التعليمية في المدرسة، ثم كان هناك توزيع لهدايا العيد على الأطفال.
الراهبة ريموندا سعادة
وأكدت الراهبة ريموندا سعادة في تصريح لـ «البناء» على الحضور المميّز لجمعية نور، فقالت: «نحن نشكر الله على وجود جمعية نور وحضورها الدائم في المنطقة بشخص رئيستها السيدة مارلين حردان وكافة أعضائها لأنّ حضورهم مميّز وهم يزخرون بالعطاء ويقدّمون كلّ ما أمكنهم للأطفال وأهالي المنطقة، حيث يساهمون كلّ عام بتقديم القرطاسية مع بداية العام الدراسي، ويضيفون بهجة إلى العيد حيث يأتون ببيروت إلى هنا، وبالتالي من خلال العروض المسرحية والنشاطات التثقيفية مما يساهم في التفاعل الاجتماعي وبناء المجتمع».
مارلين حردان: جمعية نور هي مقاومة من نوع آخر
تؤكد رئيسة جمعية نور السيدة مارلين حردان على أهمية الصمود في هذه الأرض كجزء من ثقافة المقاومة، وعن نشاط الجمعية تقول: «جمعية نور تسعى إلى زرع الفرح في المناطق الجنوبية، ونحن نركز على المدارس في المنطقة بما فيها من تنوّع يشكل نموذحاً للوحدة الاجتماعية. ونشارك تلامذة المدارس كلّ مناسباتهم سواء في عيد الميلاد أو عيد الأضحى وكلّ الأعياد. بالإضافة إلى الندوات والتواصل الدائم مع الهيئة التعليمية في كلّ مدرسة من مدارس المنطقة».
وتضيف حردان: «هناك رسالة هادفة من خلال العرض المسرحي الذي نقدّمه للطلاب، ولذلك شاهدنا حجم التفاعل من قبل التلامذة، وكيف استخلصوا الكثير من العِبر المفيدة من القصة التي انطوت عليها المسرحية والتي تدعو إلى المحبة والتسامح والتعاون والتحلي بالقيم الاجتماعية الجيدة، وبالطبع كلّ ما نقوم به هو برعاية وتوجيه مباشر من النائب أسعد حردان الذي يسعى على الدوام لتقديم الأفضل لأهالي المنطقة التي عانت الكثير ابان سنوات الاحتلال، وبعد تحريرها تستحق أن نقدّم لها كلّ ما أمكن من اهتمام، فهذه المنطقة قدّمت الشهداء ومشهدية صمود لا تُنسى.
وتابعت: في منطقتنا مدارس كثيرة وجيدة، وما تحتاجه هذه المنطقة هو الجامعات، فالجيل الشاب يتكبّد أعباء الانتقال الى المدينة من أجل الدراسة الجامعية، ولذلك من الضروري أن يكون في منطقتنا جامعات وهذا ما نسعى إلى تحقيقه. كما ولدينا أكثر من عنوان نعمل عليه، ويبقى المجال الصحي والتعليمي والتربوي وتمكين المرأة إقتصادياً في الجنوب من الأولويات».
وقالت حردان: «بالطبع كانت هناك صعوبات كثيرة وخاصة قبل التحرير، لكن بعد التحرير قمنا بنقل مراكزنا بشكل تدريجي إلى القرى التي تحرّرت. ونحن لدينا خطنا السياسي الواضح، والعمل الاجتماعي الذي نقوم به هو تجسيد لسياستنا الواضحة للجميع، وبإختصار يمكن التأكيد أنّ عمل الجمعية هو مقاومة من نوع آخر، حيث نساعد أهالي القرى على البقاء والصمود في أرضهم، وهذه الجمعية جزء من هذا النسيج المتجذر في الأرض والذي قدّم الكثير ويستحق منا الكثير، وأيّ شخص يطرق باب جمعية نور سيجد ما يصبو إليه من مساعدة وأعيد وأكرّر أنّ كلّ ما نقوم به من عمل اجتماعي وتربوي وتثقيفي هو بدعم وتوجيه فعلي من النائب أسعد حردان الذي يهتمّ بكلّ التفاصيل».
وختمت حردان: «لدينا مراكز في العديد من القرى ونطمح لنكون في كلّ لبنان ولكن الأولوية الآن للجنوب، والمركز الذي بدأنا منه جولتنا هو الأهمّ في المنطقة، أما في باقي القرى هناك مستوصفات، وفي قرى ثانية لدينا مصنع ومعمل لتشغيل اليد العاملة بهدف منحها الاكتفاء الاقتصادي».