السفير الأميركي في بغداد: أعلمنا عبد المهدي نيّة ترامب زيارة قاعدة عين الأسد
كشفت مصادر عراقية موثوقة أنه سبقت زيارة ترامب إلى العراق إجراءات بروتوكولية معتادة.
وأشارت المصادر إلى أنّ السفير الأميركي طلب لقاء رئيس الوزراء عبد المهدي صباح زيارة ترامب، وأنه أعلم الأخير بنية ترامب زيارة قاعدة عين الأسد.
ووفقاً للمصدر فإنّ عبد المهدي رحّب بزيارة ترامب وطلب أن يجري الاستقبال في القاعدة رسمياً وفق الأعراف المعتمدة. وأضاف أن الجانب الأميركي طلب عدم الإعلان المبكر عن الزيارة لاعتبارات أمنية وهذا ما تم فعلاً.
وفي التفاصيل، فإنّ السفير الأميركي أعلم عبد المهدي رغبة ترامب إجراء المراسم في الجناح الأميركي وليس خارجه، وفقاً للمصادر الذي أضاف أنّ رئيس الوزراء العراقي «رفض بشدة تحديد الجانب الأميركي شكل الزيارة أو اللقاء بترامب».
وقد أعرب عبد المهدي عن رغبته بحصر التواصل مع ترامب عبر الهاتف دون اللقاء به وفق الرغبة الأميركية، على حد قول المصدر. ولفت الأخير إلى أنّ الحديث الهاتفي كان «إيجابياً» ووجه ترامب الدعوة إلى عبد المهدي لزيارة واشنطن وتمت الموافقة.
وذكر المصدر أنّ عبد المهدي أبلغ الرئيس العراقي بملابسات زيارة ترامب ما سبقها وما تلاها.
استنكار لانتهاك سيادة العراق
وفي سياق متصل، تتواصل ردود الفعل المستنكرة لزيارة ترامب قاعدة عين الأسد، بحيث قال نائب رئيس مجلس النواب العراقي حسن كريم إنه سيتم العمل مع هيئة الرئاسة لعقد جلسة لمناقشة خرق السيادة العراقية من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكد كريم على أنه «لن نسمح لأميركا باستخدام الأراضي العراقية كمنطلق للاعتداء على الجوار».
من جهته، أكد ائتلاف دولة القانون رفضه تمركز أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية واحترام اتفاقية الانسحاب الأميركي. واعتبر أنّ زيارة ترامب والتي لم يلتقِ فيها أي مسؤول عراقي «انتهكت السيادة العراقية بشكل فاضح».
وفي سياق ردود الفعل، دعا تحالف سائرون الحكومة العراقية إلى توضيح موقفها من العلاقة مع أميركا على خلفية زيارة الرئيس الأميركي.
ولفت إلى أنّ الزيارة المفاجئة لترامب إلى العراق لا تمت إلى الزيارات الرسمية التي يقوم بها زعماء الدول.
وعلى تويتر غرّد أمين عام عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي قائلاً «رغم عنجهية وحماقة ترامب وكشفه حقيقة أسباب التواجد العسكري الأميركي في العراق، إلا أننا نشيد عاليا بموقف رئيس وزراء العراق السيد عادل عبد المهدي عندما رفض الذهاب لاستقباله ونعلن تضامننا معه، وكذلك تضامننا مع مجلس النواب في عقد جلسة طارئة واتخاذ قرار عراقي وطني وشجاع».
وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم حركة النجباء، السيد هاشم الموسوي إن على ترامب أن يعي أن سيادة العراق جاءت بالدماء ولا تبنى القواعد في بلد المقاومة والشهداء، مؤكداً أنه بات من الواجب على الحكومة «طرد القوات الأميركية باعتبارها مساساً بسيادة البلاد».
وفي السياق، أعرب رئيس الحكومة العراقية السابق، حيدر العبادي، عن رفضه للطريقة التي زار بها الرئيس الأميركي العراق، قائلاً إنها «لا تتناسب مع الأعراف الدبلوماسية والعلاقات مع الدول ذات السيادة».
وأضاف العبادي في بيان صحافي أمس، أن «الإنجازات والانتصارات التي حققها العراق وشعبه وأبطاله من المقاتلين ستبقى معلماً كبيراً أبهر العالم كله، ومن خلالها فرض العراق موقعه في المنطقة والعالم، ولا تجوز العودة بها إلى الوراء».
وأشار رئيس الوزراء السابق إلى أن «التعامل مع العراق وسيادته بهذه الطريقة سيضر بالعلاقات العراقية الأميركية، وعلى دول الإقليم والعالم أن تعي أن عراقاً قوياً وعزيز السيادة يصب بمصلحة الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، وأن المصلحة تقتضي مساندة العراق لتعزيز وحدته وأمنه وازدهاره وسيادته».