المشهد كما رأيته ذات مرة
هكذا تبدو الأشياء على بلاهتها
في هذا الكون الرتيب !!
كانتظارك اللامجدي لرائحة الرغبة على جسدي
وأنت تذبح كل يومٍ أطياف اللهفة
على أطراف ثوبي..
أو كحزنٍ يشبه حزن امرأةٍ هي أنا
كانت ستبيع كل ما تملك في صناديق الذاكرة الرثة
لتشتري فقط تذكرةً تغتال بها
ما تبقى من رجولتك على صدرها..
أخبرني كيف؟
كيف تسدّ ثقب الوحدة هذا؟
كيف تهشم ساق الغياب التي
تركض بلا رحمةٍ في دمي؟
كيف يمضي الليل مترنّحاً على أطراف كأسك
وكيف لا تمحو آثار قبلاتنا وضوء قلبك؟؟
أخبرني كيف لرجلٍ مثلك أن يدرك
كيف يطفئ بكلمة ثرثرة الفرح في صوت امرأة
كانت تعرف جيداً كيف تحيك للحزن من روحها
ألف أغنيةٍ من فرط الضجر!!
أعلم يقيناً أننا كنا هناك معاً
وكان الشارع يتقيأ رصاصاً ساخناً وبعض دماء
وأنا أراقب كالعادة ببلاهةٍ دهشة الجدران…
يااااللكون !!
كيف كنتُ لأسدّ رمق الموت المتهالك على شفتيك
وأنا أبتلع ريقي لكلمة شوقٍ قلتها بلذةٍ في أذني
فارتعشت..!! وغاب وجهي بصمتٍ بناصية الطريق..
أسوأ حبٍ يا صديقي
ذاك الذي يترك لنا كل يومٍ مساحاتٍ من الندم
نتراكض عبرها كنهر أصمٍ عقيم..
لن تعلم حقاً كيف تتوقف امرأة عن الحب
عندما يغدو طعم الحليب في ثديها حامضاً
حامضاً جداً ولا يصلح لشيء
ولا حتى لإسكات طفلٍ جائعٍ
كان يلهث دائماً في جوفك..
ريم البندك