ذكريات كي لا تمحى للرفيق جان يونان نبهان
كنت سمعت عن حضوره القومي الاجتماعي في بلدة حمانا دون ان اعرفه. ذات مناسبة تعرّفت إليه، فلفتني بصدقه وصلابته وعميق ايمانه بالحزب، الى ما كنت اعرف عن الحضور الجيد الذي اوجده للتعاليم القومية الاجتماعية في بلدته «حمانا»، بحيث لم نكن نقول «حمانا» الا ونقول معها الرفيق جان يونان.
مؤخراً اصدر الرفيق يونان مسيرته الحزبية في كتاب من 145 صفحة من الحجم الوسط. منه اخترنا ما يقدم فائدة لتاريخ الحزب.
نحن ندعو كلّ رفيق يملك ذكريات ومعلومات ومرويات تفيد تاريخ حزبنا الى ان يكتب، وان ينشر.. كي لا ترحل مع رحيل صاحبها، الذي هو قدر كل كائن حي.
الانتماء الى الحزب
« كنتُ في السابعة عشرة ربيعاً ولم أزل في المدرسة، عندما تقدّمتُ بطلب انتمائي للحزب السوري القومي الاجتماعي، عارضني كلّ أبناء العائلة لخشيتهم من أنّ انتمائي للحزب سيُشغلني عن دروسي.
وكان الردّ الحزبي:
« إن لم تكن ناجحاً في دروسك المدرسيّة لا يمكن قبولك في صفوف الحزب إطلاقاً».
ازددتُ اندفاعاً ونجاحاً، كما بدأت بالاطلاع على كتاب «المحاضرات العشر»، و«عيد سيدة صيدنايا»، وعلى الكتب والمنشورات الحزبية المتعدّدة لبعض كتّاب النهضة. وكنتُ كلّما ألححتُ لانتمائي للحزب أصدُّ بحجة:
«لم تزل بحاجة لإطلاع أكثر، وللتعرّف الأعمق ولدرس تاريخ الحزب ونشأته».
كما نُبّهت للأخطار والضغوط التي سأتعرّض لها لاحقاً من قبل السلطات الرجعيّة، وكم كنت فرحاً ومسروراً عندما بُلّغت قبولي ودعوتي لأداء قسم العضوية.
« أخبرني حضرة المدير المرحوم الرفيق إبراهيم الخطيب 1 :
إنّ قبولك عضواً في الحزب لا يعفيك عن الدرس والتعمّق بمفاهيم العقيدة، ووجودك في الصف القومي يعني الاطلاع أكثر وأكثر لمعرفةٍ أوعى ولعملٍ أفيد.
نعم قُبلتَ في المدرسة القومية، وعليك الاجتهاد كي لا تبقى في الصفوف الابتدائية معرفةً وتمرّساً.
عليك يا حضرة الرفيق حتى لو بقيتَ بمفردك في الساح، وانصرفنا كلّنا عنك، العمل لانتصار العقيدة وتحقيق غايتها ولو منفرداً.
كما عليك تثبيت الرسالة القوميّة، ونشرها واضحة صافية جلية نقية في المجتمع السوري وبلا حدود».
الإنارة في الأول من آذار 2
« أوائل الخمسينيات، وُزّعنا لإنارة المرتفعات والتلال بالأول من آذار، عيد مولد الزعيم.
وقد زيّنا قرميد البيت بأشرطة كهربائية حمراء، وبوشاية حقيرة… حضرت قوة من الدرك وسألت عن موضوع الزينة، أجابهم أخي عبدو:
« إنه الأول من آذار عيدنا، عيد مولد سعاده»
فطلبوا منه مرافقتهم لإيضاح ذلك والإفادة في المخفر، ومن هناك نقلوه فوراً بأمر من النيابة العامة الى سجن مركز المحافظة في بعبدا.
وكانت التعليمات الحزبية الاتصال فوراً بحضرة عميد الإذاعة والخارجية آنذاك الرفيق سعيد تقي الدين، هتفتُ لحضرة العميد، فأجابني:
«لا بأس غداً صباحاً تحلّ كل هذه الامور».
أبكرتُ بالنزول الى بعبدا ورأيت اكثر من ثلاثين رفيقاً بالسجن، والدرك في هرج مرج مما أقلقني وخفتُ مما يجري.
وإذ بصوتٍ مرتفع وبهتاف يدّوي، والصوتُ صوتُ أخي عبدو:
«يا أبناء الحياة لمن الحياة؟
ويردّد الرفقاء: «لنا»
ولمن نحيا؟ لسورية
ومن هو قائدنا؟ سعاده
تحيا سورية… تحيا، تحيا سورية… تحيا، تحيا سورية… تحيا تحيا تحيا
يحيا سعاده… يحيا، يحيا سعاده… يحيا، يحيا سعاده… يحيا يحيا يحيا»
وهذا الهتاف الحزبي كُرّر أكثر من مرّة، وابتدأ الرفقاء السجناء بالخطابة وكأن اعتقالهم أصبح منبراً إذاعياً، والسجن قاعة للاحتفال بالعيد.
تجمّع الموظفون والأمنيون ليشاهدوا هذا المشهد المثير غير المألوف سابقاً في المؤسسات الحكومية، وإذ بضابط ذي رتبة يأمر بالإفراج عن السجناء فوراً، طالباً منهم المغادرة سريعاً قبل انتشار الفوضى في باحات مركز المحافظة، على حدّ زعمه.
اسماء الرفقاء 3 :
جورج اسكندر زيادة الياس عبد النور حداد
ميشال باسيل الياس ناصيف الخوري
خليل بو فواز جوزيف نمر يمين
سعيد الحداد الياس مدور
فريد الاعور جورج بو فواز
علام الاعور فراس حاطوم
فوزي عبد الصمد الياس مراد
الياس حبيب عصام الشعار
سامية فياض عصام الحداد
نديم المصري سامي حداد
انطوان قصاص قبلان زيادة
جرجس قصاص
نبيه يوسف سعد
يوسف النمار جوزيف نصر
اكرم الاعور جوزيف رعد
عادل القاقون عبدو الحاج
فوزي القاقون انطوان القاضي
حسن حماده بشاره بدور
شفيق كنعان جان سعاده
جان سعيد ماهر إميل رعد
عبدو يونان أبي يونس جورج ابراهيم الحداد
سليم رزق زيادة شارل رعد
نديم مجيد شعبان عبدو يوسف يمين
فيليب حاتم فريد بو متري
جان يونان نبهان أنيس جرجس بو متري
ميلاد بو متري الياس وديع الحداد
سمعان ابراهيم الخوري زياد فؤاد زيادة
غسان الياس غصن
هوامش
ابراهيم الخطيب: ندعو رفقاءنا في المتن الاعلى، وعلى الاخص الرفيق عبدالله الخطيب الى إفادتنا عن الرفيق المذكور.
جرت العادة في الخمسينات وما تلاها ان يشعل الرفقاء النيران عشية الاول من آذار فوق التلال والقمم، وفوق الاسطح والشرفات في المدن. حبذا لو تعود.
نضع هذه الاسماء بتصرف منفذية المتن الاعلى للافادة عن الرفقاء المذكورين فيها، مع الاشارة اننا كنا نشرنا نبذة عن كل من الامين اميل رعد والرفيق جوزف نصر، وأشرنا في أكثر من مناسبة الى الرفيقين جوزف رعد وشقيقه شارل. للإطلاع مراجعة قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info