لحود في نداء لمناسبة الميلاد: الحكومة من حصة الوطن
حذّر الرئيس العماد إميل لحود من التأخير في تشكيل حكومة وحدة وطنية مع اقتراب موعد انعقاد القمة الاقتصادية في لبنان، ودعا إلى اعتماد قانون انتخابي يعتمد لبنان دائرة واحدة، على أساس النسبية الكاملة، معتبراً أنه السبيل الوحيد والضامن لبلوغ لبنان واللبنانيين بر الأمان المتحصن بالألفة والوحدة.
موقف لحود جاء خلال نداء وجهه للبنانيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، قال فيه: «كم تمنينا للبنان واللبنانيين، حلول العام الميلادي الجديد، حاملاً معه بشائر الانفراج السياسي، بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي وعدنا بها».
ورأى أن «اللبنانيين يستقبلون العام الجديد، بخيبة أمل، جراء العجز عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، والاستمرار بحكومة تصريف أعمال، فيما الوقت يداهمنا، ونحن أمام استحقاق مهم، ألا وهو انعقاد القمة الاقتصادية في لبنان، في حين أدركتنا المعاناة الاقتصادية والاجتماعية، التي أصابت المواطنين، وبات معها المواطن اللبناني قلقاً متروكاً لمصيره، الذي صار مجهولاً».
واعتبر أن «الخيبة التي أصابت اللبنانيين، مصحوبة بوجع وقلق يساور أصحاب الضمير الوطني، نابعة من المشهد السياسي المتردي المصاحب للأوضاع الاقتصادية المزرية في لبنان، وهذا ما نبّهنا من الوقوع فيه»، لافتاً إلى أنه «سبق لنا وحذرنا من تداعيات إجراء انتخابات نيابية تعتمد المحاصصة الطائفية والمذهبية، لاقتناعنا بأن النتائج ستولد المزيد من الفرز والانشقاق، بين مكوّنات المجتمع اللبناني، الأمر الذي يهدد الوحدة الوطنية، ولطالما انطلقنا من إيماننا المطلق المبني على تأمين المصلحة الوطنية، بالدعوة إلى اعتماد قانون انتخابي، يعتمد لبنان دائرة واحدة، على أساس النسبية الكاملة، ذلك لأن قانوناً انتخابياً كهذا، هو السبيل الوحيد والضامن، لبلوغ لبنان واللبنانيين بر الأمان المتحصن بالألفة والوحدة».
وقال: «إن إصرار البعض على اعتماد مبدأ توزيع المقاعد الوزارية على أساس المحاصصة الحزبية، وتقديمها على المصلحة الوطنية، والجنوح نحو جني المكاسب الشخصية، والتهافت على احتكار بعض الوزارات، إضافة إلى اختلاق أعراف جديدة وبدع غير مألوفة في تشكيل الحكومات، الأمر الذي ألغى مبدأ الالتزام بالدستور، وأطاح ببنود الميثاق الوطني اللبناني، الذي لطالما التزمنا بتطبيقه، إن العقد التي تعيق تشكيل الحكومة، هي ناتجة إما عن نية مبيتة باعتبارالحكومة قطعة حلوى، يجري تقاسمها وتوزيعها حصصاً، تتناسب وحجم كل فريق، وإما تنفيذا لأوامر خارجية، نتيجة رهانات البعض على متغيرات إقليمية، لم تزل بانتظار سقوط سورية».
أضاف: «لهؤلاء نقول: إن أي تشكيلة حكومية، يجب أن تكون من حصة الوطن كل الوطن، وأن لا تكون من حصة أي شخص بعينه، أو أي جهة حزبية كانت، أم سياسية. أما أولئك، أصحاب الرهانات الخارجية، أصحاب شعار النأي بالنفس الممجوج المتربصين، بسورية العروبة شراً، نقول: إن الجمهورية العربية السورية، انتصرت، وباعتراف العالم كله، وها نحن نشهد عودة سفراء المهزومين إلى قلب العروبة دمشق، بعد أن أذنت لهم سورية، وذلك اعترافاً بهزيمتهم وإقراراً بفشلهم، وإعلاناً عن انتصار سورية، انتصاراً مدوّياً لا لبس فيه».
وتابع: «إن انتصار سورية ومحور المقاومة على مخططات العدو الإسرائيلي، وفي كسر شوكة المتآمرين، لهو دليل واضح على استكمال مسار قطار الانتصارات، الذي انطلق من جنوب لبنان في العام 2006، حيث اعتمدنا المعادلة الذهبية: الجيش الشعب والمقاومة، الضامنة للوحدة الوطنية، الكفيلة بصون الوطن، وحفظ أمنه وحدوده، وذلك لأن الجيش هو شرف الوطن، والشعب هو الداعم والضامن، والمقاومة هي المقاومة الشريفة، التي شرفت الوطن، كما شرفت كل العرب، بتضحياتها ودفاعها عن لبنان وسورية العروبة».
وختم «حفاظاً على لبنان واللبنانيين الطيبين، وإنقاذاً للوطن والمواطنين، من أهوال اقتصادية وأمنية مقبلة على المنطقة، وحتى لا نكون لعنة التاريخ، اتركوا حصصكم للوطن، لكل الوطن. أما لأصحاب الرهانات الخاسرة، فنقول: إن سورية العروبة، هي سورية المنتصرة، ومنها ومعها بقيادة الرئيس بشار الأسد، زعيماً عربياً تاريخياً، تبدأ معالم عالم جديد، قائم على تراكم الإنجازات والنجاحات والانتصارات الداعمة للمقاومة، ضد الاحتلال الإسرائيلي، المليئة بالعزة والكرامة، الضامنة للهوية وللحقوق العربية».