الأديبة ريمة راعي… ظلّ طموحٍ على ظهر الكتابة الرحبة
محمد خالد الخضر
هاجس الأدب والكتابة الذي سكن الأديبة ريمة راعي دفعها لترك العمل في تخصصها العلمي بالهندسة والبحث عن تحقيق طموحها مع الكتابة لتصدر أربعة كتب خلال فترات زمنية قريبة.
وتقول ريمة في حديث صحافي لها عن تركها تخصصها العلمي وتفرّغها للأدب «كنت أملك ما يكفي من الحتمية القلبية لأعرف أن الكتابة هي الطريق الذي سيقودني إلى أجمل الأمكنة، وأنها الأثر الذي أريد أن أتركه ورائي في الدنيا، فبدأت بكتابة القصة القصيرة والقصيرة جداً، لأن هذا النوع الأدبي يشبهني لكوني أميل إلى الإيجاز في إيصال أفكاري».
تنقّلت ريمة بالكتابة في صحف سورية ولبنانية حقّقت لها سبل التواصل مع الناس وحكاياهم والتعاطي مع الشأن العام والاحتفاظ بها في ذاكرتها ليصبح مشوارها الأدبي أيسر حيث تصف كتابة القصة القصيرة بمن يلتقط صورة لمشهد ما تاركة الحرية لمن سيشاهد الصورة أن يبتكر حياة سابقة أو لاحقة متخيلة لكل ما يظهر فيها.
أما الرواية بمنظورها فهي تشبه رحلة في باخرة على متنها أشخاص غرباء لا يجمع بينهم سوى وجودهم في المكان ذاته في الوقت ذاته ومهمتها أن تبتكر الخيوط السحرية التي ستجمع مصائرهم في حكاية واحدة.
وتقرّ مؤلفة رواية «أحضان مالحة» بأن كتابة الرواية عمل شاق ويتطلّب الكثير من التركيز والوقت والخيال، لكنه ممتع إلى أقصى حد وتضيف: «أزعم بأن الكاتب يعيش أثناء الكتابة تجربة شفاء ذاتية، لأنه يراجع مفاهيمه الخاصة عن الحياة والحب والعلاقة مع الآخر من خلال أبطاله الذين يفرضون مصائرهم عليه».
وترفض ريمة أن تكون هناك معايير أو ضوابط معينة أثناء الكتابة. فالكاتب برأيها يحب أن يعتقد أنه حر وطليق حين يكتب، ولكنها ترى مع ذلك أن الرقابة موجودة وترخي بظلالها على كل ما ينشر في الدول العربية وتجعل الكاتب الذي يريد أن ترى أعماله النور يلتزم سقفاً محدداً لا يتجاوزه.
وتعتبر أن ما ينقله الإعلام عن ضعف إقبال المواطن العربي على القراءة غير دقيق ومجحف ويستند إلى مبيعات معارض الكتب والمكتبات ويتجاهل تأثير الأوضاع الاقتصادية في معظم البلدان العربية على القارئ الذي بات يبحث عن وسائل أخرى للحصول على الإصدارات مثل الكتب المقرصنة التي تُباع على الأرصفة والاستعارة من مكتبات المراكز الثقافية والجامعات والمدراس علاوة على الكتب الإلكترونية.