حكومة بولسونارو تتولى مهامها في البرازيل

بدأت ولاية الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو فعلياً أمس، مع العلم أن معظم وزراء حكومته الأولى لا يملكون تجارب حكم وهم مدعوون الى إجراء تغييرات جذرية في البلاد.

ويفترض أن تباشر هذه الحكومة العمل سريعاً لإحداث تغيير يبدو قاسياً في أكبر قوة أميركية لاتينية، على المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية.

والمعروف عن الرئيس البرازيلي الجديد اتجاهاته اليمينية القومية المتطرفة، وتأكيده عزمه على إحداث قطيعة كاملة مع أنماط الحكم السابقة.

وقال أونيكس لورنزوني وزير البيت المدني – منصب بين رئيس وزراء ومدير مكتب الرئيس – في بداية مراسم الاحتفال في برازيليا إن «جاير بولسونارو دعاه الله واختاره الشعب البرازيلي الذي كان يعيش في الخوف».

وتولت الحكومة التي تضم 22 وزيراً مهامها أمس، وخصوصاً الشخصيات المهمة منها. وهي تضم سبعة عسكريين متقاعدين وسيدتين فقط وليس فيها أي أسود.

ومن أهم الوزراء في الحكومة الليبرالي باولو غويدس الذي يتولى حقيبة الاقتصاد بصلاحيات واسعة جداً وارنستو اراوجو الخارجية والقاضي السابق لمكافحة الفساد سيرجيو مورو رمز التحقيق في فضيحة «الغسل السريع» الذي أصبح وزيراً للعدل.

وفي خطابي التنصيب اللذين ألقاهما في برازيليا أول أمس، الأول أمام الكونغرس والثاني أمام أنصاره، أعلن بولسونارو من دون أن يثير مفاجأة حملة ضد الفساد والعنف وأيديولوجيا اليسار، وأكد مجدداً على القيم «اليهودية المسيحية».

وعلى أساس هذا البرنامج صوت لبولسونارو الضابط السابق في الجيش البرازيلي 55 بالمئة من الناخبين، بينما يرى 75 بالمئة من البرازيليين أن الإجراءات التي أعلن عنها حتى الآن «تسير في الاتجاه الصحيح».

لكن تياغو فيدال المحلل في المجموعة الاستشارية «بروسبيكتيفا» قال لوكالة «إن بولسونارو تحدث أول أمس، إلى قاعدته وناخبيه» فقط بدون أن يشير إلى الإصلاحات الاقتصادية، خصوصا قضية تعديل نظام التقاعد الشائكة التي تطالب بها الأسواق الداعمة له.

والرأي نفسه عبر عنه كريستيان كلين كاتب الافتتاحية في الصحيفة الاقتصادية «فالور» الذي قال إنه «كان سيكون من الصعب» ان تكون تصريحات بولسونارو حول الاقتصاد «أكثر غموضاً».

فور توليه مهامه، أصدر بولسونارو مساء أول أمس، مرسوماً ينص على زيادة الحد الأدنى للأجور الشهرية إلى 998 ريال 225 يورو بدون أن يصل إلى عتبة الألف ريال، التزاما بسياسة التقشف المعلنة لدولة مدعوة إلى شد الأحزمة.

والإجراء الآخر الذي أقر أول أمس، وقد يؤدي إلى جدل واسع يتعلق بمسألة رسم حدود أراضي السكان الأصليين التي يعتبر جاير بولسونارو أن «مساحتها مفرطة». وقد نص قراره على وضعها تحت وصاية وزارة الزراعة التي تتولاها ممثلة عن مجموعة الضغط القوية لتجارة الصناعات الغذائية تيريزا كريستينا دي كوستا.

ومن المقرر أن يعقد بولسونارو ووزير خارجيته لقاءين مهمين مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

ويدفع إعجاب الرئيس البرازيلي بنظيره الأميركي دونالد ترامب، إلى تقليده في بعض الأحيان، سواء في توجهاته السياسية أو في أسلوبه. ويفترض أن يتوجه بولسونارو إلى الولايات المتحدة في الأشهر الأولى من ولايته.

وتلقى بولسونارو تغريدة تهنئة من ترامب على «حفل تنصيبه الرائع».

وجرت مراسم أول أمس، بحضور رؤساء عشر دول ونحو 110 آلاف برازيلي، بدون حوادث أو مفاجآت باستثناء خطاب السيدة الأولى ميشال بولسونارو الذي جاء حتى قبل خطاب زوجها، بلغة الإشارات.

وقال كريستيان كلين إن خطابي بولسونارو لم يتضمنا كلمات مثل «عدم المساواة» أو «التنمية» التقليديتين في هذه الظروف، بل تحدث بإفراط عن «القيود الايديولوجية».

وسيعقد «مجلس حكومي» كل ثلاثاء بحضور بولسونارو ونائبه الجنرال المتقاعد هاملتون موراو. وسيخضع التواصل الرسمي للمراقبة بعد الهفوات العديدة خلال الفترة الانتقالية التي اضطرت بولسونارو لإعادة اختيار وزراء حكومته.

وفرضت مدونة سلوك صارمة لتجنب أي محسوبية بينما أضر الفساد بمصداقية الحكومات البرازيلية السابقة، اليمينية واليسارية على حد سواء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى