إبراهيم الشيخو: لستُ فناناً تشكيلياً لكني أنسج رؤيتي بخيطان التطريز
حاورته ـ عبير حمدان
يؤكّد الفنان السوري إبراهيم الشيخو أنه ليس فناناً تشكيلياً ولا تربطه أي صلة بالريشة والألوان، لكنه يقدم رؤيته من خلال لوحات مشغولة بخيط التطريز وبشكل متقن ولافت.
يعتبر الشيخو أن الفنّ عالم شاسع لا يقتصر على المزيج اللوني، حيث إن شخصاً قادراً على الابتكار يمكنه أن يكون فناناً ويضيف شيئاً جديداً إلى مجتمعه، جازماً أن تجربته رائدة في هذا المجال.
شارك الشيخو في أكثر من معرض وآخرها كان ضمن زاوية تشكيليّة على هامش معرض بيروت الدولي للكتاب، وهو الآتي من مدينة حلب إلى بيروت ولديه ثقة بأنه سيعود إلى مدينته التي عبر عنها بلوحة حملت عنوان «وبقيت على كبريائها تقاوم».
«البناء» التقت الفنان السوري إبراهيم الشيخو الذي تحدث عن الخيط الأول الذي سيمتد إلى أبعد ما يمكن، حسب تعبيره.
بين الرسم والتطريز تختلف التقنية وعن هذا الفرق يقول الشيخو: «في البداية أحب أن أؤكد أني لست فناناً تشكيلياً، وما أقوم به هو تطريز، بمعنى أني أدخل شيئاً جديداً إلى الفن وهو تقنية التطريز. ومن خلال ذلك أسعى إلى إيصال فكرة معينة للناس، وهذا الفن ليس لديه مدارس. ولم يقدّم أي أحد هذا النوع من الفن، حسب معلوماتي ومتابعتي لمختلف المعارض».
يركّز الشيخو على «البورتريه» مما يجعل العمل أكثر صعوبة لكونه عبارة عن نسيج وليس ريشة وألواناً، وعن ذلك يقول: «أعتمد اللون الواحد ولكن بشكل متدرج كي تظهر كل التفاصيل وبدقة متناهية، والتعامل مع الخيط ليس بالأمر السهل، والبورتريه من أصعب أنواع التطريز وأي خطأ في نسجه يظهر وبشكل واضح خاصة أن لكل خيط سماكة معينة واتجاهاً محدداً. وقد يستغرق العمل وقتاً طويلاً لتظهر التفاصيل، يمكن أن تضم اللوحة أكثر من لون ولكن بالنسبة لي اللون الواحد هو الذي يُظهر الإبداع».
ولا يخشى الشيخو من التكرار في عالم فني شاسع، فيقول: «لديّ استعداد كامل لتنفيذ أي فكرة لافتة، وهي مغامرة حقيقية ولعل الاختلاف الذي أقدّمه في المعارض التي أشارك فيها لافت بعض الشيء. وهذا أمر لمسته من خلال تفاعل الكثير من كبار الفنانين مع ما أقدمه».
وعن البداية يقول الشيخو: «أول تجربة لي كانت بروتريه «أم كلثوم» شاركت فيها في معرض أقيم تحية لذكراها في «الأونيسكو»، ولا أخفيك أن الخوف تملكني لكونها الخطوة الاولى لي في هذا المجال، ولكن شجّعني الفنان السوري محمد صفوت، وهو مختصّ في مجال رسم البورتريه، الذي أخذت بنصائحه وكانت النتيجة مرضية، كما أني أضفت إلى كلمات من أغنياتها، ولاحقاً شاركت في أكثر من معرض».
لا ينفي الشيخو مدى تأثير الأزمة السورية على خياراته وعن ذلك يقول: «ربما لم أترك الشام بسبب الأزمة، حيث إني هنا قبيل ذلك، ولكن ما حصل ويحصل في سورية أثر على خيارات كل مواطن سوري، ومن ينظر إليها وهو خارجها يتعرض أكثر للأذى النفسي، ومن بقي في الداخل تعايش مع الواقع. وبالطبع هو عانى أكثر منّا وبشكل مباشر، ولكن يبقى الأمل هو المقياس، ولدي أمل بكل الناس الموجودين في قلب سورية. من جهتي لا أفكر بتطريز الدمار أبداً بل أتمسك بفسحة الأمل والكبرياء وهذا ما ترجمته من خلال لوحتي «وبقيت على كبريائها تقاوم» التي عبرت بها عن مدينة حلب، ولكن هي مقولة تنسحب على بلاد الشام كلّها، من وجهة نظري».
أما عن دور الإعلام في خدمة هذا الأمل الذي يجسّده الفنّ، فيقول: «الحرب الإعلامية واقع وليست مجرد نظريات، ولكن علينا إيجاد الجانب المضيء من هذا العالم، ومن جهتي وجدت هذا الجانب في العديد من المنابر الإعلامية التي تدعم رسالتي ورؤيتي».
وفي ما يتصل بدور وسائل التواصل في الترويج للفنّ الجيد، يقول الشيخو: «وسائل التواصل لها إيجابياتها في هذا الإطار، ولو أنها في مكان ما تساهم في الترويج للجميع من دون أي استثناء أو غربلة، لكن الزمن كفيل بإظهار الأفضل، حيث إن المتلقي ليس غبياً».
ويختم الشيخو بالتأكيد على أهمية الموهبة دون أن يُسقط الدراسة من حساباته: «باختصار أي عمل يُبدع فيه الإنسان هو فنّ، والموهبة ضرورية على أن تترافق مع الدراسة للتعرّف على التقنيات والقواعد، وبالنسبة لي ما أقدّمه ليس له أي هدف تجاري، وطموحي أن يكون لديّ معرض منفرد قريباً».