اختتام فعاليات «مهرجان الثقافة» في حلب بتسليط الضوء على رموزها الفكرية
قصي رزوق
دور حلب الريادي في النهضة العربية الحديثة عنوان الندوة التي أقيمت في ختام فعاليات «مهرجان الثقافة»… مهرجان الحياة، الذي استضافته مدينة حلب احتفالاً بالذكرى الثانية لدحر الإرهاب عن ربوعها.
المهرجان الذي ينظّمه اتحاد الكتاب العرب بمقرّ فرعه في حلب بعد إعادة تأهيله من الدمار الذي حل به جراء الاعتداءات الإرهابية تضمّن أربع جلسات شارك بها الأدباء والشعراء من كل أنحاء البلاد قدّموا خلالها قصصاً قصيرة ومقتطفات شعرية تناولت مكانة الشهباء الأدبية والثقافية والشعرية أيام بلاط سيف الدولة والمتنبي وحتى عصرنا الحالي ومقاومة المفكّرين والأدباء للفكر الإرهابي الظلامي فترة الحرب والحصار، وصولاً لانتصارها بفضل صمود أبنائها والتفافهم حول أبطال الجيش العربي السوري الذي سطر ملاحم البطولة وحقق النصر.
وذكر الأديب الأرقم الزعبي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب أنه قدم ورقة أسماها رقصة السماح، طوفان حول حلب وقلعتها، منوّهاً بأن هذه الرقصة تتطلب إذن صاحب البيت القيام بها. مبيناً أنه استعرض أيضاً لمحات من تاريخ حلب وأدبائها والحركة الثقافية فيها وصحفها الأولى ودخول أول مطبعة لها إضافة للحركة التنويرية التي كان لحلب فيها الدور الكبير.
الشاعرة ياسمين درويش شاركت بمهرجان القصة القصيرة بقصة عنوانها «مأساة اللجوء» وخاطرة عن مدى تعلقها بالوطن الأم والإيمان العميق بانتصاره، لافتة إلى أن المهرجان بحدّ ذاته هو تكريم لمدينة حلب نظراً لمشاركة أسماء كبيرة وقامات أدبية.
الدكتور أكرم الشلي رئيس جمعية الأبحاث والدراسات في اتحاد الكتاب، أشار إلى أن مساهمته تجلت بورقة اسمها ألوان من تاريخ بني حمدان تحدّث فيها عن تاريخ مدينة حلب ودورها التاريخي في النهضة الأدبية والسورية وما قام به الحمدانيون من حماية للثغور السورية ودورهم في إغناء المكتبة العربية بالعلوم والآداب والطب والهندسة.
بدوره الكاتب محمد إبراهيم العبدالله شارك بورقة عن الكاتبة والمحققة المجمعية سكينة الشهابي التي كانت تعمل في مجمع اللغة العربية بالكتابة والتحقيق وهي من مواليد مدينة الباب عام 1933، وتوفيت عام 2006 وحققت اكثر من ثلاثين جزءاً من كتاب تاريخ إبن عساكر لمدينة دمشق، كما كتبت أبحاثاً كثيرة وحققت الكثير من الكتب في مجمع اللغة العربية وأهدت المركز الثقافي العربي في الباب مكتبتها المكوّنة من 1500 كتاب، لكن التنظيمات الإرهابية أحرقتها.
الشاعرة رولا عبد الحميد بينت أن المهرجان خطوة رائدة لأنه تعبير عن عودة الحياة إلى حلب لكونها رمزاً للثقافة والأدب والمعرفة وعبرت عن فخرها بعودة مقر اتحاد الكتاب للعمل، لأنه رمز من رموز التواصل الثقافي في سورية وشاركت بقصيدة بعنوان الشهيد تغنت فيها بالشهادة والتضحية لمن دافعوا عن الوطن بدمائهم.
الدكتور علي دياب عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب تحدث عن خير الدين الأسدي وموسوعته حلب وعن سامي الكيالي أحد أعلام المدينة وصاحب مجلة الحديث، موضحاً أن جميع الأوراق المقدَّمة سيتم جمعها ونشرها في دوريات الاتحاد إضافة لمقترحات المشاركين.