المخيمات وراءنا
حسين حمّود
إثر أحداث عرسال وبعدها طرابلس، توجهت الأنظار بقلق إلى المخيمات الفلسطينية، وتحديداً مخيم عين الحلوة، خشية تحوّلها إلى ملاذ آمن للإرهابيين وقاعدة تفجير جديدة ضمن مخططهم الرامي إلى إحداث فتنة متنقلة من منطقة إلى أخرى.
لكن هذه المخاوف لم تكن إلا تكهّنات ليست لها أرضية صلبة، بتأكيد مصادر أمنية لبنانية وفلسطينية على حدّ سواء. فقد أكد مرجع أمني لبناني رفيع لـ«البناء» أنّ الوضع في مخيم عين الحلوة جيد جداً ولا أساس لكل المخاوف من لجوء الإرهابيين إليه بفضل الإجراءات الأمنية المشددة للجيش كما للقوى الفلسطينية، على مداخل المخيم للحؤول دون هذا الأمر، مضيفاً إلى هذا الإجراءات الوعي الفلسطيني الذي يركز على أن البوصلة هي فلسطين دون سواها خصوصاً في ظل الاعتداءات «الإسرائيلية» التي تشهدها راهناً القدس المحتلة والمسجد الأقصى. واختصر المرجع الصورة بالقول: «المخيمات أصبحت وراءنا».
وتقاطع كلام المرجع مع تأكيد قائد «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي ابو عرب الذي وصف الوضع في مخيم عين الحلوة بـ«الممتاز» رغم الأحداث التي أجريت في عرسال وطرابلس.
وأكد ابو عرب لـ«البناء» ان اللجنة الأمنية العليا في المخيم وقوى التحالف الفلسطيني وسائر الفصائل والتنظيمات الإسلامية يتابعون الأوضاع في المخيم بدقة شديدة، مشيراً إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على مداخل المخيم وفي داخله لمنع تسلل أي مسلح إليه.
ولفت إلى انه خلال اجتماع اللجنة العليا ولجنة المتابعة الفلسطينيتين أمس، جرى التشديد «على المحافظة على الأمن والاستقرار في عين الحلوة بعد عرض كل الأمور من جوانبها كافة».
وفيما أشار إلى أن الأحداث الفردية التي تحصل في المخيم لن تؤثر في الوضع العام فيه إذ تجري معالجتها وتطويق ذيولها بسرعة، أوضح أن الاعتقالات التي أجريت في صيدا أخيراً لفلسطينيين متورّطين في قضايا إرهابية لن تجرّ المخيم إلى أتون التفجير إطلاقاً.