إيلي الفرزلي: الفنّ والأدب صورتا لبنان المتفوّق على نظام مرتبط بالدولار

عبير حمدان

تغلّبت اللغة على الطقس العاصف ولم تقف السيول التي اجتاحت معظم الطرقات حائلاً أمام من يبحث عن فسحة من الجمال على هيئة قصيدة. بدعوة من الحركة الثقافية وجمعية بيت الشعر و»دار المؤلّف» وبرعاية وحضور نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي وقعت الإعلامية الدكتورة عبير شرارة ديوانها الجديد «فلفل ـسود» في كافيه معتوق في المجمع التجاري «ABC» بفردان.

تقدّم الحضور الوزارء غازي زعيتر وغازي العريضي والنواب محمد خواجه، أيوب حميد، علي بزي، قاسم هاشم، ورئيس الحركة الثقافية بلال شرارة وحشد من الشخصيات السياسية والإعلامية ومهتمون. قدّم الحفل الفنان والشاعر سليم علاء الدين.

بداية، تحدث الفرزلي مشيداً بالأديبة شرارة ومما قاله: «في ظلّ الأوضاع التي نعيش حيث تغلّب نظام القيم المرتبط بالدولار على كل ما هو جميل تأتي الكلمة الراقية لهذه الأديبة التي ورثت هذا الفنّ والأدب كابر عن كابر عن أبيها الأستاذ بلال شرارة الذي خبرناه في المجلس النيابي، وإذا بها تطلّ علينا اليوم بهذا الكتاب الذي سنتمعّن به جميعنا، ونشكرها على هذا الإنجاز الذي نأمل من خلاله أن يبقى الأدب والفنّ والشعر حاضراً رغم كل شيء، وستبقى هذه الصورة المميزة في لبنان».

بدورها، شكرت شرارة للفرزلي والحركة وجمعية بيت الشعر ودار المؤلف رعايتهم الاحتفال، وأعربت عن سرورها بكل الأصدقاء «الذين حضروا رغم العاصفة نورما» وهي التي كتبت على وسائل التواصل قبيل الحفل «كل واحدة فينا مرشحة تكون عاصفة وليس فقط نورما.. ورغم العواصف سأوقع كتابي اليوم وأتمنى حضوركم». وبالفعل كانت لغتها هي الأقوى من العاصفة وشاركها الحضور قطع قالب الحلوى الذي حمل صورة غلاف الديوان.

على هامش التوقيع سألت «البناء» الشاعر بلال شرارة عن رأيه كقارئ وناقد، ليجيب: «هذا الإصدار هو الثاني لعبير، ومن جهتي أرى أن هذا الجيل لديه لغته الخاصة وأسلوبه المختلف، ولو كان خارج الإطار الكلاسيكي، لكنه يقدّم رؤيته ويترجمها نصاً جميلاً وعلينا احترام خصوصيته ولغته وإيقاعه، وابنتي كأي فرد من جيلها تعيش حياتها في كل تناقضاتها سواء الجانب الجيد أو الجانب السيئ وعلينا أن نصغي جيداً إلى هذه التناقضات. من جهتي أحاول أن أفهمها وأقرأها وفي النهاية لكل شخص تجربته والأجيال تختلف عن بعضها البعض. وأنا لا أكتفي بالقراءة بل قد أكون ناقداً وقد تصغي إليّ في مكان ما وقد لا تصغي أحياناً».

من ناحيته أشار النائب قاسم هاشم إلى الأمل المتمثل بالكلمة الجميلة، وقال: «طالما هناك كلمة جميلة وحرف ينبض بكل ما هو راقٍ يبقى هناك أمل، ونحن دائماً نقول إن لغة الضاد هي أم اللغات وهي لغة الجمال والعشق والوطن ولغة الحياة، وهذه اللغة هي التي تحافظ على الثقافة والحضارة، واليوم مع «فلفل أسود» للدكتورة الشاعرة عبير شرارة ندرك أن اللغة بألف خير، حيث تمكّنت من جمعنا رغم الطقس العاصف، ولولا الفلفل لما كانت هناك نكهة مضافة للحياة».

تجدر الإشارة إلى أن إصدار شرارة يحمل الكثير من القصائد التي تضم صوراً إنسانية ويتكون من ثلاثة أبواب هي: «دنيا مكسورة» و»لون الغياب» و»فلفل أسود»، أما لوحة الغلاف فهي للفنان التشكيلي حسن جوني والكتاب صادر عن دار المؤلف ويقع في 143 صفحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى