الجيش اللبناني يجبر العدو على وقف الأشغال قبالة عديسة
عديسة – رانيا العشي
استأنف العدو «الإسرائيلي» أمس، أعمال الحفر وتركيب بلوكات إسمنتية بارتفاع قارب الستة أمتار، في محاذاة السياج التقني في خلة المحافر إلى الغرب من مستعمرة مسكفعام، عند الطرف الشرقي لبلدة عديسة في قضاء مرجعيون، وإلى الشمال من حرج السرو المحافر وصولاً إلى التلة المشرفة على عديسة، بعد مباشرة العدو، أول من أمس، أعمال حفريات وتسوية لطريق محاذ للسياج التقني تمهيداً لوضع البلوكات الإسمنتية، ضمن نقاط التحفظ في المنطقة المتنازع عليها.
واستدعى هذا الأمر تدخل ارتباط قوات «يونيفيل»، إثر رفض الجيش اللبناني الأشغال في تلك المنطقة التي تعتبر لبنانية، وسيّرت دورياتها في المنطقة ورفع عناصرها علم الأمم المتحدة عند الساتر الترابي بالتزامن مع حضور ضباط ارتباط «يونيفيل» في الجانب المحتل، وإلى حصول انتشار للجيش في الجانب اللبناني، وهو في حال الجهوزية تحسباً لأي تطورٍ أمني، بعدما نشر العدو عدداً من جنوده في الجهة المقابلة، وتمركز دبابة «ميركافا» خلف ساترٍ ترابي، صوبت فوهة مدفعها باتجاه الجيش في الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى قيام فريق من وحدة الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني بإجراء مسح جغرافي بواسطة أجهزة الـGPS، وتحديد نقاط الحدود في المحلة حيث الأشغال التي يقوم بها العدو «الإسرائيلي».
ومع تقدم أشغال العدو لتركيب البلوكات في المنطقة المتنازع عليها، سُجل استنفار للجيش الذي طلب من ارتباط «يونيفيل» وقف أشغال العدو في تلك المنطقة كلياً وسحب دبابة الميركافا وللحال توقفت الأشغال ورضخ العدو لطلب الجيش وانسحبت الدبابة إلى أحد مواقعها الخلفية وعادت الأمور على جانبي الحدود إلى طبيعتها .
وفي سياق متصل، عُقِد الاجتماع العسكري الثلاثي الدوري في موقع للأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة، برعاية وحضور ديل كول وتركزت المناقشات على موضوع الأنفاق المزعومة والأعمال الهندسية الجارية بالقرب من الخط الأزرق.
وأوضحت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، في بيان، أنّ الجانب اللبناني برئاسة منسّق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن الطيار أمين فرحات أكد التزام لبنان بالقرار 1701 وجميع مندرجاته، ومواصلة التعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني ويونيفل، وتكثيف النشاطات العملانية المشتركة.
ودان استمرار خروقات جيش العدو «الإسرائيلي» البرية والبحرية الجوية، التي تنتهك الخط الأزرق والقرار 1701 والسيادة اللبنانية، وتهدّد باستئناف الأعمال العدائية. كما أكد ضرورة الانسحاب الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر.
كذلك أشار إلى موضوع التنصت والتشويش على شبكة الاتصالات اللبنانية، مطالباً بالتوقف الفوري عن إرسال رسائل التهديد إلى هواتف المواطنين اللبنانيين من قبل العدو «الإسرائيلي»، في سياق تدمير الأنفاق. وأثار مسألة تنفيذ أعمال هندسية في مستوطنة مسكفعام، دون إبلاغ قوات الأمم المتحدة، مشدّداً على خطورة هذا الموضوع، لا سيما أنه يقع في البقعة المتحفظ عليها. وطالب بمعلومات دقيقة ومفصّلة عن الأعمال، وبوقفها فوراً منعاً لأي تصعيد واحتراماً للسيادة اللبنانية.