التظاهرات والاعتصامات تعمّ المناطق وسط الأمطار والعواصف من أجل الإنقاذ ومحاربة الفساد وتحقيق المطالب الحياتية
عمّت التظاهرات العديد من المناطق اللبنانية أمس، بدعوة من الحراك المدني والحزب الشيوعي اللبناني والتنظيم الشعبي الناصري احتجاجاً على الأوضاع المعيشية ومن أجل الإنقاذ من الانهيار ومحاربة الفساد.
ورغم الطقس الماطر والعاصف، نُفذت اعتصامات في صيدا، زحلة، عاليه، الذوق، النبطية، عكار، اللبوة – بعلبك، الشوف وطرابلس.
وفي هذا الإطار شهدت منطقة ذوق مصبح تجمعاً حاشداً أمام شركة الكهرباء للمطالبة بالحقوق الإنسانية والطبية.
وخلال التظاهرة، ألقى ممثل عن الحراك المدني كلمة أشار فيها إلى أنّ «هذا الحراك هو للضغط على السلطة الحاكمة، وقد اخترنا التحرك امام معمل الذوق لأنه جزء من الفساد».
وهتف المتظاهرون انّ «هذا النظام لن يدوم». وأعلنوا انّ «التحرك مستمرّ على ان نلتقي في 20 من الشهر الحالي في الشارع».
صيدا
وفي صيدا انطلقت ظهر أمس التظاهرة المطلبية المعيشية، تحت عنوان «صيدا إلى الشارع من أجل الإنقاذ»، من أمام مصرف لبنان جابت شارع دلاّعة وشارع ناتاشا سعد وصولاً الى ساحة النجمة، يتقدّمها الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد وقيادات حزبية، وسط هتافات المتظاهرين التي تدعو إلى النزول الى الشارع من أجل التغيير وإنقاذ البلد.
وكانت كلمة لسعد في ساحة النجمة، جاء فيها «من صيدا المنهكة والمرهقة بملفاتها الثقيلة، من كساد في أسواقها وتعثر في حرفها ومهنها وإقفال لمؤسساتها، إلى شبابها المتعطّل عن العمل، وطرقاتها المتكرّر حفرها دون تخطيط، من مياه الصرف الصحي التي تسمّم بحرها ومعملها التعيس وفائض نفاياته التي تسمّم هواءها ومياهها الجوفية، إلى أزمات الكهرباء والمياه والصحة، واللائحة تطول، من صيدا إلى المنتفضين في زحلة وعاليه وجونية والنبطية وعكار واللبوة والشوف وطرابلس، ألف تحية وتحية».
وإذ أعلن «أننا الحركة الشعبية الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب والمناطق والأحزاب»، أوضح «أننا نريد الدولة العادلة لا دولة المزارع والتحاصص والسرقة والفساد، نريد دولة حقوق الناس، كلّ الناس في الصحة والتعليم والضمانات الاجتماعية وفرص العمل والمسكن والخدمات والإدارة الشفافة، لا دولة القهر والذلّ وامتهان كرامة الناس، نريد دولة الإنتاج والسواعد الكادحة والعقول المبدعة، لا دولة السماسرة والمحاسيب والأزلام، نريد دولة لشعب لبنان، لا دولة الدول شتى، نريد دولة قادرة، منيعة، قوية، مستقرة، لا دولة تتلاعب بأقدارها أهواء السياسيين وأطماعهم وتبعياتهم الخارجية المتعددة، نريد دولة الكفاءة والنزاهة والإنصاف لا دولة الواسطة والتمييز الطائفي والمذهبي، نريد دولة القانون لا دولة انتهاك القانون، نريد الدولة المدنية الحديثة، لا دولة التسلط والجمود والعجز».
ولفت إلى «أننا في الشارع لأنّ السلطة أقفلت أبواب الحوار وأقفلت معها أبواب الحلول لأزمات البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، مشدّداً على «أنّ الأمل كبير بالشباب بإبداعه، بأفكاره الجديدة، الأمل كبير بدولة وطنية، قوية، منيعة، عادلة، ديمقراطية وحديثة». وختم «إلى اللقاء في محطات نضالية مقبلة، متواصلة ومتصاعدة، إلى اللقاء في بيروت الأحد المقبل».
الشوف
ونظّم الحزب الشيوعي اللبناني – فرع الشوف وبعض المنظمات الشبابية اعتصاماً أمام شركة الكهرباء في مزبود، رافعين شعارات ولافتات رافضة للواقع المأزوم، في ظلّ عناوين «إلى الشارع للإنقاذ في مواجهة سياسة الانهيار»، بمشاركة الأمين العام السابق للحزب خالد حدادة، وسط تواجد كثيف للقوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي.
وألقى علي دمج كلمة «شباب من أجل برجا أفضل»، فأكد أنّ «التحرك اليوم هو لإنقاذ ما تبقى من هذا الوطن من خطر الانهيار نتيجة السياسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية للحكومات المتعاقبة، ونتيجة الصراعات حول تقاسم المكاسب والمغانم بين قوى النظام الطائفي الفاسد الفاشل»، مشدّداً «على انّ الإقليم يعاني كما سائر المناطق اللبنانية من أزمات مستعصية للبنى التحتية والطرقات والكهرباء والماء والطبابة».
ثم ألقى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي محمود دمج كلمة قال فيها «نلتقي اليوم في الشوف كمحطة من محطات الحراك الشعبي في كل المناطق اللبنانية، من أجل إبراز الهوية الوطنية ورفض الانقسامات الطائفية والمذهبية، ولإسقاط النمط الاقتصادي الريعي وشق الطريق نحو التغيير باتجاه بناء الدولة العلمانية الديمقراطية، ولنؤكد مواجهة أركان النظام السياسي الطائفي المسبّب الأساسي للوضع الذي وصلنا إليه».
وختم «ليكن هذا اليوم يوماً وطنياً للغضب الشعبي وللانتفاضة على أطراف سلطة الفساد، يوماً لمحاكمتهم ومحاسبتهم، يوماً للكرامة الوطنية».
بعدها انتقل المعتصمون الى صيدا للانضمام الى الاعتصام المركزي.
البقاع
وفي البقاع نفذت الهيئات الحزبية وهيئات المجتمع المدني اعتصاماً أمام شركة الكهرباء في ساحة اللبوة، رُفعت خلاله لافتات تدعو للمواجهة من خلال الشارع وإلى تعزيز التعليم الرسمي والقطاع الزراعي ولإقرار قانون مدني للأحوال الشخصية والخروج من متاريس الطوائف ومواجهة صندوق النقد الدولي.
وأقيمت وقفة احتجاجية على الواقع الاقتصادي المتردّي أمام سراي زحلة، ورفع المحتجّون شعارات عن الوضع الاقتصادي المرير، داعين إلى «الثورة على الدولة وأزلام السلطة».
الشمال
ونفّذ عدد من الناشطين في اللقاء الوطني للأحزاب والقوى الديمقراطية والنقابية في الشمال، اعتصاماً أمام مبنى الضمان الاجتماعي القديم على بولفار فؤاد شهاب في طرابلس، بعنوان «للإنقاذ في مواجهة سياسة الإنهيار»، ورُفعت اللافتات التي كتب عليها «لا لدولة الفساد نعم للدولة المدنية الديمقراطية العادلة».
وألقيت كلمات أكدت أحقية المطالب ودعت كلّ القوى النقابية والسياسية والشعبية «لأخذ دورها والنزول إلى الشارع للتصدي لسياسات السلطة ومقررات «سيدر» الخطيرة والهادفة الى فرض المزيد من الضرائب على الفقراء»، كما دعت للنزول إلى الشارع في 20 الحالي «ليكون صوتنا مدوياً».
كذلك، أقيم اعتصام في ساحة حلبا بعنوان «عكّار إلى الشارع في مواجهة سياسة الإفقار والحرمان»، شارك فيه عدد من الفاعليات والأهالي.