ستنتصرين
جهاد الحنفي
ستنتصرينْ
فلسطينُ حتماً ستنتصرينْ
تقولُ لدبابةٍ طفلةٌ
قد تمرِّين فوقَ ضلوعي
وقد تعبثينَ بحلمِ شموعي
ولكنَّني
سأظلُّ بأرضِ الحنينْ
غناءً يعانقُ جمرَ الأنينْ
وجرحاً يعاندُ جلاَّدَه هادراً
ستنتصرينْ
فلسطينُ حتماً ستنتصرينْ
ولدتُ على حَجَرٍ أبيضٍ
جدَّتي غيمةٌ
لم تفارقْ سماءَ بلادي
ولم يقتلِ الليلُ شهوتَها للترابِ
تحوكُ الفضاءَ شتاءً
وتهدي أحبَّتَها الحالمينَ معاطفَ وردٍ
وما زال يغمرُني ذلك المعطفُ الأزليُّ
أُباهي به الكونَ
تكبُرُ في َّ الحياةُ
وأبقى أنا طفلةً على حجرِ أبيضٍ
أنادي على جدَّتي
جدَّتي
لم أزلْ طفلةً فتقولُ…
غدا ً تكبرين ْ
غداً تغزلينَ ضفائِرَك الشُّقرَ
مشنقةَ الغاصبينْ
غدا ً تصرخينَ بوجهِ الظَّلامِ اللَّعينْ
ستنتصرينْ
فلسطينُ حتماً ستنتصرينْ
على جبلٍ
كان كنعانُ يرسمُ قمةَ أبنائِه بيديْه
يعلِّمُهم كيف تُبنى الحياةُ صُعوداً
وكيف تكونُ السماءُ
ظلالَ مسافاتِهم
على جبلٍ
لقـــــَّــــــنَ الريحَ والمستحيلَ
حروفَ الحكاية
وأهدى ملامِحَها
المدى والبداية
وقال لأبنائه
قد تركتُ لكم قمةً أسمُها وطنٌ
فاحرسوا مجدَها وتألُّقَها
وأرفعوا من دماكم بيارقــــَـــــها والجبينْ
وقولوا لها
ستنتصرينْ
فلسطينُ حتماً ستنتصرينْ