الخنوع في مواجهة عدوانيّة «إسرائيل» والإعلام المشبوه لبنانياً!
جهاد أيوب
ما يقوم به العدو الصهيوني في منطقة عديسة – جنوب لبنان – من ضمّ للأراضي اللبنانية هو كسب ما أمكن رغم هزيمة مشروع محوره، وفرض استفراده للبنان من خلال احتلال كلّ ما كان قد اتفق عليه بقرار أممي رقم 1701، وامتحان الردع اللبناني عند الدولة إذا وجد، واستخفافها بقرار الدولة اللبنانية التي لا زالت تتعامل معها بطريقة خجولة تعتمد على الصوت دون التحرك العاجل الحازم دبلوماسياً وفي المنظومة الأممية والدولية، وعلى الأرض!
«إسرائيل» تفهم كلياً واقع الوضع اللبناني، وتلعب في مساحته وعلى ساحاته كما تشاء ما دام خطاب العديد من الزعامات السياسية والحزبية المنطوية تحت الهوية اللبنانية تقف ضدّ مواجهتها، وتطالب من يقاومها بتسليم سلاحه لها بحجة الدولة، وتجد دائماً من يدعمها في الداخل الفجور إعلامياً وسياسياً!
كما لا خلاف بين خطاب «إسرائيل» وخطاب بعض زعامات تحمل الهوية اللبنانية، وتتشدّق بالوطنية رغم تاريخها الأسود!
يضاف إلى ذلك بعض الإعلام اللبناني هو بوق للمشروع الصهيوني، أحياناً بحجة الخطاب السعودي وهو «إسرائيلي»، أو تنفيذاً لأجندات خارجية تخدم المشروع الصهيوني، وتوسّلاً للخطاب الأميركي، وهو أيضاً إسرائيلي، ومن يتابع البرامج السياسية في غالبية الفضاء اللبناني يلاحظ أن همّها التطاول على المقاومة، وإبراز الضيوف التُبع لمشروع التطبيع، وعداوتهم واضحة على المقاومة بحجة كرههم لسورية، لا بل وصلت الأمور استضافة شخصيات حمقاء تطالب بالتطبيع مع الصهاينة دون أن يحرك القضاء والعدل اللبناني إشارة القبض على من يصرّح بتصريحات صهيونية كهذه، ويذهب هذا القضاء إلى النيل من مواطن لبناني غرّد على حسابه الخاص، ولم تعجب تغريداته جانب وزير العدل في بلد الحريات الكذبة!
ما يدور في زواريب السياسة اللبنانية وبعض زعاماتها إلى جانب تصرف بعض الإعلام المحلي ليس عبيطاً، وهو في الواقع أصبح التزاماً لطلبات ومواقف خارجية أو إرضاء لسعادة سفير المملكة السعودية!
كما أنّ البعض لم يعد على قياسه لبنان المقاومة، ولا يجد صورته وصور أولاده وأحفاده في هذه المرحلة، ويرغب بعودة البلد إلى أن يكون المدافع عنه هو قائد أوركسترا ليعيّنه في جوقة فرقة الإيقاع!
كل ما هو حول لبنان تغيّر، ومحور المقاومة أيضاً انتصر ولكن زعامات لبنان بمراهناتها على إرضاء الخارج لم تتغيّر، ولبنان لا يزال أسيراً لطموح شهوات بعض زعامات راضية ببيع الوطن وصولاً إلى توريث هذه الخيانة، ومحور المقاومة في لبنان لم يعرف المغامرة في بناء دولة كاملة خارج المحاصصة وإرضاء هذا وذاك!
ولا تزال الدولة اللبنانية تعيش الإحراج في مواجهة الكيان الصهيوني، وتحسب حساب دول الأعراب الواضحة في خياناتها للقضية الفلسطينية، وتراعي خاطر أميركا دون ان توضح لها حق الوطن، ومع ذلك أحياناً تتصرف بعنفوانها ولكن بخجل وتواضع!
ما حصل في بلدة عديسة من الصهاينة قابلته الدولة اللبنانية بخنوع في مواجهة تصرف «إسرائيل»، فقط سياسة الصوت مورست، وبعض الزعامات السياسية في سبات عميق تنتظر الخطاب الحسم، والكلمة الفصل، والتصرف الوطني من نواب ووزراء وشباب المقاومة ورجال الله حتى يعيدوا لنا هويتنا وكرامتنا، وحتى يشنّ بعض الفرقاء في لبنان همجية ألسنتهم على المقاومة، بينما «إسرائيل» في كلّ لحظة تدنّس الأرض اللبنانية، وسماء وبحر لبنان والسنّ هذه الزعامات المنزوية خلف طوائف شلت الوطن ابتلعت ألسنتها، وأيضاً بعض إعلام لبناني المشبوه يعمل على خدمة الخطاب الصهيوني مبرراً فعلتها!
المطلوب هو قرار واضح من المجلس الأعلى للدفاع، وإعلان الاستنفار من قبل كلّ المسؤولين السياسيين في الدولة، والطلب من الإعلام اللبناني الخاص والحكومي أن يوجه خطابه ضدّ أفعال «إسرائيل»، وكشف ما تفعله «إسرائيل» بعيداً عن اهتمامه بنشر الفضائح، وصبّ زيت الخلافات السياسية والطائفية! «إسرائيل» لا تشعر بالأمان لأنّ رجال المقاومة بالمرصاد وليس غيرهم… لكنها تشعر بالارتياح والأمان لأنّ خطاب زعامات سياسية وإعلام لبناني يتحدث عنها، ويتصرف أفضل منها ضدّ المقاومة التي تخيف «إسرائيل»!