بينغ وبولسونارو نجما المنتدى في غياب ترامب وماي وماكرون
سيعقد المنتدى الاقتصادي العالمي للنخبة في دافوس هذه السنة في غياب الرئيسين الأميركي والفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية، وسيخلي غياب كبار المسؤولين «باستثناء أنغيلا ميركل التي بدأت انسحابها السياسي» الساحة للحضور الصيني.
وستكون الصين موضوع مناقشات في دافوس بما أن تباطؤ ثاني اقتصاد في العالم إلى جانب تطلعاتها لغزو الأسواق الدولية ببرنامجها الشهير «طرق الحرير الجديدة» يثير مخاوف، إضافة إلى حربها التجارية مع الولايات المتحدة.
وسيكون الرئيس البرازيلي اليميني القومي جاير بولسونارو نجم المنتدى أيضاً، الذي يريد الترويج لـ»برازيل مختلفة ومتحررة من كل رابط أيديولوجي ومن الفساد المستشري».
ويمكن أن يبدو الرئيس الشعبوي والمشكك في قضايا المناخ، مشاغباً أمام مجموعة تؤمن بالتبادل الحر ويشكّل تبدل المناخ همها الأكبر بما يعنيه من كوارث إنسانية وتبعات اقتصادية كبيرة، كما كشفت دراسة قام بها المنظمون.
وقال رئيس مركز «انترناشيونال كابيتال استراتيجيز» في واشنطن إن «مسيرة بولسونارو لا تجعل منه مؤيداً لمبادئ التعاون عبر الحدود للمنتدى الاقتصادي العالمي».
بالرغم من أنّ الأضواء ستسلط خلال المنتدى على غابات الأمازون في البرازيل، بعد أن أظهرت دراسة نشرها المنتدى هذا الأسبوع «المخاوف من أنماط الطقس القاسية ومخاطر تعطل مجموعة من القطاعات بينها قطاع النقل واللوجستيات».
ويبدأ أسبوع دافوس للتعارف بين الحاضرين الاثنين وسيشهد مجموعة من المناقشات حول قضايا بينها التعليم الجيد في العصر الرقمي، والوحدة المزمنة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون الإضرار بالوظائف.
ويتوقع أن يشارك في المنتدى نحو رؤساء دول أو حكومات 65 دولة بينها ألمانيا و»إسرائيل» وزيمبابوي وغيرها.
وبسبب «الإغلاق» الحكومي، ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي خطف الأضواء في المنتدى العام الماضي، مشاركته في دافوس، حيث سيصل اعتباراً من الإثنين نحو ثلاثة آلاف من السياسيين ومسؤولي الشركات الكبرى.
كما ألغى الخميس رحلة وفد حكومي كبير كان يفترض أن يروّج لبرنامجه «لنعيد إلى أميركا عظمتها».
كما ألغت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في اللحظة الأخيرة مشاركتها لتكرس وقتها لقضية بريكست التي تشكل مصدر قلق كبير لأرباب العمل الذين يتوقع مشاركتهم في المنتدى لأسبوع في الفنادق الفاخرة وقاعات المؤتمرات التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان أحد نجوم العام الماضي، فلن يتوجّه إلى دافوس بسبب برنامج عمله «المثقل».
كان من الصعب تصور حضور ماكرون أمام هذه المجموعة من الثروات الكبرى وأصحاب القرار، بينما تهزّ فرنسا تظاهرات «السترات الصفراء» بمطالبها الاجتماعية.
ومن الذين ستغيّبيون أيضا رئيسة الوزراء النروجية إيرنا سولبرغ التي تواجه إعادة تنظيم لحكومتها.
وقال منظمو «المنتدى الاقتصادي العالمي» الاسم الرسمي للقاء، إنه مع ذلك «سيحضر ممثلو دول تشكل ربع إجمالي الناتج الداخلي العالمي»، مذكرين بأن «أكثر من 900 مشارك أميركي ينتظر حضورهم يمثلون عدداً من أقوى المجموعات في العالم».
وقال كلاوس شفاب 80 عاماً المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى «إن تجمع النخبة يحتاج كذلك إلى التطرق إلى الخاسرين من العولمة وإيجاد طرق لرعاية الذين تركوا في الخلف».
وكانت مسألة «مّن تركوا في الخلف» محور الموجة المناهضة للمؤسسات الحاكمة التي أدت في 2016 إلى قرار الشعب البريطاني الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار، وستسود مشاعر القلق في دافوس حيال احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق بعد رفض البرلمان خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بهذا الشأن.
وصرّح دبلوماسي أوروبي بارز «مع بريكست والحروب التجارية والشعبوية فإن السياسة، وليس الاقتصاد، ستقود مناقشات دافوس هذا العام، خلافاً للسنوات السابقة».