لقاء
بالموت ألقاك
في الطّريقِ للوصولِ إليكَ
صرتُ السّريرَ الشّاغرَ الذي يقبعُ بجانب مرضىً يحتاجونَ لملئه بروحٍ تصغي إلى أنينهم
و لم أصلْ إليكَ !
تابعتُ المسيرَ
في الطّريقِ إليكَ
صرتُ القطرةَ الأخيرةَ من دماءِ ذاك الرّجلِ الذي يودّ أنْ ينزفَها ليتخلّصَ من عذابهِ بعد أنْ اخترقتْ صدرَه رصاصةٌ قاتلةٌ
ولم أصلْ إليكَ !
لم أكترثْ… تابعتُ طريقي
بالرّغم من تجنّبي الدّائمِ للأطفالِ
وعن طريقِ الخطأ… تحوّلتُ إلى دمعةٍ متجمّدةٍ يذرفُها أطفالُ الخيامِ في هذا البردِ القارسِ
ولم
أصلْ إليكَ بعد !
عاهدتُ نفسيَ على الأملِ
فتابعتُ طريقي… إليكَ
بينما ألهثُ من شدّةِ التّعبِ قرّرتُ أنْ أستريحَ قليلاً
فإذ بي أتحوّلُ إلى ظِلٍّ يعانقُ امرأةً تجلسُ وحيدةً في الحديقةِ بعد أنْ نكثَ حبيبُها بوعوده لها
ولم… أصلْ إليكَ !
همَمْتُ بمتابعةِ طريقي فإذ بي أسمعُ أصواتاً
من مقبرةٍ كانت تطِلُّ على الحديقةِ
أصواتاً تنادي طالبةً العونَ
هرعتُ نحوها لنجدتهم
فأُحِلْتُ إلى شواهدَ عديدةٍ لقبورٍ يعيشُ فيها أناسٌ لم يعترفْ أحدٌ بوجودهم في هذا العالم
وفي بيوتهم الجديدة شعروا بحاجةٍ إلى مَن يلوّحُ بيده لهم
ويهبهم أسماءً وأعماراً !
وأيضاً لم أصلْ إليكَ !
هنا
اقتنعتُ بأنّ
الطُّرقَ اِبتُدِعتْ لأنّه لا وصولَ أبداً !
ولأنّه لا لقاءَ في الحياةِ
قرّرتُ أنْ أقضيَ ما تبقّى من العُمرِ ماكثةً في المقابرَ أتجوّلُ ليلاً نهاراً بين القبورِ
علّني بالموتِ
ألقاكَ
ريم رباط