«ميشال شيحا… معو حق»
عمر عبد القادر غندور
بعد اجتماعه بالرئيس المكلف سعد الحريري قال الرئيس نبيه بري: دولة الرئيس المكلف بصدد تكثيف المساعي ويأمل أن ترى الحكومة العتيدة النور خلال أسبوع لا بل أقلّ!
مثل هذا الكلام من شأنه ان يفتح كوة في أزمة التشكيل المعقدة ويُرجح كفة التفاؤل. إلا انّ ذلك لم يُحدث أيّ تأثير، لا بل أيّ اهتمام عند اللبنانيين الغارقين في اليأس والعوز وهم مشدودون هذه الأيام الى التسريبات التي تتحدث عن عجز وزارة المال عن تأمين رواتب الموظفين في الشهر الثاني من هذه السنة!
إذن، ما قاله الرئيس بري هو «حزورة» لا يفكّ طلامسها أحد!
فالرئيس المكلف لا يتعاطى مع المساعي التي تسعى الى توزير واحد من سنة 8 آذار في الحكومة، بل بكيفية توزيع الحقائب بين التيار الوطني الحر وحركة أمل و»اللقاء الديمقراطي»، والاختلاف على من يفوز بوزارة البيئة، وعلى الرئيس المكلف ان يقنع وليد جنبلاط بذلك، وسقطت فكرة تأليف وزارة من 32 وزيراً بحجة فقدان الثلث المعطل، ويؤكد اللقاء التشاوري تسمية واحد من أعضائه الستة او واحد من الأسماء الثلاثة المقترحة منه. وفي الموضوع المالي فإنّ أيّ قانون قد يصدر لتمديد فترة الإنفاق وفق القاعدة الاثني عشرية بعد نهاية الشهر مخالف للدستور ولا مبرّر لتغطية المخالفة بمخالفة أدهى، وغير ذلك كثير. فكيف يمكن وسط هذا التخبّط والتناحر على المناصب ان تولد الحكومة العتيدة في أقلّ من اسبوع؟؟
ربما هو التفاؤل وحده الذي يُضيء الأحلام!
هذه الحالة الدائمة والمتراكمة والمستمرة والمتواصلة والمتدحرجة منذ فجر الاستقلال تذكرنا بميشال شيحا الذي انكبّ لوضع اول دستور للجمهورية اللبنانية عام 1926 بمعاونة لجنة من رجالات الفكر والسياسة. وبعد ان فرغ من وضع مسودة الدستور وقراءتها على مسامع أعضاء اللجنة قال: هذا دستور لبنان المكتوب، اما دستورنا غير المكتوب هو انّ لبنان لا يُحكم بالعدل والقانون بل بالتسويات والتوزيعات والمبادلات وأنصاف الحلول…
هذا الكلام منذ 93 عاماً وماذا تغيّر بعد قرن من الزمان؟ بعد كلام ميشال شيحا؟
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي