دافوس ينتهي بانتصار للتعاون الدولي وإطلاق محادثات جديدة في منظمة التجارة
أطلق وزراء 75 بلداً في منظمة التجارة العالمية بينهم الولايات المتحدة والصين، أمس، في دافوس محادثات لترسيخ قواعد عالمية للتجارة عبر الإنترنت، في انتصار نادر للتعاون الدولي.
وأعلنت مفوّضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالستروم عن المحادثات، على هامش منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، حيث دعا قادة الدول خلال الأسبوع إلى «صدّ الحمائية التي تتبنّاها واشنطن».
وهذا الإعلان الذي أطلقه نصف أعضاء المنظمة البالغ عددهم 164 عضواً، هو انتصار نادر للتعاون الدولي في ظلّ الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وسط تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكرّرة تحت شعار «أميركا أولاً».
وهاجم ترامب سابقاً منظمة التجارة العالمية بسبب «تجاهلها المصالح التجارية الأميركية لصالح الصين».
وأشادت مالستروم في تغريدة بـ»صباح تاريخي في دافوس»، أظهر أن «منظمة التجارة العالمية تستطيع مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين».
ومن المقرر أن تبدأ المحادثات الرسمية في آذار، والتي تهدف إلى «تسهيل البيع والشراء والقيام بالعمليات التجارية عبر الإنترنت، وجعلها أكثر أمناً»، وفق ما صرّحت مالستروم.
وتابعت أن «التجارة الإلكترونية باتت واقعاً في مناطق عديدة من العالم ولذلك من واجبنا أن نوفر لمواطنينا وشركاتنا بيئة تجاريةً تكون أكثر قابلية للتنبؤ وأكثر أمناً وفعالية».
وتكرّر في منتدى دافوس طرح مسألة وضع قواعد للعالم الرقمي. وانتهى المنتدى أمس، بعد التماس اليابان وألمانيا مزيداً من الرقابة العالمية على التكنولوجيا.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أول أمس إن «علينا التماشي مع الواقع الذي تقود فيه المعطيات الإلكترونية كلّ شيء».
وحذّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن «المعطيات الإلكترونية ستصبح المادة الخام للقرن الحادي والعشرين».
وتابعت «إن لم ندرها، فسنشهد تشكّل مجموعات مناهضة للتكنولوجيا كما شهدنا في الماضي»، في إشارة إلى المنظمات المناهضة للثورة الصناعية في القرن التاسع عشر.
فيما أطلق الملياردير الأميركي جورج سوروس، أحد أبرز الحاضرين دائماً في دافوس، رسالةً أكثر عنفاً، مع تحذيره من «الخطر المميت» الذي يواجه المجتمعات مع «وقوع التكنولوجيا في أيدي الأنظمة القمعية».
وخصّ سوروس بالذكر الصين، وقال «إن على الولايات المتحدة أن تتحرّك ضدّ مجموعتي الصناعات التقنية الصينيتين هواوي و زد تي اي ».
وتابع سوروس «إذا تمكّنت هذه الشركات من السيطرة على أسواق جي5»، الجيل الخامس من تقنيات الهواتف النقالة التي لا بدّ منها من أجل تطوير السيارات التي تعمل ذاتياً وأشياء أخرى مرتبطة بالانترنت، «فستمثل خطراً غير مقبول على أمن العالم».
وستركّز محادثات منظمة التجارة العالمية على الخروج بإطار عمل موحّد للتعامل مع التجارة الإلكترونية، فالقطاع لم يكن موجوداً بعد لدى تأسيس المنظمة في عام 1995.
ورأت أرانشا غونزاليز من المركز الدولي للتجارة التابع للأمم المتحدة أن «التجارة الإلكترونية هي حالة جديدة في العولمة تحتاج قواعد جديدة».
واعتبرت أن تلك الدول «توجه رسالة مهمة بأن هذا الموضوع لا يمكن التعامل معه على المستوى الوطني فقط».