نصرالله: أي حرب ستحصل ستكون كل فلسطين ميدانها وجزء من خطتنا الدخول إلى الجليل ولن يعلم الصهاينة من أين
شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، على أنّ أي حرب ستحصل ستكون كل فلسطين المحتلة ميدانها، مشيراً إلى أن «جزءاً من خطتنا في الحرب المقبلة وجهّزنا لها، هو الدخول إلى الجليل ولن يعلم الصهاينة من أين سندخل».
وأعلن أننا «مستعدون وبلا شروط لتلبية الدعوة إلى استراتيجية دفاعية». ولفت إلى أنّ هناك مساعٍ جدية لتشكيل الحكومة وأن الرئيس المكلّف سعد الحريري يحاول تدوير الزوايا مع كل الأطراف.
لا مشاكل صحية
كلام السيد نصرالله جاء خلال «حوار العام» مع قناة «الميادين» أول من أمس، وأكد في مستهله أنه لا يعاني من أي مشكلة صحية، قائلاً إنّ «كل ما قيل عن الوضع الصحي أكاذيب وأنا لا أعاني من أي مشكلة صحية، بل على العكس فإنه بحمد الله صحتي بخير، وقد دخلت في عمر الستين والله أنعم عليّ بالصحة الجيدة».
وأضاف: «لست كثير الكلام ولكن هناك بعض المناسبات أنا معني بالكلام فيها»، مشيراً إلى أنه «في شهري كانون الأول وكانون الثاني ليس لدينا مناسبات».
فشل استخباري «إسرائيلي»
وعن مسألة الأنفاق قال: «قررنا أنا وإخواني أن لا نعلّق على عملية درع الشمال حتى انتهائها، وهناك 3 مناسبات في شهر شباط سوف أخطب خلالها»، لافتاً إلى أنّ «عملية درع الشمال لم تنته رغم إعلان «الإسرائيليين» أنها انتهت لأن الحفّارات ما زالت تعمل».
وأعلن أنّ «هناك أنفاقاً كانت موجودة في الجنوب و»الإسرائيلي» بعد سنوات طويلة اكتشف عدداً منها»، وقال: «لسنا ملزمين بأن نعلن عمّن حفرها أو متى لأننا نعتمد «الغموض البناء»، معتبراً أنّ « المفاجئ هو أنّ الإسرائيلي تأخر في اكتشاف الأنفاق».
وأشار إلى أنّ «أحد الأنفاق التي تمّ اكتشافها، يعود إلى 13 أو 14 عاماً وهو موجود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا يدلّ على فشل استخباري»، مشدّداً على «أنّ كل ما نراه اليوم من تشييد للجدران سببه الحقيقي هو الخشية «الإسرائيلية» من عملية الجليل المحتملة».
وإذ لفت إلى أنّ المناورات «الإسرائيلية» الضخمة حصلت تحسباً لعملية الجليل المحتملة، أشار إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتنياهو خدمنا عبر إدخال الرعب والخوف إلى قلوب كل المستوطنين في الشمال، مشيراً إلى أنّ «الجنرالات الذين يفهمون عند العدو قالوا إن حزب الله إذا أراد الدخول إلى الجليل لا يحتاج الى أنفاق»، مضيفاً أننا «نقرّر الدخول الى الجليل في حال حصول حرب على لبنان ولن يعلم الصهاينة من أين سندخل».
وسأل: «هل حزب الله سيعتمد على 4 أنفاق لإدخال الآلاف من مقاتليه من أجل عملية الجليل؟ أي عملية باتجاه الجليل تحتاج إلى كل الحدود ونحن نقررها في حال حصول حرب علينا. عملية الجليل لن تتوقف على الأنفاق وكيف لنتنياهو أن يعلم أنه دمرها كلها؟».
خيارات المقاومة مفتوحة
وتابع السيد نصرالله: «نحن منذ سنوات نملك القدرة على تنفيذ عملية دخول الجليل وأصبح الأمر أسهل بعد تجربتنا في سورية»، مشيراً إلى أنّ «جزءاً من خطتنا في الحرب المقبلة وجهّزنا لها، هو الدخول إلى الجليل، ونقرّر ذلك وفق مجريات الحرب».
وأضاف: «طالما ليس هناك بديل، نحن معنيون بالدفاع عن بلدنا ومن حقنا أن نلجأ إلى كل عناصر القوة».
وأكد أننا «لن نسمح للعدو بفرض قواعد اشتباك علينا ووصلنا الى مستوى من الردع يجب أن نعمل على تعزيزه»، مشيراً إلى أنّ «محور المقاومة في موقع يقول: كل ما يستلزمه الصمود والانتصار سنقدم عليه بعقل وحكمة وشجاعة». وأكد أنّ «المقاومة لم تتدخل في مسألة ترسيم الحدود وهي من شأن الدولة». وقال إنّ «أي عملية واسعة سنعتبرها إعلان حرب»، مشيراً إلى أنّ كل خيارات محور المقاومة مفتوحة.
وأوضح أنّ «عملية الأنفاق لا تلغي عملية الجليل المحضّر لها وهي لم تستحق هذه الدعاية»، مشيراً إلى أن « رئيس الأركان الإسرائيلي غادي أيزنكوت كل ما يهمه من موضوع الأنفاق أنه كيف يخرج من رئاسة الأركان وفي سجله إنجاز وهمي».
ولفت إلى أنّ «التقدير المتهوّر الممكن أن يتخذه الإسرائيلي هو في سورية أو في غزة»، مؤكداً أنّ «غزة مستعدة للردّ عسكرياً على أي عدوان ولن تتسامح».
لمراجعة ما يحصل على الحدود
وعن الاستراتجية الدفاعية في لبنان، أشار السيد نصرالله إلى أنّ المسؤولين في الدولة معنيون أن يراجعوا ما يحصل على الحدود، مؤكداً «أننا نذهب إلى جلسة الاستراتيجية الدفاعية و الحقيبة مملوءة وليس معنا ورقة واحدة». وأضاف: «مستعدون وبلا شروط تلبية الدعوة إلى استراتيجية دفاعية».
وقال: «نحن نقف خلف الجيش اللبناني ولا نريد جرّ الدولة إلى أي حرب».
مخاوف كبيرة لـ «إسرائيل»
وفي حين لفت السيد نصر الله إلى أنّ «مخاوف «إسرائيل» في سورية كبيرة جداً لأنّ لديهم فشلاً استخبارياً هناك»، شدّد على أنّ «أي حرب ستحصل ستكون كل فلسطين المحتلة هي ميدان حرب».
وكشف السيد نصر الله «أننا نمتلك الصواريخ الدقيقة وما نحتاجه في مواجهة أي حرب على لبنان، ولم نعد بحاجة لنقل أي صواريخ دقيقة».
أميركا منعت إنهاء «داعش»
وفي الملف السوري، أكد السيد نصر الله أنّ «الوضع في سورية اليوم في أفضل حال على الإطلاق مقارنةً بالعام 2011»، مضيفاً: «نحن في سورية نتحدث عن انتصار عظيم جداً ووصلنا إلى المرحلة الأخيرة». وقال: «الجيش السوري وحلفاؤه قادرون على حسم المعركة في شمال سورية».
وأضاف: «كادت أن تصل الأمور بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب و الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إلى صدام بسبب الوضع في شرق الفرات»، مشيراً إلى «أنّ الفصائل الكردية المدعومة أميركياً في شرق الفرات هي ممولة خليجياً».
وتابع: «عندما يقول أردوغان أنه يجب العودة إلى اتفاق أضنة يعني أنه يسلّم بأنّ الحل الوحيد هو انتشار الجيش السوري».
ولفت إلى أنّ «الخيارات مفتوحة بالنسبة لإدلب لكن الأولوية هي للحلّ السياسي»، مشيراً إلى أنه «تمّ استكمال التعزيزات لمعركة أدلب لكنّ تركيا منعت ذلك، أما التي منعت إنهاء «داعش» نهائياً في الصيف الماضي فهي الولايات المتحدة الأميركية».
وأشار إلى أنّ هناك قوة كبيرة في منطقة إدلب مصنفة إرهابية ولا تستطيع أن تكون جزءاً من الحل السياسي، مضيفاً: «إمّا أن تجد تركيا حلاً لموضوع إدلب أو في نهاية المطاف لا أعتقد أنّ القيادة السورية ستترك أرضها للإرهابيين».
وأكد أنّ ترامب من يومه الأول في رئاسته كان يريد سحب قواته من سورية، كاشفاً أنّ ترامب أمهل وزير حربه 6 أشهر للخروج من سورية. وكشف أن «أميركا طلبت خروج إيران من سورية مقابل انسحاب قواتها لكن سورية رفضت»، وقال: «الإيرانيون رفضوا الطلب الأميركي لأنهم موجودون في سورية بناء على طلب دمشق وكذلك نحن رفضنا»، لافتاً إلى أنّ «سحب القوات الأميركية استراتيجية جديدة وهي النسخة «الترامبية» في المشروع الأميركي».
قلق أميركي سعودي
وبيّن السيد نصر الله أنّ «قرار سحب القوات الأميركية من سورية هو بحدّ ذاته فشل وهزيمة»، مشيراً إلى أنّ «الرئيس السوداني عمر البشير جاء إلى سورية بضوء أخضر سعودي خليجي».
وكشف أنّ «ممثلي قسد طلبوا لقاءنا في بيروت وتوجهوا إلى روسيا والعراق بعد تخلي الأميركيين عنهم».
وأوضح أنّ «الانفتاح الأخير باتجاه سورية سببه قرار ترامب، وذلك بعد جلسة تقييم للسعودية في أبو ظبي»، مضيفاً أنه «على ضوء قرار ترامب الانسحاب والقلق الموجود في الإدارة الاميركية، أصبح هناك حالة قلق في السعودية».
وكشف أنه «تمّ نقل رسالة إلى دمشق بأن تعود إلى جامعة الدول العربية وأنّ دمشق ردت بأنّ من أخرجها من جامعة الدول العربية عليه بنفسه إعادتها».
وأوضح أنّ ترامب يريد شنّ حرب على إيران بواسطة دول المنطقة لإسقاطها، لافتاً إلى أنّ إيران متماسكة رغم العقوبات وكذلك الوضع في العراق هو مرتاح.
وأعلن السيد نصرالله أنّ الرئيس بشّار الأسد أبلغ زوّاره أن من وقف إلى جانب بلاده ضد الإرهاب سيكون وفياً لهم.
ووجه السيد نصر الله، سؤالاً لنتنياهو: «لماذا لا تصارح شعبك أنك خسرت كل رهاناتك حتى الآن في سورية؟ أين جماعتك الذين سلحتهم في سورية؟».
وقال لنتنياهو: «أنت لم تتمكن أن تمنع من وصول الإمكانات المطلوبة إلى لبنان»، مشيراً إلى» أنّ هناك احتمال اتخاذ قرار بتعاط مختلف مع الاعتداءات «الإسرائيلية «لأنّ ما حصل أخيراً، خطير جداً. وقال السيد نصر الله لنتنياهو: «عليك أن تكون حذراً في التمادي فيما تقوم به في سورية فلا تخطئ التقدير وتجرّ المنطقة إلى مواجهة كبرى».
صفقة القرن
وفي الملف الفلسطيني، قال السيد نصر الله: «لا يمكن القول إنّ صفقة القرن انتهت لكن أطرافها في وضع صعب».
وأضاف: «لن تجد فلسطينياً في أي فصيل أو تنظيم يمكن أن يوقّع على صفقة لا يوجد فيها القدس الشرقية في الحد الأدنى».
من ناحية أخرى، أكد السيد نصر الله إنّ «ما يمنع حصول حوار في البحرين هو السعودية»، مشيراً إلى أنّ «صمود اليمنيين بوجه حرب السعودية أسطوري والتجربة اليمنية هي الأجدر أن تدرس».
وقال السيد نصر الله لمحمد بن سلمان: «إنّ اليمني المحاصر والجائع والذي يُقتل في الليل وفي النهار هو الذي يصنّع صواريخ وطائرات مسيّرة».
القمة الاقتصادية مقبولة
لبنانياً، اعتبر السيد نصر الله أنّ القمة الاقتصادية التي عقدت في بيروت من حيث المجموع كانت مقبولة ولا سيما في الجانب السياسي، مؤكداً أن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «هي على ما هي عليه من المودة والتوافق والثقة»، وأوضح أنّ ما عزّز الصداقة مع شخص العماد عون والوزير جبران باسيل هي حرب تموز ووثائق ويكيليكس، حيث أنّ الموقف العلني كان نفسه الموقف في الخفاء.
وجزم بـ «أنّ التحالف مع التيار الوطني الحرّ ما زال قائماً وصامداً»، مشيراً إلى أنّ وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل «قال في إحدى الجلسات خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان أنه ينبغي إيجاد شرخ بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ».
وأكد أنّ «ما يتردّد عن تغيير اتفاق الطائف والمثالثة أمر لا أساس له ويهدف إلى إثارة القلق والرئيس عون محقّ في أنّ التفاهم صنع سلاماً داخلياً».
مصرّون على تشكيل الحكومة
وأكد أننا «مصرون على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى أنّ «هناك مساعي جدية حالياً لتأليف الحكومة وهناك عقدتان تتعلق باللقاء التشاوري وتوزيع الحقائب» وقال: «نحن ما زلنا متمسكين بتمثيل اللقاء التشاوري بوزير في الحكومة العتيدة»، مشدّداً على «أنّ إيران وسورية لم تتدخلا أبداً في مسألة تأليف الحكومة».
وأكد أننا «جادون في حلّ الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد لكنها معركة طويلة وصعبة ومعقدة»، معتبراً أنه «يجب إيجاد تغييرات في القوانين لحل مشكلة الفساد في لبنان».
ولفت إلى «أنّ التدخل السياسي في القضاء هو من أسباب الفساد في لبنان».
وقال: «الرئيس سعد الحريري يحاول تدوير الزوايا مع كلّ القوى السياسية في لبنان ونحن حريصون على الانفتاح عليه وعلى تيار المستقبل وليست لدينا حسابات مع أحد في لبنان لتصفيتها «، مؤكداً «أنّ حزب الله لا يحكم البلد ولا يريد أن يحكمه وهو واقعي جداً ويؤمن بأنه لا يمكن للبنان أن يدار إلاّ من خلال تفاهم جميع مكوّناته».