توفيق الإمام: أطفالنا مستقبل الغد ونسعى جاهدين لإنجاح أي فعاليات ثقافية تدعم مواهبهم
رانيا مشوح
هم للنور أقرب من الأرض، فالأرض باتت صغيرة على تقاسم تعابير البراءة الشامخة على وجوه صغيرة تحمل طاقات كبيرة، هم للغد المضيء أنضح من أمس الظلامية العابقة برائحة البارود ونثرات الرماد، أطفال سورية براعم اليوم عظماء الغد يبدعون من جديد، وإيماناً منهم بأن الورقة والقلم والكلمة أنجح مفعولاً وأبقى أثراً من الدم والدمار واللهب قدّموا عصارة مخيلة صغيرة بريئة لتضاهي إبداع الكبار وتنافس أمم الرخاء.
من هنا أحيت وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة الطفل وبرعاية وزير الثقافة احتفالية «أطفالنا يبدعون» لتكريم الفائزين في المسابقات الدولية والسنوية الأدبية والفنية لعام 2018 على خشبة مسرح الحمراء في دمشق. افتتح الفعالية معاونيْ وزير الثقافة توفيق الإمام والمهندسة سناء الشوا.
الإمام
في كلمة له قال الإمام: اليوم نحيي احتفالية «أطفالنا يبدعون» عبر إقامة معرض متنوع للخطّ العربي والتصوير الضوئي والرسم. هؤلاء الأطفال هم مستقبل سورية الذين سيرسمون المستقبل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بإذن الله، أطفالنا مبدعون ويليق بهم الفرح ونحن في وزارة الثقافة نضع يدنا بأيديهم ونقدم كل ما بوسعنا لإنجاح الفعاليات الثقافية كافة في قطرنا الحبيب.
الشوا
وعن كيفية تقييم واختيار الأعمال تحدّثت الشوا معاونة وزير الثقافة قائلة: نحن نختار أطفالنا بحسب لجان مختصة ويتم فرز الأعمال حسب تقييم المختصين بعد دراساتها، والفرصة متاحة لأوسع شريحة من الأطفال المبدعين.
ياسين
وعن المسابقة تحدثت ملك ياسين مديرة ثقافة الطفل في وزارة الثقافة، حيث قالت: اعتدنا سنوياً على تكريم الأطفال الفائزين في كل محافظات القطر، والهدف من ذلك تخفيف أعباء السفر عن أطفالنا، الاختيار تم عبر لجان موثوقة وعلى مراحل عدة بحيث نرسل الأعمال ضمن رقم وبدون اسم ويتم الاجتماع ضمن كل مسابقة بحيث يتم اختيار أفضل الأعمال.
وأضافت: وزير الثقافة ابتكر الجوائز التشجيعية للأعمال التي لم تحصل على مركز وتعامل معاملة الأعمال الفائزة بمركز من خلال الجائزة، وزارة الثقافة هي الوحيدة في العالم التي تطبع كتباً للأطفال ضمن مطبوعات وزارة الثقافة ومنشورات الطفل – الهيئة العامة للكتاب وتعامل معاملة الكتب لكبار المؤلفين من ناحية الإخراج الفني والرسوم. وهذه من أكثر الحوافز المشجعة للأطفال.
بيرقدار
أما عن المعايير المعتمدة من قبل لجان انتقاء الأعمال المشاركة تحدث قحطان بيرقدار رئيس تحرير «مجلة أسامة» وأحد أعضاء لجان التحكيم في المسابقة: اطلعت على نصوص الأطفال في الشعر والقصة والمقال ولاحظت من خلال هذه النصوص أن الطفل السوري قادر على العطاء والإبداع وملّم تماماً بالظروف المحيطة به ومدرك للموضوع الذي يعالجه ولقد اعتمدت بعيداً عن المعايير الفنية على الصدق الفني الموجود في النص. إلى أن الطفل هو مَن كتب هذا النص ولم يستعن بمصدر خارجي.
سالم
وبدوره قال رئيس جمعية أصدقاء الكاميرا وأحد أعضاء لجان التحكيم في المسابقة محمود سالم قال: هذه مسابقة سنوية تقيمها وزارة الثقافة كل عام ودائماً هناك جديد في كل مسابقة. هذه المسابقة للأطفال من عمر الثماني سنوات في كل مجالات الفنون، الأطفال مواضيعهم غالباً ملامسة للواقع الذي يعيشون فيه وقد لاحظنا ذلك من خلال أعمالهم، لوزارة الثقافة فضل كبير لتحفيز المواهب لدى الأطفال للإبداع.
قصاص
كما تحدّث عن كيفية اختيار الأعمال المشاركة من كافة المحافظات نضال قصاص أمين سرّ مكتب الفنون المركزي لـ»منظمة طلائع البعث»: في كل عام بالتعاون مع وزارة الثقافة تقام مسابقات ونخبر بدورنا الفروع لاختيار اللوحات المتميّزة ويرسلوها لمكتب الفنون الجميلة في المنظمة وتقوم لجنة بانتقاء الأعمال المناسبة ومن ثم نرسلها لوزارة الثقافة بحيث يتمّ التنسيق بيننا وبينهم.
الأطفال المشاركون
أما الطفل المشارك نيبال الطويل من محافظة السويداء الحائز على جائزة دولية من اليابان في مجال الرسم فقال: شاركت بلوحة رسم بالباستيل الزيتي، حصلت على المركز الثالث وأنا سعيد جداً لأنني مثلت سورية وأنا فخور بوطني وأتمنى أن يكون وطني فخور بي أيضاً.
كما قال الطفل مجظ الزاقوت: شاركت بلوحة عن الطبيعة بالباستيل الزيتي، هذه المسابقة الأولى لي في وزارة الثقافة وحصلت على المركز الثاني وأنا سعيد جداً، لأنني تكرّمت من بلادي التي أحبّ وأفخر.
أمّا لمى منذر والدة الطفل مجد الزاقوت، فقالت: اكتشفت موهبته بعمر الست سنوات وتابعت معه في تنمية موهبته عبر الاعتناء به وتسجيله في معاهد للرسم حتى يطوّر من نفسه، مجد شارك أيضاً في مسابقة نقابة الفنانين في احتفالية مكافحة المخدرات ونال جائزة.
وفي الإطار نفس تحدّث المحامي مروان الطويل والد الطفل نيبال الطويل: ظهرت الموهبة لدى نيبال باكراً من عمر ثلاث سنوات، حاولنا العمل على تنمية موهبته من خلال المدرسة وأستاذ رسم خصوصي، شارك في عدد كبير من المسابقات ومنها مسابقة اليابان عن طريق «منظمة طلائع البعث» في محافظة السويداء. على الأهل رعاية وتوجيه أطفالهم الموهوبين والمحافظة على مورثاتنا التي تقول بقدر ما تعمل على نفسك تحقق إنجازات ونجاحات تصل من خلالها للمستقبل.