كلام نصر الله ليس مشفّراً هذه المرة
سعيد معلاوي
حديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى قناة «الميادين» مساء السبت الماضي، لم يكن مشفراً هذه المرة، بل كان واضحاً كنور الشمس الساطع، فدخل من دون استئذان، برداً وسلاماً إلى قلوب المحبّين ورعباً وارتباكاً إلى عقول وقلوب الأعداء، إنْ في الخارج أو الداخل.
لقد جاء كلام السيد نصرالله رداً على كلّ التساؤلات التي تراود الآخرين، ولم يتردّد في قول ما لم يقله من قبل في ردّ عملي على كلّ الإشاعات التي أطلقها الصهاينة ووسائل الإعلام المغرضة عن صحته، فكان الردّ صادماً لهؤلاء.
أما عن الأنفاق فأوضح أنه بأنفاق ومن دون أنفاق الأمر سيّان «فأحد لم يصرّح من قبل، أننا سنستعمل الأنفاق للدخول إلى منطقة الجليل في الشمال الفلسطيني المحتلّ»، فهناك الكثير من المعابر البرية والجوية والبحرية للوصول الى الأهداف المحددة مسبقاً.
هذا الأمر، أعادني بالذاكرة إلى 13 سنة خلت عندما اغتال الموساد «الإسرائيلي» القائد عماد مغنية في دمشق، فكان الوعد والعهد من سيد المقاومة بأنّ الردّ على هذه العملية سيكون قاسياً، وبالفعل كان الردّ خلال أيام قليلة.
وفي التفاصيل أنه عند الساعة الحادية عشرة من ظهر ذات يوم، كانت مجموعة من كبار الضبّاط الصهاينة تستقل رتلاً مؤلفاً من ست آليات عسكرية، تقوم بجولة ميدانية على المواقع العسكرية داخل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
هدف الجولة الميدانية كان للوقوف على الاستعدادات التي أعلنها جيش العدو وقتذاك، تحسّباً لعملية تنفذها المقاومة رداً على اغتيال القائد «رضوان». وأثناء عودة الوفد باتجاه مغر شبعا عند الطرف الجنوبي للمزارع والمحاذي للشمال الفلسطيني المحتلّ، ومن بين الصخور هناك وأشجار السنديان، أطلق المقاومون وفي لحظة واحدة ست قذائف مضادة للدروع فأصابت الرتل بكامله ودمّرت العربات جميعاً وأوقعت من فيها بين قتيل وجريح، لتتوجه في أعقاب ذلك، قوة كبيرة من الجيش «الإسرائيلي»، إلى المكان تواكبها أربع طائرات استطلاع من دون طيّار وعدد من المروحيات والطيران الحربي، بالتزامن مع عملية تمشيط بالمدفعية والأسلحة الأخرى للمنطقة المحيطة بمكان العملية وصولاً حتى مزارع المجيدية والماري وعين عرب والعرقوب. ورغم كلّ ذلك تمكّن المقاومون من الانسحاب من أرض الحدث بعد ساعات وعادوا سالمين، بعد أن أوقعوا في صفوف الوفد العسكري أحد عشر قتيلاً من كبار الضبّاط وعدداً من الجرحى واحتراق الآليات بالكامل وقد اعترف العدو في حينه بمقتل اثنين من الجنرالات وإصابة عدد لم يحدّده بجروح ليتطابق العدد إلى حدّ بعيد مع البيان الذي أعلنته المقاومة.
يبقى أنّ هذه العملية بقيت لغزاً محيّراً لـ «الإسرائيليين» حتى اليوم وهي تمّت بنجاح رغم كلّ الإجراءات التي اتخذها جيش العدو. إنها المقاومة، إنهم الأبطال، إنهم الرجال الرجال.