يازجي التقى كيريل: من المستحيل أن تحلّ مشكلة على حساب وحدة العالم الأرثوذكسي
التقى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل في موسكو وتناول اللقاء هموم وشجون الكنيسة الأنطاكية والروسية، لا سيما القضية الأوكرانية من جهة وما تعانية الكنيسة الأنطاكية وما ترزح تحت وطأته من آلام وتدمير وخطف من جهة ثانية.
حضر اللقاء من الجانب الروسي: مسؤول العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو وسائر روسيا المتروبوليت إيلاريون، المتروبوليت سيرغي تشاشين، معتمد الكنيسة الروسية الأرثوذكسية لدى الكنيسة الأنطاكية في سورية الأب هيغومان أرساني سكولوف ولفيف من الآباء الكهنة.
ومن الجانب الأنطاكي: المتروبوليت باسيليوس منصور عكار وتوابعها ، المتروبوليت يعقوب خوري بيونيس ايريس وسائر الأرجنتين ، المتروبوليت نيفن صيقلي المعتمد البطريركي لكنيسة أنطاكية في روسيا، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، الشماس ملاتيوس شطاحي، الوزير والسفير الأسبق لدى روسيا والأستاذ في جامعة دمشق حسان ريشه، الأمين العام الأسبق لحركة الشبيبة الأرثوذكسية ريمون رزق، الدكتور جورج غندور والإعلام البطريركي.
ورحّب البطريرك كيريل بـ «البطريرك يوحنا العاشر والوفد المرافق وبهذه الزيارة التي تؤكد عمق العلاقات المتينة والمتجذرة بين الكنيستين الأنطاكية والروسية»، منوّهاً بـ «مواقف البطريرك يوحنا ودوره الريادي الذي يؤديه على صعيد الكنيسة الأنطاكية».
وأشار إلى أن «زيارة البطريرك يازجي الى موسكو تكتسي أهمية خاصة لا سيما أن الكنيستين تمران اليوم في ظروف صعبة مماثلة ما يوجب تعاطف الكنائس مع بعضها البعض، وبالتالي فإننا نوجه الشكر لغبطته لوقوفه وكنيسة أنطاكية إلى جانب كنيسة روسيا في ما يتعلق بالقضية الأوكرانية».
واستعرض الجهود المبذولة من قبل دولة وكنيسة روسيا تجاه سورية على مختلف الصعد، ومساندة الكنيسة الروسية كنيسة أنطاكية، بالعمل على إعادة ترميم بعض الأماكن المقدسة وفي طليعتها دير القديسة تقلا البطريركي في معلولا، بالإضافة الى مساعدة العديد من الأطفال ومعالجتهم ناهيك عن التبادل العلمي بين روسيا وأنطاكية ما يعزز تفاعل الخبرات والثقافات بين الطلاب وما ينمّي من العلاقات الثنائية بين الكنيستين.
وأبدى «ارتياحاً كبيراً للأعمال الإنسانية التي تقام في سورية»، واعداً بـ «إعادة ترميم لبعض الكنائس في مناطق عربين والزبداني – سورية وذلك استجابة لمطلب البطريرك يوحنا»، متطلعا إلى «المزيد من العلاقات المتينة بين الكنيستين الأنطاكية والروسية».
أما البطريرك يوحنا العاشر يازجي فحملت كلمته جملة مواقف كنسية ووطنية، عبر في مستهلها عن «غبطته لوجوده في موسكو للمشاركة في الذكرى العاشرة لتنصيب قداسة البطريرك كيريل، هذه الفرحة التي تصبح فرحة مضاعفة مع ابتهاج وسرور أبناء الكنيسة الأنطاكية».
وشدّد على «عمق العلاقات التاريخية بين الكنيستين، هذه العلاقة التي تنمو وتزدهر بشكل مضاعف».
وأكد أن «هناك جراحاً في الكنيسة وبخاصة في الجسم الأرثوذكسي سواء بالنسبة لما حصل في كنيسة أوكرانيا أو تجاه ما حصل ويحصل في كنيسة أنطاكية، لكن وبالرغم من الجراحات كلها التي انغمست بالألم الكبير من خطف وقتل وتدمير، نسمح لأنفسنا ونؤكد أن الاوضاع في سورية باتت أفضل من السابق وبتنا نعيش نوعاً ما في جو من الأمان والاستقرار. هذا الارتياح الذي يدفعنا لنقول: «مهما بلغت التحديات نحن نؤمن أن أرثوذكسيتنا جميلة وكنيستنا شامخة وعظيمة ولا يسعنا سوى أن نناشد وسبق أن ناشدنا رؤساء الكنائس الأرثوذكسية بأن تتم معالجة مشاكلنا بالحوار والتوافق والإجماع، لأنه من المستحيل أن تحل مشكلة على حساب وحدة العالم الأرثوذكسي، هذه الوحدة التي تتطلب منا رسالة محبة تعلو فوق كل شيء».
أضاف: «أردنا أن ننطق بالحق لأن الصمت لم يعُد يجدي نفعاً في هذه الأيام، ونحن لن نيأس وسنبقى على رجاء».
كما شكر البطريرك يوحنا العاشر البطريرك كيريل والدور الروسي في مد يد المساعدة والمساندة لسورية، مستعرضاً المشاريع الإنسانية الاجتماعية والتربوية التي تسعى الكنيسة إلى إنشائها رغم الظروف الصعبة وذلك إيماناً منها أن المسيحيين هم نواة تلك الديار وعليهم أن يبقوا فيها وأن لا يهاجروا.
كما نوّه يازجي بـ «التبادل التربوي والثقافي بين الكنيستين مشيداً بدور جامعة البلمند وما ينبثق عنها من نجاحات ضاهت العديد من الجامعات».
وفي الختام، جرى تبادل للهدايا التذكارية بين الكنيستين وسط آمال وتطلّعات أن تبقى الكنيسة الأرثوذكسية وحدة واحدة متماسكة.