باب المقام معلم من معالم تاريخ حلب وعراقتها
باب المقام الأثري في حلب شاهد حيّ على تاريخ وعراقة المدينة الموغلة بالقدم وهو أحد أبوابها القديمة التي طالما ساهمت في صدّ المعتدين وأوصدت بوجه الغزاة والطامعين وفي الوقت نفسه كانت أبواباً مفتوحة للتجارة والتواصل مع شعوب المنطقة.
يقع باب المقام إلى الشرق من مدينة حلب القديمة ويؤدي لمقام إبراهيم الخليل في حي الصالحين جنوب حلب ويزخر بكتابات حجرية منقوشة بطريقة زخرفية رائعة تعود للعهد الزنكي.
وأنشئ باب المقام أيام الملك الظاهر غازي وتمّ الانتهاء من بنائه في عهد ابنه الملك العزيز وتمّ تجديد بنائه في فترة حكم بني مرداس وأيام الملك نور الدين الزنكي وسُمّي بهذا الاسم لأنه يؤدي إلى المقام الذي ينسب للنبي إبراهيم.
وتوضح المهندسة المدنية أحلام أصلان طالبة الدكتوراه في جامعة حلب أن الباب يتألف من ثلاثة مداخل رئيسية تتجه نحو الجنوب والمدخل الأوسط مبني على شكل قوس هندسي مزين بزخارف وشعارات تعود للعهد المملوكي وكان مخصصاً لمرور العربات والفرسان والمدخل الأيسر مخصصاً لمرور المشاة لمنع حدوث الازدحام بالمدينة القديمة. وهذا الباب كباقي أبواب حلب يؤدي لمركز المدينة وتوجد حوله الكثير من الأبنية الأثرية التاريخية وتعرّض لأضرار بسبب الإرهاب وتعمل مديرية مدينة حلب القديمة لإعادة ترميمه.
ويقول محمود مواس إنّه أحد أقدم أبواب حلب ويؤدي لساحة بزة المشهورة بالنسيج قديماً وكذلك يصل إلى مركز المدينة القديمة وقلعة حلب.
محمد عثمان بلال صاحب محلّ بباب المقام تحدّث عن قدم باب المقام مستذكراً العادات والتقاليد والأيام البسيطة والمحبة التي عاشها سكان الحي بلباسهم العربي القديم وطرازه الفولكلوري.
ويقول فراس عجوز إنّه ولد وتربّى في باب المقام أحد أهم أبواب حلب التسعة ويؤدي لأحياء المغازلة والحوارنة والأصيلة ومن ثم إلى سوق المدينة القديمة الأثري وله رمزيته النابعة من طابعه العمراني القديم. سانا