المصور باسل نيصافي… لوحات ضوئية تقارب الفنّ التشكيلي
رشا المحرز
بعيداً عن القوالب التقليدية البصرية يرصد المصور باسل نيصافي بعدسته روح المكان وسحر الطبيعة فيلتقط لوحات تشكل واقعاً خاصاً بها من زوايا مختلفة يسبر فيها أغواره بخيال حرّ وإحساس فني.
المصوّر نيصافي استطاع من خلال صوره التي اقتربت من لوحات تشكيلية أن يبرز البعد الحسي للصورة عبر نقل المشاهد إلى عوالم أخرى يدحض فيها بديهية بعدي الصورة المسطّحة فيبرز بعدها الثالث وتنقلت مواضيع لوحاته بين الطبيعة والفن المعماري ومواقف اجتماعية عفوية رصدها من واقعه ورحلاته وحصد البورتريه الحصة الأكبر منها.
وعن بداياته تحدّث نيصافي وقال: بدأ شغفي بالتصوير منذ 23 عاماً عندما أهدتني أمي كاميرا فيلمية وبدأت بالبحث عن معلومات تشبع فضولي متجاوزاً قلة المراجع التي تتناول هذا الفنّ في المكتبات، إضافة الى الانترنت بمساعدة فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص.
وشارك نيصافي بـ7 معارض ضمن حمص نحو العالمية عبر انضمامه للموقع العالمي للتصوير الفوتوغرافي «يوبيك» الذي يضمّ آلاف المصورين المحترفين والمبتدئين من كل أنحاء العالم مشيراً إلى وصوله للمرحلة النهائية ضمن مسابقات أجراها الموقع وحصوله على ترتيب 66 عالمياً.
وحرص نيصافي على إيصال تجربته للمهتمين بهذا الفن وسارع الى تعليم التصوير عن طريق مركز الأنشطة الشبيبية ودير الآباء اليسوعيين بحمص، لافتاً في الوقت نفسه إلى تعدد مواضيع التصوير وتنوّع مدارسه وتقاطعها مع الفن التشكيلي كالانطباعية والتجريدية والمستقبلية والكلاسيكية عبر نقاط قوة وتكوين الصورة وتشكيلها وإبراز عمقها من خلال إظهار التناقض بالأحجام بين مقدمة الصورة وخلفيتها.
وأوضح أنه رصد عبر لوحاته فنون العمارة والطبيعة الصامتة والتاريخ والتراث الحمصي كما سلّط بعضها الضوء على مشاكل اجتماعية خطيرة، منها ظاهرة التدخين عند الأطفال، مشيراً إلى أن ميله لمواضيع البورتريه بالأبيض والأسود لأنه يركز على شخصية الإنسان وروحه ونظرته متجاهلاً لون بشرته أو عينيه.
وعن الصعوبات التي تواجه فن التصوير الضوئي بيّن نيصافي أنها تتمثل بخوف الناس من الكاميرا والافتقار إلى مخابر احترافية لطباعة الصور بشكل لا يفقدها دقتها وجماليتها معرباً عن طموحه إلى نشر الثقافة الفوتوغرافية واحتضان المهتمين والموهوبين بالتصوير ومساعدتهم.
بدوره أكد رئيس فرع نقابة الفنانين التشكيليين بحمص «إميل فرحة» حرص النقابة على دعم الفنانين بهذا المجال عبر تقديم صالة عرض لأي فنان موهوب وإقامة المعارض لدعم وتشجيع الحركة الفنية بحمص.
يُشار إلى أن الفنان باسل نيصافي من مواليد حمص 1981 متخرج من معهد طبي مخابر من جامعة تشرين.