باسيل وقماطي خلال لقاء في مار مخايل: متمسكون بالتفاهم رغم الاختلافات
أكد رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي التمسك بتفاهم مار مخايل بين الجانبين رغم الاختلافات في بعض القضايا، واعتبرا أنه أسّس لتفاهمات وطنية وهو خطوة أولى باتجاه حوار وطني لكلّ القوى اللبنانية.
جاء ذلك خلال لقاء أقيم في كنيسة مار مخايل مساء أمس، لمناسبة ذكرى توقيع وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، في 6 شباط 2006.
وقال باسيل في كلمته «إنّ شبابنا تربّوا على ثقافة التفاهم وتقبّل الاختلاف وليس الخلاف والتفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله صنع السلام الداخلي وأوصل لبنان إلى النصر في الحرب الخارجية ضدّ العدو الإسرائيلي في تموز 2006»، مشيراً إلى «أنّ التفاهم لم يأتِ على حساب أحد بل أسّس لتفاهمات وطنية وفيه بنود سيادية تحققت وبعض البنود الإصلاحية لم تتحق». وأوضح «أنّ في البنود السيادية حصّن التفاهم الوحدة الداخلية بوجه العدو الإسرائيلي والتكفيري وهما عدوان بوجه واحد»، لافتاً إلى «أنّ الشراكة مع حزب الله تحمي الوحدة الوطنية وتحمي الوطن وهي مهمة ولذلك نعود إليها دائماً، سائلا «لولا تفاهم مار مخايل أين كان أصبح لبنان؟»
وأكّد أنّ «المقاومة مشروعة لأنها تواجه احتلال الأرض وشرعية المقاومة قائمة على عدم شرعية الاحتلال ونحن استولدنا منذ 2005 الاستراتيجية الدفاعية والتي حين نتفق عليها تنخرط فيها المقاومة بحسب التفاهم الوطني ولكنها ترسم بحوار داخلي وليس بأمر عمليات خارجي».
واعتبر «أنّ اليوم بات من الضروري مراجعة الـ 13 سنة على التفاهم، لنرى أين أخفقنا وللحفاظ على هذا التفاهم الذي يتعزز من خلال بناء الدولة وتعميق التفهّم لبعضنا بعضاً» متوجهاً إلى التيار الوطني الحر بالقول لمحازبيه ومناصريه «إنّ حزب الله لا يشتغل عند التيار ويجب أن ننتهي من هذه النغمة، فلكلّ تطلعاته وتأمّلاته ولا يحق لنا وضع أجندات للآخرين، ويجب ان يكون لدينا شجاعة الإقرار والاعتراف مما قدّمه حزب الله، فلولا حزب الله لما كان الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولم تكن لتستفيق الميثاقية الوطنية في نظامنا، كما في المقابل على جمهور حزب الله ان يعرفوا انه لولا التيار لما صمد حزب الله بوجه إسرائيل والإرهاب ومحاولات العزل، وعلى حزب الله الاستمرار معنا في حفظ هذه الميثاقية».
من جهته، اعتبر قماطي أنّ «التفاهم يضع رؤية حول الوطن و المقاومة و الاستراتيجية الدفاعية و محاربة الفساد وهي مشروع حوار وطني لكلّ اللبنانيين وكان خطوة أولى باتجاه حوار وطني لكلّ القوى اللبنانية».
وقال «للأسف، فبدلاً من النظر إلى الوثيقة بإيجابية قام البعض بمواجهتها باعتبارها تحالفاً بين قوتين كبيرتين في البلد»، معتبراً أنّ «التفاهم استمرّ 12 عاماً وسيستمرّ لسنوات طويلة لأنه تفاهم صادق ومخلص وتفاهم وفاء».
وشدّد على أنّ «نتائج التفاهم ظهرت في الاختبار الحقيقي خلال عدوان تموز عام 2006»، موضحاً أنّ «هذا التفاهم لا تهزّه الفتن ونحن متمسكون به لأننا مقتنعون بكلّ ما ورد به».
ورأى قماطي أنّ «التفاهم لا يعني أننا جسم واحد وأننا متفقون على كلّ المواقف لكنه واضح من ناحية الإتفاق على العناوين الإستراتيجية الكبرى»، مشيراً إلى أنّ «الرئيس ميشال عون ليس رئيساً للبنان فقط بل هو شخصية مشرقية كبرى لكلّ المشرق»، معتبراً أنّ «الاختلافات لن تغيّر تمسكنا بهذا التفاهم ونعالجها ونتجاوزها لصالح التفاهم الاستراتيجي».