ظريف: لدينا العديد من الخيارات والانسحاب من الاتفاق النووي أحدها

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «أن الأوروبيين لديهم التزامات واسعة مع بلاده وعليهم الوفاء بها».

وأشار ظريف في حوار خاص بـ»روسيا اليوم» أمس، إلى أن «الالتزامات تشمل ضمان بيع النفط الإيراني والحصول على عائداته واستمرار العلاقات المصرفية»، مضيفاً «أن كل ذلك جاء في بيان أيار 2018».

وقال الوزير الإيراني «إنه على الأوروبيين أولاً الوفاء بالتزاماتهم في الاتفاق النووي، فهم ليسوا بمكانة فرض مطالب على إيران»، وذلك تعليقاً على بيان أصدره الاتحاد الأوروبي مؤخراً أكد فيه على مطلبين أساسيين انضمام إيران إلى لوائح مجموعة العمل المالي، وخوض مفاوضات بشأن الصواريخ الباليستية ، وإمكانية تحوّل هذه الآلية إلى أداة للضغط على طهران وفرض هذين المطلبين كشرطين.

وتابع قائلاً: «نحن التزمنا بالاتفاق النووي.. لقد أصدرت الوكالة الدولية 13 تقريراً أكدت فيه التزام إيران بالاتفاق، والجميع يعرف أن الولايات المتحدة هي من انسحب من الاتفاق النووي، فيما الأوروبيون لم يتمكنوا من تطبيقه».

وأضاف ظريف: «لا أريد أن أقول إنهم تنصلوا من التزاماتهم أو انتهكوها، لكنهم تقاعسوا عن تطبيقها، فيما يخص مجموعة العمل المالي، نحن نطبق لوائحها في إطار قوانيننا الداخلية، الجمهورية الإسلامية ضحية للإرهاب.. نحن نكافح غسيل الأموال وفقاً لقوانيننا المحلية وما تم التصويت عليه في البرلمان يجب أن يمر بمراحل قانونية، ثم علينا أن نرى ما سيقرره المسؤولون في الدولة»، مشيراً إلى أن «إدراج إيران في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي، كان غير واقعي منذ البداية».

وبخصوص الصواريخ الباليستية، صرح الدبلوماسي الإيراني بأن «الأمر ليس بتوجيه الاتهامات لإيران مثلما يفعل الأوروبيون والأميركيون، إنما بما يحدث في المنطقة بضخ الأسلحة الأوروبية والأميركية، هذه الأسلحة تقتل الناس في مكان ما مثل اليمن، عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم».

وأردف: «أما الصواريخ الإيرانية فهي دفاعية، ولم تستخدم ضد أحد سوى الجماعات الإرهابية، فيما الأسلحة الأوروبية والأميركية، تستهدف حتى اليوم المدنيين اليمنيين وأهالي غزة والضفة الغربية، والشعب اللبناني، والشعب السوري».

إلى ذلك، بين وزير الخارجية الإيراني أنه «لدى طهران العديد من الخيارات في حال أصرّت أوروبا على فرض هذين الشرطين»، مؤكداً «أنه لا علاقة لهما بالاتفاق النووي».

وأفاد في السياق بأنه «إذا كان الطرف المقابل لا يريد الوفاء بالتزاماته في الاتفاق النووي، حينها سيكون لدينا العديد من الخيارات، والانسحاب من الاتفاق النووي أحدها».

من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري «أن بلاده لن تخشى تهديدات الدول المستكبرة لإجبارها على التفاوض حول قدراتها الصاروخية والدفاعية ومصالحها الإقليمية».

وقال باقري «إن بلاده وإلى جانب القوات المسلحة العراقية والسورية هي التي قصمت ظهر داعش ووقفت في وجه تمدّده إلى باقي البلدان ولا سيما أوروبا».

وأشار إلى أن «ثمانين في المئة من الأسلحة التي تحتاجها إيران يتم إنتاجها في الداخل».

كما أكد باقري «أن القوات المسلحة الإيرانية تحافظ على الثورة الإسلامية وهي مستعدة للتضحية من أجل توفير أمن شعوب المنطقة أيضاً».

بدوره قال العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات جوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني خلال احتفال بذكرى انتصار الثورة الإسلامية «إن من أهداف الأعداء هو بث اليأس والإحباط في البلاد».

وأضاف حاجي زاده «اليوم وصلنا إلى مرحلة من القوة لم يعد فيها التهديد العسكري على إيران مطروحاً».

وأكد «لا يمكن مقايسة قوتنا اليوم مع أي مرحلة مرّت بها البلاد، وهذه القوة في ازدياد بشكل تصاعدي، هذه القوة أوجدت قدرة ردعية للبلاد ولن نتفاوض مع أحد بشأنها أبداً».

حاجي زاده أشار إلى أن «التجارب الصاروخية لإيران لم تتوقف. وهذا يشمل التجارب على صواريخ بعيدة المدى».

من جهته، قال نائب قائد قوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي في كلمة له في مدينة تبريز إن «العدو وقف ضدنا في جميع المجالات، في التطور العلمي الذي هو حق طبيعي للإنسانية، كما وقف أمام تطورنا العلمي واغتال علماءنا، إنهم لا يرغبون برؤيتنا نتطور علمياً لأنهم يعلمون بأننا نستطيع».

ورأى سلامي أنه «عندما تنفق أميركا 7 تريليون دولار ولا تستفيد شيئاً، فإن سياسة تحويل الإنفاق إلى فائدة قد انتهت، وهذا يعني الزوال السياسي لأميركا».

وأكد سلامي «شعبنا صامد بعزة أمام الصعوبات، ولكن الشعب الأميركي لم يتحمل شهراً واحداً، على الرغم من أنهم لا يخضعون للعقوبات ولا للضغوط فقد كانوا يبكون ولم يكن يساعد أحدهم الآخر، ولكن في إيران يعيش الناس جنباً إلى جنب مع بعضهم».

وفي سياق متصل، وخلال مراسم إزاحة الستار عن صاروخ بالستي ذكي من نوع أرض أرض دزفول ، اعتبر قائد الحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري «أن الكشف عن هذه المدينة الخاصة بصناعة الصواريخ في أعماق الأرض هو ردّ على ضوضاء الغربيين الذين يتصورون أن بإمكانهم من خلال العقوبات أن يحدّوا من قدراتنا ويمنعونا عن أهدافنا».

وأكد جعفري في كلمة له بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية أن «قوة إيران الدفاعية ردعية وهي في سبيل حفظ أمن البلاد، وهي غير قابلة للمفاوضات أبداً».

وأشار إلى أنه «في حال تشيطن الأعداء وخاصة الصهاينة، نحن قادرون على وضعهم تحت وابل صواريخنا خلال اللحظة الأولى».

جعفري أكد أن «الصواريخ التي تمّ تصنيعها سابقاً يتم الآن تحويلها صواريخ ذكية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى